يتواصل تحشيد القوى بين المعارضين للرئيس اليمني علي عبد الله صالح
والموالين له في يوم جمعة تريده المعارضة يوم حسم وتطلق عليه الموالاة يوم
وحدة.وتوافد عشرات الآلاف من
المؤيدين للرئيس اليمني على
العاصمة صنعاء من مختلف المحافظات اليمنية استعداد للمشاركة في حشود يوم غد
الجمعة في اطار ما أسماها الحزب الحاكم بـ "جمعة الوحدة".بينما دعت اللجنة
التنظيمية لما تسمى ثورة التغيير السلمي كافة اليمنيين للخروج في حشود
مليونية يوم الجمعة في اطار ما سمته بـ "جمعة الحسم".ويقول مراسل بي بي سي
في صنعاء عبدالله غراب إن الاعلام الحكومي قدر عدد الذين تجمعوا في ميدان
السبعين بالعاصمة من أنصار الرئيس علي عبدالله صالح وحزبه الحاكم "بأكثر من
المليون" فيما تجمع المعارضون للرئيس في شارع الستين بصنعاء وفي ست عشرة
ساحة في مختلف المحافظات اليمنية في حشود قدرتها اللجنة التنظيمية لما تسمى
ثورة التغيير السلمي "بالملايين" في مختلف المدن.ومن المنتظر أن يشيع
ملايين اليمنيين يوم غد جثامين 18 قتيلا سقطوا مؤخرا بنيران القوات
الحكومية وأنصار الحزب الحاكم في هجمات على المتظاهرين في صنعاء وتعز
والحديدة والبيضاء.
تعثر المبادرة الخليجية
الى ذلك نقلت وكالة الانباء القطرية عن مصدر في وزارة الخارجية مساء
الخميس تأكيده لانسحاب قطر من مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة
في اليمن بسبب ما قالت انه "المماطلة بالتوقيع على الاتفاق" واستمرار
التصعيد والعنف.وقال المصدر ان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل
ثاني اوضح في اتصال هاتفي مع الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد
اللطيف الزياني ان بلاده "اتخذت هذا القرار مضطرة بسبب المماطلة والتأخير
بالتوقيع على الاتفاق ... مع استمرار حالة التصعيد وحدة المواجهات وفقدان
الحكمة".وكان قادة دول مجلس التعاون الخليجي قد حضوا في ختام قمتهم
التشاورية في الرياض مساء الثلاثاء الاطراف اليمنية على التوقيع على
الاتفاق الذي تتضمنه المبادرة الخليجية للخروج بالبلاد من أزمتها وتجنيب
اليمن المزيد من التدهور الامني والانقسام السياسي.
تنديد امريكي
ونددت الولايات المتحدة الخميس بأعمال العنف التي تقوم بها قوات الامن
اليمنية والتي اوقعت 19 قتيلا خلال 24 ساعة في صفوف المتظاهرين ضد الرئيس
علي عبد الله صالح ودعت الى انتقال "فوري" للسلطة في البلاد.وذكرت مصادر في
المعارضة اليمنية وشهود عيان ان مسلحين اطلقوا النار على متظاهرين في
مدينة البيضاء جنوب شرق صنعاء مما اسفرعن مقتل ثلاثة اشخاص واصابة سبعة
اخرين بجروح.وكانت قوات الأمن اليمنية قد فتحت النار الأربعاء على متظاهرين
في 3 مدن مما أسفر عن مقتل 16 على الأقل وجرح العشرات مما يزيد غضب
المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن سدة الحكم.ففي العاصمة صنعاء
أطلقت قوات الأمن النار على عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التغيير
مما أوقع 12 قتيلا على الأقل ونحو مائة مصاب حسبما أفاد أحد الأطباء في
عيادة مؤقتة أقيمت في موقع الأحداث لعلاج المصابين في التظاهرات.ووقع إطلاق
النار أثناء محاولة المتظاهرين تنظيم مسيرة باتجاه مقر رئاسة الوزراء.وفي
مدينة الحديدة على البحر الأحمر قتل متظاهر بالرصاص بعد تصدي قوات الأمن
لمحاولة متظاهرين اقتحام مبان حكومية كما ذكر شهود عيان.أما في مدينة تعز
الصناعية فقد شنت القوات الحكومية هجوما على متظاهرين امام مكتب التربية
والتعليم في المدينة الواقعة جنوبي صنعاء.وقالت وكالة رويترز للأنباء إن
اثنين من المتظاهرين قتلا برصاص القناصة وجرح العشرات بالرصاص والقنابل
المسيلة للدموع والهراوات التي يستخدمها رجال الشرطة بالزي المدني.
عصيان مدني
ويأتي ذلك بالتزامن مع عصيان مدني واسع تشهده المدينة وعدد من المدن
اليمنية الأخرى.وقد رد المتظاهرون بإحراق مبنى للشرطة وإغلاق عدد من
المكاتب الحكومية الحيوية في المدينة منها مكاتب الخدمة المدنية والتربية
والتعليم وفرع شركة النفط اليمنية وكتبوا عليها عبارة "مغلق من قبل الشعب"،
في خطوة تصعيدية بعد رفض الحكومة اليمنية التوقيع على المباردة
الخليجية.وتشمل الخطوات التصعيدية طمس كل رموز النظام منها صور الرئيس
واغلاق المكاتب الحكومية بالتزامن مع العصيان المدني في كافة المحافظات
اليمنيةوبذلك يرتفع عدد القتلى من المحتجين في تعز إلى 8 منذ يوم الأحد
الماضي. وتفيد آخر التقديرات بأن عدد ضحايا حركة الاحتجاج المستمرة في
اليمن منذ يناير/كانون الثاني الماضي وصل إلى 161 قتيلا على الأقل.وجاء ذلك
غداة دعوة دول مجلس التعاون الخليجي لجميع الفرقاء في اليمن إلى التوقيع
على اتفاقية النقل السلمي للسلطة التي ترعاها دول المجلس.فيما يصر صالح على
أن أي نقل للسلطة يجب أن يكون "منسجما مع الدستور" الذي يسمح له بالبقاء
في السلطة حتى عام 2013.