أكدت تقارير إخبارية أمس الخميس أن السودان أعطى موافقته سرا لاستخدام
مجاله الجوي من طرف قوات التحالف الدولي في هجماتها على كتائب العقيد
الليبي معمر القذافي، ولم ينف مندوب الخرطوم
الدائم لدى الأمم المتحدة دفع الله عثمان ذلك أو يؤكده.
ونقلت رويترز عن دبلوماسي سوداني قوله إن بلاده وافقت على استخدام قوات
التحالف مجالها الجوي، بينما أكد دبلوماسي آخر للوكالة نفسها أن السودان لم
يكن الدولة الوحيدة التي اتخذت مثل هذا القرار.
وأكد دبلوماسيون يعملون بالأمم المتحدة، من جانبهم، أن العديد من الدول
وافقت سرا على التعاون لفرض قرار الحظر الجوي لمنع طيران القذافي من قصف
المدنيين.
وعبروا عن استغرابهم لعدم تأكيد الخرطوم قرار مساهمتها بالحملة إلى جانب
التحالف الدولي ضد القذافي بشكل علني، موضحين أن من شأن ذلك أن يحسن
"سمعتها" ويساعد في حذف السودان من لائحة الدول الراعية لما يسمى الإرهاب.
لكن البعض يرى أن تردد الخرطوم راجع إلى تخوفها من حدوث عمليات انتقامية ضد
مواطنيها الموجودين بليبيا والذين يصل عددهم إلى نصف مليون شخص.
طائرات إماراتية
وجاء الحديث عن الدعم السوداني متزامنا مع تصريح لوزيرة الخارجية
الأميركية أمس شددت فيه على أن الدعم العربي لقوات التحالف "قضية أساسية".
وأعلنت هيلاري كلينتون أن الإمارات ستساهم في فرض الحظر الجوي على قوات القذافي بليبيا بـ 12 طائرة عسكرية إلى جانب التحالف الدولي.
ووفق كلينتون فإن الإمارات هي الدولة العربية الثانية بعد قطر التي ترسل طائرات لمساعدة قوات التحالف.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية اليوم الجمعة عن دبلوماسي أميركي ترحيبه
بالقرار الإماراتي، في وقت عبرت فيه واشنطن عن أملها في أن تعلن دول عربية
أخرى دعمها للحملة العسكرية ضد القذافي.
وكان وزير خارجية الإمارات عبد الله بن زايد آل نهيان، قد أكد بتصريح نقلته
وكالة أنباء الإمارات أمس أن "القوات الجوية خصصت ست طائرات إف16، وست
طائرات ميراج للمشاركة في هذه الدوريات التي تستهدف حماية المدنيين
الليبيين" مشيرا إلى أن "المشاركة في تلك العمليات ستبدأ في الأيام
القادمة".
يُذكر أن مجلس الأمن الدولي كان قد أصدر يوم 17 من مارس/ آذار الجاري
القرار رقم 1973 الذي يفرض الحظر الجوي على الطيران الليبي، ويدعو إلى
اتخاذ "الإجراءات الضرورية" لحماية المدنيين، ودعمت الجامعة العربية هذا
القرار الذي كانت هي من المطالبين به.