قالت
المعارضة الليبية إن قواتها المدعومة من جانب الطيران الغربي انتزعت
السيطرة على مدينة اجدابيا النفطية من القوات الموالية للعقيد معمر
القذافي.
وقالت وكالة الانباء الفرنسية إن المواقع الدفاعية التي كانت
تحتلها قوات القذافي بدت مهجورة امام تقدم قوات المعارضة، التي شوهد عناصرها وهم يلوحون باشارات النصر.
الا ان وكالة رويترز قالت نقلا عن مصادر في المعارضة وشهود إن قوات القذافي ما زالت تمسك بالمدخل الغربي للمدينة.
ونقلت الوكالة عن احد مقاتلي المعارضة قوله: "إن اجدابيا الآن عبارة عن
مدينة اشباح لا يوجد فيها سوى جثث القتلى والعوائل التي لا تعرف ماذا تفعل.
نحن في المدينة ولكنهم (قوات القذافي) ما زالوا يمسكون بمدخلها الغربي."
من جانب آخر، قال شاهد إن القتال الذي دار اثناء الليل اسفر عن تدمير اربع دبابات تابعة لقوات القذافي على الاقل.
وكانت اجدابيا قد تعرَّضت لعمليات قصف جوي استهدفت مواقع قوات القذافي، إذ
سُمع هدير طائرات في الجو، فيما ازدادت الانفجارات وارتفعت سحب دخان كثيفة
في سماء المنطقة ليلة الجمعة.
وتمكَّنت القوات الموالية للقذافي الأسبوع الماضي من السيطرة على إجدابيا،
وكانت على وشك دخول مدينة بنغازي، معقل المعارضة، قبل أن يجبرها تدخل قوات
التحالف على أن تعود أدراجها.
كما سمعت اصوات انفجارات قوية في العاصمة الليبية طرابلس صباح السبت.
وكان شهود عيان قد قالوا في وقت سابق إن ثلاثة انفجارات هزت ليل
الجمعة/السبت منطقة تاجوراء الواقعة شرقي العاصمة الليبية طرابلس، مما أسفر
عن اشتعال النار في موقع عسكري في الضاحية المذكورة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد سكان المنطقة قوله إن ثلاثة انفجارات
متتالية هزَّت الحي، فتحطَّمت بعض الواجهات الزجاجية في المباني، مشيرا إلى
أن الانفجارات الثلاثة وقعت على بعد حوالي 300 من منزله.
وأضاف: "لقد استهدفت الغارات موقعا عسكريا للرادارات، ولا تزال النيران مشتعلة فيه".
وقد أكَّد التلفزيون الرسمي الليبي النبأ، حيث نقل عن مصدر عسكري قوله: "إن
مواقع عسكرية ومدنية بمنطقة تاجوراء تعرَّضت للعدوان الاستعماري الصليبي".
يُشار إلى أن قوات التحالف، الذي يضم كلا من الولايات المتحدة وبريطانيا
وفرنسا ودولا غربية وعربية أخرى، يشن منذ بدء عملياته ضد قوات الموالية
للقذافي في التاسع عشر من الشهر الجاري غارات يومية على مناطق تقع فيها
منشآت عسكرية في تاجوراء وغيرها من الأراضي الليبية الأخرى.
وكان التلفزيون الليبي قد ذكر في وقت سابق أن قوات التحالف شنَّت مساء
الجمعة غارات على مدينة زليطين الواقعة على بعد حوالي 160 كيلومترا شرقي
طرابلس، وعلى منطقة الوطية في الغرب.
وأفادت تقارير أخرى بأن مدينة مصراته، الواقعة على بعد 200 كيلومتر شرق طرابلس، تعرَّضت لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات القذافي.
وقال شاهد عيان إن "القصف بالمدفعية يتواصل منذ مساء الخميس"، مضيفا بقوله
إنهم يقصفون كل شيء في مصراته التي يسيطر عليها الثوار، ولكن قوات القذافي
تطوِّقها".
في غضون ذلك أعلن مسؤول في وزارة الصحة الليبية أن غارات الائتلاف الدولي
على ليبيا اوقعت 114 قتيلا على الأقل و445 جريحا بين يومي الأحد والأربعاء
الماضيين، وذلك دون تحديد عدد المدنيين في هذه الحصيلة.
من ناحية أخرى قال الأدميرال الأمريكي بيل كورتني، عضو قيادة أركان الجيش
الأمريكي، إن القذافي يوزِّع الأسلحة على "متطوعين" مدنيين بغرض إرسالهم
لمحاربة المعارضين، مؤكدا أن هذا الإجراء يعدُّ دليلا على ضعف القوات
الليبية.
وقال كورتني: "علمنا اليوم أنه بدأ يسلِّح ما يسميهم متطوعين لمحاربة المعارضة".
وأضاف: "لست على يقين من أنهم متطوعون حقا، ولا أدري كم عدد الذين سيتمكن
من تجنيدهم. لكنني أرى أن ذلك ينمُّ عن أنه بات يرى من الضرورة البحث عن
تعزيزات من المدنيين".
على جانب آخر، أعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" تعيين جنرال كندي للإشراف
على تطبيق قرار الأمم المتحدة الخاص بفرض منطقة حظر الطيران فوق ليبيا.
وسيتولى الجنرال تشارلز بوشارد قيادة عمليات الدورية والمراقبة للمجال الجوي فوق ليبيا وعمليات الدورية البحرية في البحر المتوسط.
وسيواصل الجيش الأمريكي قيادة العمليات الهجومية ضد القوات البرية التابعة للقذافي في الوقت الراهن.
وكان الناتو قد وافق الخميس الماضي على تولي تنفيذ حظر الطيران فوق ليبيا.
وقال الأمين العام للحلف، أندريس فوغ راسموسن، إن تفويض الناتو لن يتجاوز
فى الوقت الراهن مهمة فرض حظر الطيران، وأن عملية منفصلة بقيادة الولايات
المتحدة وبريطانيا وفرنسا ستتولى حماية المدنيين الليبين.
وأكد راسموسين التزام جميع أعضاء الحلف بقرار مجلس الأمن، وأشار إلى ترحيب الحلف بأي دعم من شركائه في عمليات مراقبة الحظر.
وأعلنت رئاسة الأركان الفرنسية أن طائرتين قطريتين من طراز ميراج 2000
ترافقهما طائرتان فرنسيتان من النوع نفسه أنجزت الجمعة أول مهمة جوية لقطر
في الأجواء الليبية.
وأشارت رئاسة الأركان على موقعها على شبكة الإنترنت إلى أن هذه العملية
تمثل "أول مشاركة جوية لبلد في الجامعة العربية في إطار العمليات المتعددة
الجنسيات في ليبيا".