إذا بحثت عن معلومات عن ما يجري في سورية على شبكة الانترنت ستجد نفسك
في مواجهة عدد كبير من الشائعات: ماهر، شقيق الرئيس، الذي يتولى قيادة
الحرس الجمهوري، اعتقل من
قبل جنود منشقين، أو يعد انقلابا عسكريا ضد شقيقه بشار، ونائب الرئيس فاروق الشرع قتل، ,نائب وزير الخارجية فيصل مقداد اختفى.
ويمكن تفسير انتشار هذه الشائعات بغياب ممثلي وسائل الإعلام الغربي عن الساحة السورية.
لسنوات كان العالم الخارجي يحاول أن يخمن من سيكسب صراع السلطة في سورية،
ودفع اتجاه التطورات نحو العنف الناس للتساؤل عن ماهية الخلل الذي حصل في
تقييم العالم الخارجي لبشار الاسد كزعيم.
حكم عائلي
على مدى سنوات عقد الغرب آماله على بشار ، طبيب العيون الذي تخصص في لندن
على مدى 18 شهرا. كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تتوقع أن يفتح
الرئيس ذو المظهر الغربي سورية أمام الغرب، لكن 11 سنة منذ وصوله السلطة
مضت دون أن يحدث تغيير يذكر في النظام.
هناك تفسير متداول لذلك هو أن الأسد هو بالأصل إصلاحي النزعة يدرك أن
التحالف مع الغرب في مصلحة سورية، لكنه واقع تحت ضغط "الحرس القديم".
ولكن، وحتى لو كان هذا صحيحا في البداية فان أيمن عبد النور، زميل دراسة
سابق لبشار يقول إن الحرس القديم اختفى الآن من الحلبة السياسية.
أما الوجوه التي ما تزال حاضرة كبثينة شعبان وفاروق الشرع ووليد المعلم فهم
منتفعون من النظام ولكنه لا يتمتعون بسلطة، كما يرى عبد النور.
وكذلك فقد حزب البعث من قوته بينما اصبح الفساد والصفقات التجارية وسيلة لتعزيز السلطة.
ويقول عبد النور ان السلطة تتركز الآن في أيدي عائلة الأسد، وإن هناك تضامنا بين أفراد العائلة.
وقال مصدر مقرب من العائلة لبي بي سي ان هناك تنسيقا كاملا بين بشار وماهر الأسد.
الطريق الى دمشق
كان السيناتور الأمريكي جون كيري واحدا من المقتنعين برغبة بشار بالتغيير ، وحث الادارة الأمريكية بشكل متكرر على التعامل مع دمشق.
وسافر كيري الى دمشق أكثر من مرة، وتناول العشاء على مائدة بشار وزوجته أسماء، وحاول إطلاق المحادثات بين سورية وإسرائيل.
وشجعت إمكانية عقد معاهدة سلام بين سورية وإسرائيل سياسيين غربيين آخرين على التوجه الى دمشق.
وحتى في منتصف ابريل/نيسان، وأحداث العنف في أوجها، صرح كيري أن بإمكان الغرب تقديم بديل للأسد حتى يستطيع أن يدير ظهره إلى إيران.
وفي سوريا أيضا كان الكثيرون يأملون بأن يعمل الأسد على تحسين أوضاعهم.
ولكن صورة الحاكم الإيجابي المغلوب على أمره في مواجهة الحرس القديم الذي
يعيق محاولات الإصلاح ما هي الا تكتيك مدروس كما يقول المعارض السوري
المقيم في الولايات المتحدة عمار عبدالحميد.
وأضاف عبدالحميد "كان الوضع مشابها أيام حافظ الأسد، حيث وجه اللوم دائما
للآخرين الذين جرى التخلص منهم مما منح جرعة جديدة من الأمل للشعب".
ولكن في السنوات الأخيرة اتضح الوجه القاسي لبشار وسقط قناع الإصلاح أمام
عدد متزايد من الناس الذي بدأوا يعبرون عن رأيهم أمام الصحافيين الأجانب.
وساعدت أسماء، الزوجة، في خلق صورة الزعيم ذي الميول الغربية لبشار،
بمساعدة شركة علاقات عامة بريطانية خلقت لها بدورها صورة تخاطب الغرب.
ولكن هناك من يقول ان دور أسماء أثار حفيظة بشرى شقيقة بشار وأنيسة والدته.
الحلقة الأضعف؟
وبالرغم من الاحتكاك بين الأسد وصهره آصف شوكت مثلا إلا أن العائلة تبقى
متماسكة، لأن أفرادها يدركون أن سقوط أحدهم سيعني سقوط الجميع، كما يقول
عبدالحميد.
ولكن تحدي الشعب السوري غير المسبوق لسلطة العائلة يثير التوتر بين أفرادها.
وبينما يبدو بشار مسيطرا إلا أن هناك من يرى أنه الحلقة الأضعف في العائلة، وهو خاضع لسيطرة شقيقه ماهر وربما شقيقته بشرى.
بشار لم يكن في الأصل معدا ليصبح رئيسا، بل كان شقيقه باسل يعد لهذا الدور، ولكنه قتل في حادث سيارة عام 1994.
باسل كان عسكريا، قويا، بينما بشار يتحدث بصوت ناعم هادئ، ويكره الأضواء،
ولكن حين وصل السلطة أصبح يحاول التكيف مع الدور، كما يقول عبد النور.
وقال عبدالحميد إن بشار يرى أي انتقاد لسلوكه أو أي مطالبة بالإصلاح قلة احترام لشخصه، ويرى أن بشار ربما كان يعاني من عقدة نقص.
في مواجهة عدد كبير من الشائعات: ماهر، شقيق الرئيس، الذي يتولى قيادة
الحرس الجمهوري، اعتقل من
قبل جنود منشقين، أو يعد انقلابا عسكريا ضد شقيقه بشار، ونائب الرئيس فاروق الشرع قتل، ,نائب وزير الخارجية فيصل مقداد اختفى.
ويمكن تفسير انتشار هذه الشائعات بغياب ممثلي وسائل الإعلام الغربي عن الساحة السورية.
لسنوات كان العالم الخارجي يحاول أن يخمن من سيكسب صراع السلطة في سورية،
ودفع اتجاه التطورات نحو العنف الناس للتساؤل عن ماهية الخلل الذي حصل في
تقييم العالم الخارجي لبشار الاسد كزعيم.
حكم عائلي
على مدى سنوات عقد الغرب آماله على بشار ، طبيب العيون الذي تخصص في لندن
على مدى 18 شهرا. كانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تتوقع أن يفتح
الرئيس ذو المظهر الغربي سورية أمام الغرب، لكن 11 سنة منذ وصوله السلطة
مضت دون أن يحدث تغيير يذكر في النظام.
هناك تفسير متداول لذلك هو أن الأسد هو بالأصل إصلاحي النزعة يدرك أن
التحالف مع الغرب في مصلحة سورية، لكنه واقع تحت ضغط "الحرس القديم".
ولكن، وحتى لو كان هذا صحيحا في البداية فان أيمن عبد النور، زميل دراسة
سابق لبشار يقول إن الحرس القديم اختفى الآن من الحلبة السياسية.
أما الوجوه التي ما تزال حاضرة كبثينة شعبان وفاروق الشرع ووليد المعلم فهم
منتفعون من النظام ولكنه لا يتمتعون بسلطة، كما يرى عبد النور.
وكذلك فقد حزب البعث من قوته بينما اصبح الفساد والصفقات التجارية وسيلة لتعزيز السلطة.
ويقول عبد النور ان السلطة تتركز الآن في أيدي عائلة الأسد، وإن هناك تضامنا بين أفراد العائلة.
وقال مصدر مقرب من العائلة لبي بي سي ان هناك تنسيقا كاملا بين بشار وماهر الأسد.
الطريق الى دمشق
كان السيناتور الأمريكي جون كيري واحدا من المقتنعين برغبة بشار بالتغيير ، وحث الادارة الأمريكية بشكل متكرر على التعامل مع دمشق.
وسافر كيري الى دمشق أكثر من مرة، وتناول العشاء على مائدة بشار وزوجته أسماء، وحاول إطلاق المحادثات بين سورية وإسرائيل.
وشجعت إمكانية عقد معاهدة سلام بين سورية وإسرائيل سياسيين غربيين آخرين على التوجه الى دمشق.
وحتى في منتصف ابريل/نيسان، وأحداث العنف في أوجها، صرح كيري أن بإمكان الغرب تقديم بديل للأسد حتى يستطيع أن يدير ظهره إلى إيران.
وفي سوريا أيضا كان الكثيرون يأملون بأن يعمل الأسد على تحسين أوضاعهم.
ولكن صورة الحاكم الإيجابي المغلوب على أمره في مواجهة الحرس القديم الذي
يعيق محاولات الإصلاح ما هي الا تكتيك مدروس كما يقول المعارض السوري
المقيم في الولايات المتحدة عمار عبدالحميد.
وأضاف عبدالحميد "كان الوضع مشابها أيام حافظ الأسد، حيث وجه اللوم دائما
للآخرين الذين جرى التخلص منهم مما منح جرعة جديدة من الأمل للشعب".
ولكن في السنوات الأخيرة اتضح الوجه القاسي لبشار وسقط قناع الإصلاح أمام
عدد متزايد من الناس الذي بدأوا يعبرون عن رأيهم أمام الصحافيين الأجانب.
وساعدت أسماء، الزوجة، في خلق صورة الزعيم ذي الميول الغربية لبشار،
بمساعدة شركة علاقات عامة بريطانية خلقت لها بدورها صورة تخاطب الغرب.
ولكن هناك من يقول ان دور أسماء أثار حفيظة بشرى شقيقة بشار وأنيسة والدته.
الحلقة الأضعف؟
وبالرغم من الاحتكاك بين الأسد وصهره آصف شوكت مثلا إلا أن العائلة تبقى
متماسكة، لأن أفرادها يدركون أن سقوط أحدهم سيعني سقوط الجميع، كما يقول
عبدالحميد.
ولكن تحدي الشعب السوري غير المسبوق لسلطة العائلة يثير التوتر بين أفرادها.
وبينما يبدو بشار مسيطرا إلا أن هناك من يرى أنه الحلقة الأضعف في العائلة، وهو خاضع لسيطرة شقيقه ماهر وربما شقيقته بشرى.
بشار لم يكن في الأصل معدا ليصبح رئيسا، بل كان شقيقه باسل يعد لهذا الدور، ولكنه قتل في حادث سيارة عام 1994.
باسل كان عسكريا، قويا، بينما بشار يتحدث بصوت ناعم هادئ، ويكره الأضواء،
ولكن حين وصل السلطة أصبح يحاول التكيف مع الدور، كما يقول عبد النور.
وقال عبدالحميد إن بشار يرى أي انتقاد لسلوكه أو أي مطالبة بالإصلاح قلة احترام لشخصه، ويرى أن بشار ربما كان يعاني من عقدة نقص.