شفت مذكرات عاهل الأردن الملك عبد الله الثانى ابن الحسين التى صدرت فى
كتاب بعنوان "السلام فى زمن الخطر" عن أسرار تعرض والده الملك حسين بن
طلال إلى 18 محاولة
اغتيال متهما جمال عبد الناصر بالتورط مرتين فى
هذه المحاولات، كما انتقد فيها الرئيس ياسر عرفات وحركة التحرير
الفلسطينية، مشيرا إلى أنهم كانوا أحد أسباب زعزعة الاستقرار فى الأردن
خلال سنوات طويلة.
أكد الملك عبد الله فى أحد فصول الكتاب الذى نشرته جريدة "الشرق الأوسط"
أنه خلال عقد الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضى كان الأردن فى وضع
هش، قائلا "ما بين السنة التى كان فيها والدى (الملك حسين) فى الـ18من عمره
وتولى خلالها مسئولياته ملكا على الأردن والسنة التى بلغ فيها الثلاثين من
عمره بلغ عدد المحاولات الموثقة التى تعرض فيها للاغتيال 18 محاولة بما
فيها اثنتان ارتكبهما خائنان داخل الديوان الملكى كانا عميلين لجمال عبد
الناصر والجمهورية العربية المتحدة (مصر- سوريا).
وأوضح عبد الله أن المحاولة الداخلية الأولى كانت بواسطة "الاسيد" حيث كان
الملك حسين آنذاك فى أواسط العشرينات من عمره وكان يعانى من التهاب فى
الجيوب الأنفية يداويه بتنقيط سائل مالح فى أنفه بانتظام وقام شخص ما لديه
صلاحية الدخول إلى حمامه الخاص بتبديل السائل المالح بحامض الهيدروكلوريك
لكن بحركة خاطئة وقع الزجاجة التى تحتوى هذه المادة فى المغسلة مما أنقذ
حياة الملك حسين.
وتحدث العاهل الأردنى عن محاولة اغتيال أخرى تعرض لها الملك حسين كانت
بواسطة السم حيث حاول أحد مساعدى رئيس الطباخين فى القصر الملكى الهاشمى
وضع السم له فى الطعام.
وفى الفصل الثالث من الكتاب أشار العاهل الأردنى إلى أن عمان لم تكن عام
1968 من المدن الآمنة تماما متهما الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات ومقاتليه
بزعزعة الأمن فى الأردن قائلا "ياسر عرفات ومقاتلوه كانوا يشنون هجماتهم
على إسرائيل انطلاقا من الأراضى الأردنية وكان الجيش الإسرائيلى يرد على
هذه الهجمات بين الحين والآخر موجها ضرباته إلى أهداف داخل الأردن، مضيفا
أن ياسر عرفات الذى فتح له الملك حسين الأردن بعد الحرب عام 1967 لم يقابل
المعاملة الكريمة بالمثل بل أخذت قواته تزعزع أركان الدولة بإقامة الحواجز
على الطرقات وجباية الضرائب وانتهاك القوانين والأنظمة.
وتعرض الملك حسين لمحاولة جديدة لاغتيال ولكن هذه المرة من قبل المقاتلين
الفلسطينيين فى سبتمبر من عام 1970وأشار الملك عبد الله إلى انه بعد هذه
الواقعة بدا واضح أن الأردن لم يعد قادرا على التعايش مع مقاتلى عرفات.
وتؤكد المذكرات الملكية أنه فى السادس من سبتمبر من العام نفسه خطفت الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين ثلاث طائرات عالمية، وبعد مرور ثلاثة أيام على هذه
الحادثة خطفت طائرة مدنية أخرى، وطلب الفدائيون إطلاق صراح رفاق فلسطينيين
لهم معتقلين فى سجون أوروبية، وعندما رفض مطلبهم عمدوا فى الـ12 من سبتمبر
وتحت أنظار وسائل الإعلام العالمية إلى تفجير الطائرات الثلاث بعد إطلاق
سراح ركابها وبعدها بيومين دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى إقامة سلطة
وطنية فى الأردن.
وتوضح المذكرات أن هذه الدعوة كانت بالنسبة للملك حسين بمثابة "القشة التى
قصمت ظهر البعير" وبعد ذلك بـ8 أيام أصدر أوامره للجيش للتحرك بمنتهى الشدة
ضد الفدائيين فى عمان والمدن الأردنية الأخرى، معتبرا أنه من الخطأ اعتبار
هذه الهجمة حربا أهلية بين الأردنيين والفلسطينيين مبررا ذلك بأن العديد
من الأردنيين من أصل فلسطينى قاتلوا بشجاعة فى صفوف الجيش كما أن بعض
الأردنيين من الضفة الشرقية التحقوا بالفلسطينيين وقاتلو ضد الجيش.
واستطرد الملك عبد الله قائلا أن القتال فى هذه المعركة كان على قدر كبير
من الشراسة متهما سوريا بالمشاركة فى هذه الحرب، ولكن فى النهاية استطاعت
القوات الأردنية المسلحة أن تحسم القتال لمصلحتها.
وأضاف "بعد ذلك علم والدى والشريف ناصر أن عرفات كان مختبئا فى السفارة
المصرية فى عمان والتى كانت تستضيف بعثة من الجامعة العربية وكان متخفيا مع
هذه البعثة فى زى امرأة فى محاولة للهروب، مضيفا أن الشريف ناصر رئيس
أركان الجيش الاردنى ألقى القبض على عرفات وكان يمكنه قتله، لكن الملك حسين
رفض وأمر رجاله بأن يتركوا عرفات يغادر الأردن يقينا منه بضرورة ترك
المجال مفتوحا لإمكانية المصالحة.
وأشار الملك عبد الله إلى أن المرة الثانية التى أنقذ فيها والده حياة
عرفات كانت بعد 20 عاما على هذه الأحداث، ففى إبريل عام 1992 سقطت طائرة
عرفات فى الصحراء الليبية وسط عاصفة رملية وقتل ثلاثة من ركباها فى تلك
المرحلة بين كانت العلاقة بين الرجلين قد تغيرت كثيرا وعندما رأى والدى
عرفات بعد حادث الطائرة بشهرين لاحظ أنه لم يبد بصحة جيدة فأرسله إلى مدينة
الحسين الطبية وهناك تبين أن عرفات مصاب بجلطة فى الدماغ ونجح الأطباء فى
استئصالها فى عملية جراحية طارئة".
كتاب بعنوان "السلام فى زمن الخطر" عن أسرار تعرض والده الملك حسين بن
طلال إلى 18 محاولة
اغتيال متهما جمال عبد الناصر بالتورط مرتين فى
هذه المحاولات، كما انتقد فيها الرئيس ياسر عرفات وحركة التحرير
الفلسطينية، مشيرا إلى أنهم كانوا أحد أسباب زعزعة الاستقرار فى الأردن
خلال سنوات طويلة.
أكد الملك عبد الله فى أحد فصول الكتاب الذى نشرته جريدة "الشرق الأوسط"
أنه خلال عقد الخمسينات ومطلع الستينات من القرن الماضى كان الأردن فى وضع
هش، قائلا "ما بين السنة التى كان فيها والدى (الملك حسين) فى الـ18من عمره
وتولى خلالها مسئولياته ملكا على الأردن والسنة التى بلغ فيها الثلاثين من
عمره بلغ عدد المحاولات الموثقة التى تعرض فيها للاغتيال 18 محاولة بما
فيها اثنتان ارتكبهما خائنان داخل الديوان الملكى كانا عميلين لجمال عبد
الناصر والجمهورية العربية المتحدة (مصر- سوريا).
وأوضح عبد الله أن المحاولة الداخلية الأولى كانت بواسطة "الاسيد" حيث كان
الملك حسين آنذاك فى أواسط العشرينات من عمره وكان يعانى من التهاب فى
الجيوب الأنفية يداويه بتنقيط سائل مالح فى أنفه بانتظام وقام شخص ما لديه
صلاحية الدخول إلى حمامه الخاص بتبديل السائل المالح بحامض الهيدروكلوريك
لكن بحركة خاطئة وقع الزجاجة التى تحتوى هذه المادة فى المغسلة مما أنقذ
حياة الملك حسين.
وتحدث العاهل الأردنى عن محاولة اغتيال أخرى تعرض لها الملك حسين كانت
بواسطة السم حيث حاول أحد مساعدى رئيس الطباخين فى القصر الملكى الهاشمى
وضع السم له فى الطعام.
وفى الفصل الثالث من الكتاب أشار العاهل الأردنى إلى أن عمان لم تكن عام
1968 من المدن الآمنة تماما متهما الزعيم الفلسطينى ياسر عرفات ومقاتليه
بزعزعة الأمن فى الأردن قائلا "ياسر عرفات ومقاتلوه كانوا يشنون هجماتهم
على إسرائيل انطلاقا من الأراضى الأردنية وكان الجيش الإسرائيلى يرد على
هذه الهجمات بين الحين والآخر موجها ضرباته إلى أهداف داخل الأردن، مضيفا
أن ياسر عرفات الذى فتح له الملك حسين الأردن بعد الحرب عام 1967 لم يقابل
المعاملة الكريمة بالمثل بل أخذت قواته تزعزع أركان الدولة بإقامة الحواجز
على الطرقات وجباية الضرائب وانتهاك القوانين والأنظمة.
وتعرض الملك حسين لمحاولة جديدة لاغتيال ولكن هذه المرة من قبل المقاتلين
الفلسطينيين فى سبتمبر من عام 1970وأشار الملك عبد الله إلى انه بعد هذه
الواقعة بدا واضح أن الأردن لم يعد قادرا على التعايش مع مقاتلى عرفات.
وتؤكد المذكرات الملكية أنه فى السادس من سبتمبر من العام نفسه خطفت الجبهة
الشعبية لتحرير فلسطين ثلاث طائرات عالمية، وبعد مرور ثلاثة أيام على هذه
الحادثة خطفت طائرة مدنية أخرى، وطلب الفدائيون إطلاق صراح رفاق فلسطينيين
لهم معتقلين فى سجون أوروبية، وعندما رفض مطلبهم عمدوا فى الـ12 من سبتمبر
وتحت أنظار وسائل الإعلام العالمية إلى تفجير الطائرات الثلاث بعد إطلاق
سراح ركابها وبعدها بيومين دعت منظمة التحرير الفلسطينية إلى إقامة سلطة
وطنية فى الأردن.
وتوضح المذكرات أن هذه الدعوة كانت بالنسبة للملك حسين بمثابة "القشة التى
قصمت ظهر البعير" وبعد ذلك بـ8 أيام أصدر أوامره للجيش للتحرك بمنتهى الشدة
ضد الفدائيين فى عمان والمدن الأردنية الأخرى، معتبرا أنه من الخطأ اعتبار
هذه الهجمة حربا أهلية بين الأردنيين والفلسطينيين مبررا ذلك بأن العديد
من الأردنيين من أصل فلسطينى قاتلوا بشجاعة فى صفوف الجيش كما أن بعض
الأردنيين من الضفة الشرقية التحقوا بالفلسطينيين وقاتلو ضد الجيش.
واستطرد الملك عبد الله قائلا أن القتال فى هذه المعركة كان على قدر كبير
من الشراسة متهما سوريا بالمشاركة فى هذه الحرب، ولكن فى النهاية استطاعت
القوات الأردنية المسلحة أن تحسم القتال لمصلحتها.
وأضاف "بعد ذلك علم والدى والشريف ناصر أن عرفات كان مختبئا فى السفارة
المصرية فى عمان والتى كانت تستضيف بعثة من الجامعة العربية وكان متخفيا مع
هذه البعثة فى زى امرأة فى محاولة للهروب، مضيفا أن الشريف ناصر رئيس
أركان الجيش الاردنى ألقى القبض على عرفات وكان يمكنه قتله، لكن الملك حسين
رفض وأمر رجاله بأن يتركوا عرفات يغادر الأردن يقينا منه بضرورة ترك
المجال مفتوحا لإمكانية المصالحة.
وأشار الملك عبد الله إلى أن المرة الثانية التى أنقذ فيها والده حياة
عرفات كانت بعد 20 عاما على هذه الأحداث، ففى إبريل عام 1992 سقطت طائرة
عرفات فى الصحراء الليبية وسط عاصفة رملية وقتل ثلاثة من ركباها فى تلك
المرحلة بين كانت العلاقة بين الرجلين قد تغيرت كثيرا وعندما رأى والدى
عرفات بعد حادث الطائرة بشهرين لاحظ أنه لم يبد بصحة جيدة فأرسله إلى مدينة
الحسين الطبية وهناك تبين أن عرفات مصاب بجلطة فى الدماغ ونجح الأطباء فى
استئصالها فى عملية جراحية طارئة".