حسن التل يهاجم امجد قورشة ويكتب : من أنتم ؟؟!!
حسن التل وامجد قورشة
حسن التل وامجد قورشة
كتب حسن بلال التل :
بصورة دراماتيكية بدأت تتسارع عجلة انحطاط
الخطاب بين الأردنيين, وأصبح التخندق والشتم سيد الموقف, وأصبح كل من يجد
منبراً أيا كان هذا المنبر, يعتليه صارخاً بكل معارضيه: (من أنتم؟) وكأننا
ما عدنا أبناء وطن واحد, وإرث واحد.
الخطاب بين الأردنيين, وأصبح التخندق والشتم سيد الموقف, وأصبح كل من يجد
منبراً أيا كان هذا المنبر, يعتليه صارخاً بكل معارضيه: (من أنتم؟) وكأننا
ما عدنا أبناء وطن واحد, وإرث واحد.
فجأة تخندق الأردنيون بين مصلحين لا يرون
الإصلاح إلا كما يريدونه هم وحدهم ولا أحد غيرهم, ومخربين وصفهم بعض ضعاف
النفوس ومستوردي الموضات والمصطلحات (بالبلطجية وراشقي الحجارة), رغم انهم
(أي الاصلاحيون المزعومون), يقرون ان معظم من هاجموهم كانوا شباناً مراهقين
مغرراً بهم, ومع ذلك لا يفوّتون فرصة لنكء الجراح ورشها بالملح وهي لم
تبرأ بعد.
الإصلاح إلا كما يريدونه هم وحدهم ولا أحد غيرهم, ومخربين وصفهم بعض ضعاف
النفوس ومستوردي الموضات والمصطلحات (بالبلطجية وراشقي الحجارة), رغم انهم
(أي الاصلاحيون المزعومون), يقرون ان معظم من هاجموهم كانوا شباناً مراهقين
مغرراً بهم, ومع ذلك لا يفوّتون فرصة لنكء الجراح ورشها بالملح وهي لم
تبرأ بعد.
فيما أرى, لا المصلحون بقوا مصلحين, ولا
المتهمون بالتخريب هم مخربون, فالإصلاحي هو إنسان الأصل به أن يفهم أن
الإصلاح نقيض الراديكالية والتغيير الثوري, فالإصلاح يأتي من الداخل, ويأتي
بتضافر الجهود, وتقريب وجهات النظر, والتنازلات المتبادلة في سبيل المصلحة
العامة, ولا يمكن للإصلاح ان يتم إذا قوّينا شوكة التخريب ولو بغير قصد.
المتهمون بالتخريب هم مخربون, فالإصلاحي هو إنسان الأصل به أن يفهم أن
الإصلاح نقيض الراديكالية والتغيير الثوري, فالإصلاح يأتي من الداخل, ويأتي
بتضافر الجهود, وتقريب وجهات النظر, والتنازلات المتبادلة في سبيل المصلحة
العامة, ولا يمكن للإصلاح ان يتم إذا قوّينا شوكة التخريب ولو بغير قصد.
ومن وُصفوا بالمخربين, ليسوا مخربين, وهم
يعرفون نقاط الاختلال في وطنهم, بل ويعيشونها أكثر ممن اعتبروا أنفسهم
مصلحين, لكن مثل كثيرين, استفزهم الأسلوب الراديكالي غير المبرر ولا
المفهوم. قبل أحداث 25 آذار (ولن اسميها بغير ذلك) كان كل الأردنيين من
العقبة إلى الهضبة مجمعين أننا في وضع خطر, وأننا بحاجة مباشرة وسريعة
لتغييرات ملموسة, لكن بعد 25 آذار ظهر من ينادي بتكريس الفساد, وتوزير
الفاسدين, ويهتف بعودة حكومة سمير الرفاعي ورجال البزنس, لأنه رأى كما رأيت
أن هناك من أوشك ان يدفع بالبلاد على حين غرة من كل أبنائها إلى (أيلول
جديد).
يعرفون نقاط الاختلال في وطنهم, بل ويعيشونها أكثر ممن اعتبروا أنفسهم
مصلحين, لكن مثل كثيرين, استفزهم الأسلوب الراديكالي غير المبرر ولا
المفهوم. قبل أحداث 25 آذار (ولن اسميها بغير ذلك) كان كل الأردنيين من
العقبة إلى الهضبة مجمعين أننا في وضع خطر, وأننا بحاجة مباشرة وسريعة
لتغييرات ملموسة, لكن بعد 25 آذار ظهر من ينادي بتكريس الفساد, وتوزير
الفاسدين, ويهتف بعودة حكومة سمير الرفاعي ورجال البزنس, لأنه رأى كما رأيت
أن هناك من أوشك ان يدفع بالبلاد على حين غرة من كل أبنائها إلى (أيلول
جديد).
بلدنا مليء بقضايا فساد, وصفقات مشبوهة,
وأموال مهدورة, لكن كل ما حدث قبل 25 آذار انهار يوم 25 آذار بفعل تحركات
24 آذار! ولولا حكمة النظام لاستغل أعداء الإصلاح المسألة بما هو فوق ذلك
ولانتكسنا بدل الخطوتين عشراً. قبل أيام نشر الدكتور أمجد قورشة مقالاً
مليئاً بالوقائع, لكنه في ذات الوقت مليء بالاستفزاز, وأشعرني كأردني بأن
دولتي هي جمهورية موز, وأن شعبي هو خراف في قطيع إلا من شاء الدكتور قورشة
ان ينزع عنهم هذه الصفة.
وأموال مهدورة, لكن كل ما حدث قبل 25 آذار انهار يوم 25 آذار بفعل تحركات
24 آذار! ولولا حكمة النظام لاستغل أعداء الإصلاح المسألة بما هو فوق ذلك
ولانتكسنا بدل الخطوتين عشراً. قبل أيام نشر الدكتور أمجد قورشة مقالاً
مليئاً بالوقائع, لكنه في ذات الوقت مليء بالاستفزاز, وأشعرني كأردني بأن
دولتي هي جمهورية موز, وأن شعبي هو خراف في قطيع إلا من شاء الدكتور قورشة
ان ينزع عنهم هذه الصفة.
هذا الأمر حزّ في نفسي حد الحنق الذي انقلب
شيئاً فشيئاً إلى حزن وكآبة, فالدكتور قورشة الذي يفترض أنه داعية ومحفّز
للشباب على الخير, هو أول من يجب عليه الاقتداء بقوله تعالى: (وادع إلى
سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة), وهو خير من يعرف أن: (لو كنت فظّا غليظ
القلب لانفضوا من حولك), وهو للأسف ما حدث.
شيئاً فشيئاً إلى حزن وكآبة, فالدكتور قورشة الذي يفترض أنه داعية ومحفّز
للشباب على الخير, هو أول من يجب عليه الاقتداء بقوله تعالى: (وادع إلى
سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة), وهو خير من يعرف أن: (لو كنت فظّا غليظ
القلب لانفضوا من حولك), وهو للأسف ما حدث.
لا الإصلاح في بلدي بقي إصلاحا, ولا
الدفاع عن كينونة الدولة (من وجهة نظر المدافعين) بقي دفاعاً, وفيما أرى
أصبح الجميع بلطجية ومخربين, ولا أعرف لماذا.. فهذا التراشق الإعلامي بعد
التراشق بالحجارة لا يصب إلا في مصلحة أعداء الوطن الحقيقيين, ففيما الكل
منهمكون بالتخندق والتشاتم, ينشط من يريدون للحال ان يبقى على ما هو عليه,
وإنهم لينجحون.
الدفاع عن كينونة الدولة (من وجهة نظر المدافعين) بقي دفاعاً, وفيما أرى
أصبح الجميع بلطجية ومخربين, ولا أعرف لماذا.. فهذا التراشق الإعلامي بعد
التراشق بالحجارة لا يصب إلا في مصلحة أعداء الوطن الحقيقيين, ففيما الكل
منهمكون بالتخندق والتشاتم, ينشط من يريدون للحال ان يبقى على ما هو عليه,
وإنهم لينجحون.
لا أحد يعلم الغيب, ولا أحد عنده من الله
صك بأنه صاحب الولاية على الحق والصواب, وكل رأي صواب يحتمل الخطأ وكل رأي
خطأ يحتمل الصواب, ولو كانت الدنيا أبيض وأسود, لما تعب أحد ولا شقي أحد,
ولا كان هناك حساب وعذاب وثواب, لكن الواقع أن الحلال بيّن والحرام بيّن
وبينهن أمور مشتبهات, وكل ما في السياسة يقع في باب هذه المشتبهات ولن
ينفعنا كأردنيين كل هذا الشجار الذي لن يصل إلى نتائج.
صك بأنه صاحب الولاية على الحق والصواب, وكل رأي صواب يحتمل الخطأ وكل رأي
خطأ يحتمل الصواب, ولو كانت الدنيا أبيض وأسود, لما تعب أحد ولا شقي أحد,
ولا كان هناك حساب وعذاب وثواب, لكن الواقع أن الحلال بيّن والحرام بيّن
وبينهن أمور مشتبهات, وكل ما في السياسة يقع في باب هذه المشتبهات ولن
ينفعنا كأردنيين كل هذا الشجار الذي لن يصل إلى نتائج.
أكره أن أرى الأردني يخوِّن, وأكره أن أرى
الأردني يُصنِّف, وأكره أن أرى الأردني يحط من قدر بلده ومنجزاته وإن
شابها العيب والعطل, فالكمال لله والإصلاح دائماً مطلوب.. لننسى الأخطاء
طالما أننا تعلمنا منها, ولنباشر بالإصلاح طالما اننا عرفنا شرطه وطريقه,
شرط ألا يصر أحد انه هو الحق وغيره الباطل, وإلا أصبح الجميع على باطل,
وكما قال غاندي يوماً: (العين بالعين ستخلّف عالماً أعمى)!.
الأردني يُصنِّف, وأكره أن أرى الأردني يحط من قدر بلده ومنجزاته وإن
شابها العيب والعطل, فالكمال لله والإصلاح دائماً مطلوب.. لننسى الأخطاء
طالما أننا تعلمنا منها, ولنباشر بالإصلاح طالما اننا عرفنا شرطه وطريقه,
شرط ألا يصر أحد انه هو الحق وغيره الباطل, وإلا أصبح الجميع على باطل,
وكما قال غاندي يوماً: (العين بالعين ستخلّف عالماً أعمى)!.