عوض الرجوب-الخليل يجري قادة من حركتي التحرير الوطني (فتح) والمقاومة
الإسلامية (حماس) سلسلة لقاءات وصفت بـ"الجانبية" بكل من الضفة الغربية
وقطاع غزة بهدف "استعادة الثقة" في ظل أجواء من التوتر
بين الحركتين.
وتتزامن هذه اللقاءات مع استئناف الجهود المصرية للتوسط بين طرفي الانقسام.
لكن
رغم كثرة اللقاءات وآخرها لقاء عضو اللجنة المركزية لفتح زكريا الآغا
والقيادي بحماس خليل الحية في غزة الأحد الماضي، لم يحدث أي اختراق بملف
المصالحة، نظرا لتمترس الطرفين خلف ذات المواقف التي أفشلت جولات سابقة من
الحوار.
وحاولت الجزيرة نت الاتصال بمسؤولي فتح وحماس في غزة دون أن
تتمكن من ذلك، لكن يستدل من الحديث لقيادات بالضفة أن الهوة لا زالت
واسعة، والثقة لا زالت مفقودة "والحوار يدور في حلقة مفرغة".
لقاءات الثقة
بلهجة متفائلة، تحدث عضو المجلس التشريعي عن
حماس نزار رمضان عن اللقاءات الجارية بين الحركتين بالضفة، لكنه مع ذلك أقر
بوجود عقبات وأجواء توتر "تحتاج إلى وقت لإزالتها".
وأضاف أن
الحوارات لا زالت قائمة، مشيرا إلى لقاء وفد حماس برئاسة رئيس التشريعي
عزيز الدويك مؤخرا مع رئيس السلطة محمود عباس، ولقاءات أخرى بمحافظات الضفة
والقطاع بين قيادات من الحركتين "لخلق أجواء جديدة لحوار ناجح".
ووصف
رمضان اللقاءات الجارية بأنها "مشاريع لإعادة الثقة" مضيفا أن الانقسام
"خَلق أزمة ثقة بين الطرفين" مؤكدا صعوبة بدء الحوار دون وجود مشاريع
لإزالة عدم الثقة، وما تركته الاعتقالات وغيرها من قسوة في القلوب وتقطيع
في أوصال العلاقات.
وحول تذليل أي من العقبات الموجودة، أوضح أن
الاعتقالات مستمرة والعشرات ما زالوا يقدَمون للمحاكم في سجون الأجهزة
الأمنية بالضفة، لكنه أشار إلى وعد من الرئيس عباس بإنهاء هذه الإشكالية
بمجرد أن تبدأ زيارته لغزة.
وأشار القيادي بحماس إلى لقاء عقد قبل
نحو أسبوعين بين وفدين من فتح وحماس في تركيا بدعوة من الأخيرة، لكنه نفى
أي جديد بهذا الحوار، مشددا على أهمية تهيئة الأجواء لإنهاء الانقسام.
وحول
ما يعطل زيارة عباس إلى غزة، قال رمضان إن القيادي في فتح حسين الشيخ
اشتكى من عرقلة وصول الوفد الأمني الفلسطيني الذي سيشرف على الترتيبات
الأمنية للزيارة، موضحا أنه اقترح أن يتولى الأمن المصري المسؤولية عن
الزيارة وحماية أمن عباس.
ورغم الأجواء الملبدة يصرّ رمضان على
التفاؤل. ويقول إن "مسيرة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، وهذا يحتاج لحراك
ووقف التراشق الإعلامي وتوتير الأجواء".
حلقة مفرغة
من جهته تحدث عضو مركزية فتح جمال محيسن بلهجة
مخالفة وأكثر صراحة، حيث قال إن "الحوار يدور في حلقة مفرغة" رغم تجدد
الجهد المصري، متهما حماس بأنها تراهن على انتهاء الورقة المصرية بذهاب
رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان.
وأضاف محيسن "الورقة هي
ورقة فلسطينية بإشراف مصري، والأخوة في مصر يعتبرون دورهم دورا لمصر وليس
لسليمان" مؤكدا تجدد الجهود المصرية في ملف المصالحة "حيث استقبل المسؤولون
المصريون مجموعة من قيادات حماس وفتح والمستقلين، واليوم يقابلون الرئيس
ووفدا من الحركة ومنظمة التحرير".
وقال أيضا إن عدة لقاءات جرت بين
فتح وحماس، لكنه أكد أن الحوارات الرسمية تتم بين اللجنة المكلفة من فتح
برئاسة عزام الأحمد ولجنة حماس الرسمية، نافيا عقد أي لقاء جديد بين
الحركتين بعد لقاء دمشق أواخر العام الماضي.
واتهم عضو مركزية فتح
حماس بأنها تصر على الشروع في حوار جديد "رغم أن كل القضايا أشبعت حوارا"
وبأنها تنتظر تسلم حركة الإخوان المسلمين النظام في مصر ليتغير كل شيء.
وأكد
محيسن أن المطلوب "انتخابات تشريعية ورئاسية وللمجلس الوطني، بعد تشكيل
حكومة مستقلين خارج إشراف أي فصائل، مهمتها التحضير للانتخابات".
وحول
إمكانية إتمام زيارة عباس إلى غزة تحدث القيادي بفتح عن "محاولات لإفراغ
مضمونها من خلال التصعيد الإسرائيلي مع حماس في قطاع غزة لأن هناك أطرافا
في حماس وإسرائيل لا يرغبون بإنهاء الانقسام".