محمد على الدينلم يكن يتخيل أن فيديو مدته لا تتجاوز عدة دقائق، أعده
على سطح منزله في حي شبرا بالقاهرة ليشاهده أصدقائه وجيرانه، سيجذب ملايين
المشاهدين العرب. حمادة الحاج،
مصور حفلات 33 سنة، أو "قذافي
شبرا" كما اشتهر بين مستخدمي "فيسبوك" بعد نشره فيديوهات يسخر فيها من
خطابات العقيد الليبي معمر القذافي، يقابلك بوجه باسم وضيافة قد تسمع هاتفه
المحمول يرن خلالها بصوت القذافي مهددا: "ثورة ثورة إلى الأمام.. دقة ساعة
الزحف".
يقول حمادة الحاج: "لم أتوقع أن ينتشر الفيديو بهذا الشكل الكبير، بعد 5
ساعات انتشر على فيسبوك وجميع مواقع تحميل الأفلام"، ويضيف أن مشاهدات
الفيديو على موقع يوتيوب خلال الخمس ساعات الأولى بلغت حوالي 30 ألف
مشاهدة.
داخل غرفة قذافي شبرا الصغيرة، وأمام شاشة الكمبيوتر الخاص به، يشرح حمادة
الحاج كيف ينتج أفلامه بأقل الإمكانيات وبمساعدة أصدقائه، ويقول: "أكتب
الحلقات ثم يأتي أحد أصدقائي لتصويرها بكاميرته وصديق آخر يقوم بمرحلة
المونتاج".
يسعى قذافي شبرا إلى تقمص شخصية قذافي ليبيا بقدر الإمكان، يرتدي ملابس غير
تقليدية، وغطاء رأس، ونظارة شمسية، ثم نظرة إلى أعلى، ويد مرفوعة تحيي
الجماهير. أما المكان فالحاج لا يرى فارقا كبيرا بين مدخل البناية التي
يسكن بها ودار العزيزية معقل العقيد القذافي، ونسخة الحاج من الساحة
الخضراء هي سطح منزله، أما الجماهير فأصدقاء قذافي شبرا كثر.
يقول حمادة الحاج إنه أراد بتسجيل تلك الفيديوهات أن يخفف عن الناس من حدة
الظروف الصعبة التي مروا بها خلال الثورة المصرية، ويحكي قائلا: "شعرت
بسعادة كبيرة عندما تلقيت مكالمات من ليبيين يعيشون في بنغازي وأجدابيا
وطبرق يشكرونني لأني فرجت عنهم بعض همومهم".
لكن المكالمات التي تأتي من ليبيا لم تكن كلها ثناء وشكر، فآخر مكالمة
تلقاها الحاج من ليبيا كانت تتضمن تهديدا من أحد مؤيدي العقيد القذافي.
يعتقد الحاج أن التسجيلات التى يصورها الآن ما كان لها أن تخرج لولا الثورة
المصرية التي منحته كثيرا من الحرية، ويقول: "لم أكن أستطيع نشر مثل تلك
الفيديوهات في ظل النظام المصري السابق لأنه كان صديقا للقذافي، ومن الممكن
أن يوصيهم بتأديبي (عقابي)".
يقول الحاج إنه يأمل أن ينصر الله الشعب الليبي وينال حريته كما فعل
المصريون والتونسيون، ويضيف: "هذا الرجل (القذافي) حكمهم بالحديد والنار
طوال 42 عاما من الظلم.. كفاية استبداد".
يتمنى حمادة الحاج أن يقدم فيديوهات يكون أبطالها من مسؤولي النظام المصري
السابق، وتحديدا أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني الديمقراطي سابقا
وأبرز رجال الأعمال في تلك الفترة. ويقول الحاج: "عز .. قصير .. وشخصيته
مميزة وتصريحاته تصلح لعمل فيديو عنه".
يوضح قذافي شبرا حجم شعبيته بعد نشر الفيديوهات على "فيسبوك" قائلا: "الآن
لدى 1288 صديقا جديدا على صفحتي الشخصية وحوال 5 صفحات لمحبي قذافي شبرا".
يشتكي الحاج كثيرا من إذاعة بعض القنوات لفيديوهاته دون حتى استئذانه،
ويقول: "لدى مشكلة مع قناة موجة كوميدي، فهي تذيع فيديوهاتي بشكل مستمر
ودون محاولة الاتصال بي.. هذه الأعمال ملكي ولا يحق لهم إذاعتها".
ويقول الحاج إنه يراعي آراء وملاحظات جمهوره على أعماله ويرد على جميع
رسائلهم ليحسن أدائه خلال الفيديوهات المقبلة، كما أن لديه مفاجأة جديدة في
فيديو جديد يظهر فيه مرتديا ملابس القذافي كالعادة ومعه الشاعر المصري
الشهير عبد الرحمن الأبنودي الذى يعبر بدوره عن رأيه في قذافي ليبيا بطريقة
ساخرة.
يتذكر حمادة الحاج لقائه بالأبنودي قائلا: "ألتقيت الأبنودي صدفة في
الإسماعيلية (محافظة شرق القاهرة).. رجل متواضع للغاية ورحب جدا بتسجيل
فيديو معنا، ولم يتوقف عن المزاح وإلقاء النكات".