استانفت اليابان الجمعة عمليات تبريد مفاعلات محطة فوكوشيما حيث بدا الوضع
مستقرا بعد اسبوع من الزلزال الهائل والمد البحري الذي اعقبه في حين ارتفعت
حصيلة الكارثة الى قرابة 6400 قتيل.وللمرة
الاولى منذ حلول الكارثة،
لاحظ الخبراء تطورا مشجعا في محطة فوكوشيما التي تضررت اربعة من مفاعلاتها
بفعل الانفجارات والحرائق. وقال غراهام اندرو المستشار الخاص للمدير العام
للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو "لا يزال الوضع خطيرا جدا في
محطة فوكوشيما دايشي النووية. لكن لم نشهد تطورا نحو الاسوأ" خلال 24 ساعة.
واضاف خلال مؤتمر صحافي بات يوميا للوكالة التابعة للامم المتحدة، ومقرها
فيينا، ان الوضع "لم يتدهور، وهذا امر ايجابي (..) ولكن امكانية ان يتجه
نحو الأسوأ لا تزال قائمة".
واكتفت السلطات بالحديث عن العمليات
التي تقوم بها لمنع التسرب الاشعاعي، من دون التعليق حول تطور الوضع. ولذلك
اعلنت ان جهدها ينصب على جلب كميات كبيرة من المياه لتبريد المنشآت وخصوصا
المفاعلات الاول والثاني والثالث، وكذلك احواض تخزين الوقود المستعمل في
المفاعلين 3 و4. كما تعمل على زيادة مستوى المياه في الاحواض لعدم كشف
قضبان الوقود للهواء ما يؤدي الى تسرب اشعاعي.
وللمرة الاولى منذ
بدء هذه الأزمة، عمدت اربع مروحيات عسكرية يابانية الى رش اطنان الليترات
من المياه على المفاعلين الثالث والرابع. كما قامت صهاريج تابعة للجيش برش
المباني.
ولكن الهم الاول لمؤسسة الكهرباء اليابانية هو في اعادة
تزويد المحطة بالكهرباء لتشغيل مضخات التبريد في المفاعلات وملء الاحواض.
ويتوقع الانتهاء من توصيل خط كهربائي موقت الجمعة، كما قالت هيئة السلامة
النووية.
واصيبت انظمة التبريد بعطل في 11 اذار/مارس اثر الزلزال
الذي بلغت قوته 9 درجات وهو الاقوى الذي تشهده اليابان. واعقب الزلال مد
هائل دمر التحصينات البحرية للمحطة التي بنيت في السبعينات على الساحل
الشمالي الشرقي لليابان.
واعلنت عدة دول بينها الولايات المتحدة
وروسيا وفرنسا استعدادها لمساعدة اليابان. واعلنت قيادة القوات الاميركية
في المحيط الهادىء انها وضعت 450 عسكريا على اهبة الاستعداد للتدخل في
اليابان عند الحاجة، معربة عن "تفاؤل حذر" حيال الوضع. وارسل تسعة عسكريين
اميركيين متخصصين في المخاطر النووية الخميس الى اليابان لتقييم المخاطر.
في
المقابل تتواصل عملية اجلاء الرعايا في المناطق المعرضة لخطر التسرب
الاشعاعي وكذلك في طوكيو التي تبعد 250 كلم عن فوكوشيما. وبدأت طائرة تنقل
مائة شخص عملية اجلاء الاميركيين الخميس الى تايوان. ومن قرروا عدم
المغادرة توجهوا الى الجنوب وخصوصا الى اوساكا حيث اقامت المانيا سفارة
مؤقتة.
وتراجع النشاط بشكل كبير في طوكيو، حيث قلصت شركات عدة
نشاطها. لكن لم يستحوذ الذعر على سكان العاصمة الذين خزنوا الطعام في حال
اضطروا للبقاء في منازلهم. وتغرق بعض احياء العاصمة على غير عادتها في
الظلام ليلا بسبب تقنين الكهرباء.
وكتبت "جابان تايمز" الجمعة ان
"العاصمة المزدهرة والمتألقة باتت مدينة مكفهرة، تملأها الأعطال والترقب".
ولم تعلن السلطات عن منطقة امنية سوى على مسافة 30 كلم حول فوكوشيما.
وتوقعت فرنسا ان تتسع المنطقة في "اسوأ الحالات" الى ستين او سبعين كلم،
كما قال مفوض هيئة السلامة النووية الفرنسية ماري-بيار كوميه.
وحرص
الرئيس الاميركي باراك اوباما على طمأنة الاميركيين بشأن عدم وجود مخاطر
تسرب اشعاعي الى البلاد، في حين اعلنت الشركة المصنعة لحبوب اليود
والبوتاسيوم ان مخزوناتها نفدت بسبب كثافة الطلب. وامر اوباما بفحص شامل
للتحقق من سلامة المنشآت النووية في الولايات المتحدة.
وبشأن عمليات
الانقاذ، تراجع الامل بالعثور على احياء مع ارتفاع الحصيلة المؤقتة
المعلنة الى 6405 قتلى، و10259 مفقودا. ولكن يتوقع ان ترتفع اكثر. ووعدت
السلطات بتحسين جهودها لاغاثة نحو 440 الف متضرر بعد شكاوى من نقص مياه
الشرب والطعام.
وتعقد الثلوج والبرد في شمال شرق البلاد مهمة 80 الف
جندي وشرطي ورجل انقاذ، كما تعرض سلامة النازحين الاكثر ضعفا مثل المسنين
والاطفال الذين فقد 100 الف منهم منازلهم.
وقال صندوق النقد الدولي
الخميس ان اليابان تتمتع باقتصاد قوي ولديها وسائل تمكنها من الاطلاع
بعملية اعادة البناء رغم جسامة الدمار. وصباح الجمعة اعلن بنك اليابان
المركزي ضخ 3 الاف مليار ين (28 الف يورو) في السوق النقدية لدعم الاقتصاد،
ليرتفع حجم تدخله في السوق الى 333 مليار يورو منذ بداية الاسبوع. ويريد
البنك المركزي مساعدة المصارف على الحصول على تميل بعد ان شهدت حركة
السيولة توترا، ومع تنامي الاحتياجات المالية لاعادة الاعمار. وسيواصل
البنك تزويد السوق بالسيولة خلال الايام المقبلة.
وانخفض الين
الجمعة ليعود الدولار للارتفاع فوق 80 ينا بعد الاعلان عن تدخل مشترك
لمجموعة السبع في سوق القطع لوقف ارتفاع العملة اليابانية.