صحيفة أمريكية: واشنطن والرياض تتسابقان على الفوز بالأردن
قالت صحيفة "لوس أنجلوس" الأمريكية
أن ثمة تنافس حاد بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية
السعودية لما أسمته "الفوز" بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن والرياض تسعيان لإغراء عمّان بشتى الطرق الممكنة، في ظل الظروف المحيطة المتمثلة بالربيع العربي.
وأشارت إلى وفود أمريكية دبلوماسية "رفيعة
المستوى" تتوافد على القصر الملكي منذ بداية الثورات العربية العام الحالي،
مؤكدة أن هذا التوافد يتم بشكل دوري كل أسبوع وفقاً للصحيفة.
وأرجع تقرير الصحيفة هذه الزيارات الدورية
إلى سعي واشنطن لإقناع الملك عبدالله الثاني بأن الإصلاح الديمقراطي هو
الطريق الأمثل لتهدئة الاحتجاجات ضد نظام الحكم في البلاد.
وأضاف التقرير أن ثمة حليفا قويا آخر للأردن
يقوم بالتدخل لدى الملك الأردني من أجل إقناعه بتجاهل الأميركيين، وهو
السعودية التي تحث المملكة الهاشمية على الإبقاء على نظام الحكم "الذي حافظ
على حكم آل سعود وأسهم في إبقائه آمنا لعقود مضت" وفق الصحيفة، وأن الرياض
ما انفكت تبذل الهدايا من أجل تسويق وجهة نظرها.
ومنحت السعودية الشهر الماضي فرصة ذهبية
للأردن عندما رحبت بالمملكة الهاشمية للانضمام إلى الكتلة الإقليمية الغنية
الممثلة بمجلس التعاون الخليجي، في خطوة من شأنها حصول الأردن على
استثمارات جديدة وتوفير وظائف وعلاقات أمنية.
ولكي تثبت السعودية حسن نواياها قامت قبل
أسبوعين بتقديم مبلغ أربعمائة مليون دولار على شكل مساعدات إلى الأردن، وهي
المساعدة الأولى التي تنالها عمّان من الرياض منذ سنوات.
ونسبت الصحيفة لمسؤول أميركي فضل عدم الكشف
عن اسمه بسبب حساسية المسألة قوله "نحن نواجه خلافات كثيرة هناك" مضيفا أن
"ربيع العرب" أدى إلى إضفاء التوتر على العلاقات في المنطقة.
وأما إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما
فقامت على الأغلب بدعم الثورات الشعبية العربية المطالبة بالحرية
والديمقراطية الحقيقية في الشرق الأوسط، وحثت الحكومات في المنطقة على
تقاسم أكبر للسلطات مع الشعوب، ولكن عندما طالب أوباما في خطابه الأخير
الشهر الماضي الأنظمة العربية بالإصلاح، فقد تجنب بشكل مقصود الإتيان على
ذكر اسم المملكة العربية السعودية "صاحبة الحكم الشمولي المطلق" وفق
الصحيفة.
وفي ظل اعتقادها بأن الولايات المتحدة باتت
تدير ظهرها لحلفائها من الممالك، فإن الرياض باتت تتململ للخروج من تحت
العباءة الأميركية، وتحاول شق عصا الطاعة وتقلل من شأن السياسات الأميركية
في المنطقة.
وبرغم هذا التغير والتبدل في حال العلاقات
الأميركية السعودية، فلا يعني ذلك انتهاء التحالف بين البلدين الذي بدأ منذ
سبعين عاما، وانبنى على أساس بسيط -والقول للصحيفة- يتمثل في "النفط
السعودي مقابل الحماية العسكرية الأميركية".
ولكن هذا الخلاف السعودي الأميركي ينذر كذلك
ببدء فقدان الولايات المتحدة نفوذها في الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه
العلاقات الأميركية مع كل من مصر وتركيا بعض أجواء التوتر الجديدة أيضا.
وأما السعوديون الذين يخشون على استمرار
استقرارهم في ظل ما تشهده المنطقة من ثورات شعبية واضطرابات سياسية تطالب
بالديمقرطية، فبدأت تضخ المليارات إلى كل من مصر والأردن والبحرين ومناطق
أخرى على أمل أن تقوم تلك الدول بمقاومة أي تغيرات سياسية جديدة محتملة.
كما أن السعودية ما فتئت تقوم بتقوية وتوسيع
إطار علاقاتها مع الأنظمة الملكية السنية الأخرى في المنطقة، في ظل سعيها
للتأثير في الصراع العربي الإسرائيلي وكذلك السعي لاحتواء إيران.
لا بل إن السعودية -والقول للوس أنجلوس- بدأت
تظهر استقلالا عن أميركا في قضايا الطاقة، وهو ما من شأنه التأثير على
السعر الذي يدفعه الأميركيون عند المضخة.
وتأتي التغيرات والتشنجات في العلاقات
السعودية الأميركية إثر تراكمات من النهج الذي اتبعته الولايات المتحدة في
المنطقة، وخاصة بعد سماح إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لحكومة
شيعية بتولي زمام الأمور في العراق بعد الغزو.
كما ثار غضب الملك السعودي عبد الله بن عبد
العزيز عندما حث أوباما الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على الاستسلام
بعد 18 يوما من انطلاق الثورة الشعبية المصرية.
كما أن خطابا قاسيا مؤيدا للإصلاح في المنطقة
أدلت به وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بدولة قطر في يناير/
كانون الثاني الماضي أثار غضب السعوديين، والذي جاء فيه قولها "إننا نجد أن
الأساسات في أماكن عديدة بدأت تغوص في الرمال".
وفي حين قال مسؤول أميركي سابق -مفضلا عدم
الكشف عن اسمه- إن السعوديين يشعرون بالإحباط والغضب، وهم "يتخبطون ولا
يعرفون ماذا يفعلون"، قال مسؤول كبير في الخارجية إن العلاقات الأميركية
السعودية لا تزال قوية وصلبة بما يتعلق بقضايا الأمن والطاقة.
كما أشارت لوس أنجلوس إلى العديد من المسائل
والقضايا الأخرى التي تثير خلافات في المواقف الأميركية والسعودية، مما
ينذر بتوتر في علاقات البلدين الحليفين، ومن بينها الدور السعودي العسكري
في البحرين والذي يشير إلى التجاهل السعودي للدور الأميركي في المنطقة،
ناسبة إلى الباحث المختص بشوؤن الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الأميركية
الخارجية ستيفين كوك قوله إن الأميركيين ماضون للاهتمام بمصالحهم في
المنطقة، وإنهم يعرفون الكيفية والطرق التي تمكنهم من فعل ذلك.
قالت صحيفة "لوس أنجلوس" الأمريكية
أن ثمة تنافس حاد بين كل من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية
السعودية لما أسمته "الفوز" بالمملكة الأردنية الهاشمية.
وأضافت الصحيفة أن واشنطن والرياض تسعيان لإغراء عمّان بشتى الطرق الممكنة، في ظل الظروف المحيطة المتمثلة بالربيع العربي.
وأشارت إلى وفود أمريكية دبلوماسية "رفيعة
المستوى" تتوافد على القصر الملكي منذ بداية الثورات العربية العام الحالي،
مؤكدة أن هذا التوافد يتم بشكل دوري كل أسبوع وفقاً للصحيفة.
وأرجع تقرير الصحيفة هذه الزيارات الدورية
إلى سعي واشنطن لإقناع الملك عبدالله الثاني بأن الإصلاح الديمقراطي هو
الطريق الأمثل لتهدئة الاحتجاجات ضد نظام الحكم في البلاد.
وأضاف التقرير أن ثمة حليفا قويا آخر للأردن
يقوم بالتدخل لدى الملك الأردني من أجل إقناعه بتجاهل الأميركيين، وهو
السعودية التي تحث المملكة الهاشمية على الإبقاء على نظام الحكم "الذي حافظ
على حكم آل سعود وأسهم في إبقائه آمنا لعقود مضت" وفق الصحيفة، وأن الرياض
ما انفكت تبذل الهدايا من أجل تسويق وجهة نظرها.
ومنحت السعودية الشهر الماضي فرصة ذهبية
للأردن عندما رحبت بالمملكة الهاشمية للانضمام إلى الكتلة الإقليمية الغنية
الممثلة بمجلس التعاون الخليجي، في خطوة من شأنها حصول الأردن على
استثمارات جديدة وتوفير وظائف وعلاقات أمنية.
ولكي تثبت السعودية حسن نواياها قامت قبل
أسبوعين بتقديم مبلغ أربعمائة مليون دولار على شكل مساعدات إلى الأردن، وهي
المساعدة الأولى التي تنالها عمّان من الرياض منذ سنوات.
ونسبت الصحيفة لمسؤول أميركي فضل عدم الكشف
عن اسمه بسبب حساسية المسألة قوله "نحن نواجه خلافات كثيرة هناك" مضيفا أن
"ربيع العرب" أدى إلى إضفاء التوتر على العلاقات في المنطقة.
وأما إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما
فقامت على الأغلب بدعم الثورات الشعبية العربية المطالبة بالحرية
والديمقراطية الحقيقية في الشرق الأوسط، وحثت الحكومات في المنطقة على
تقاسم أكبر للسلطات مع الشعوب، ولكن عندما طالب أوباما في خطابه الأخير
الشهر الماضي الأنظمة العربية بالإصلاح، فقد تجنب بشكل مقصود الإتيان على
ذكر اسم المملكة العربية السعودية "صاحبة الحكم الشمولي المطلق" وفق
الصحيفة.
وفي ظل اعتقادها بأن الولايات المتحدة باتت
تدير ظهرها لحلفائها من الممالك، فإن الرياض باتت تتململ للخروج من تحت
العباءة الأميركية، وتحاول شق عصا الطاعة وتقلل من شأن السياسات الأميركية
في المنطقة.
وبرغم هذا التغير والتبدل في حال العلاقات
الأميركية السعودية، فلا يعني ذلك انتهاء التحالف بين البلدين الذي بدأ منذ
سبعين عاما، وانبنى على أساس بسيط -والقول للصحيفة- يتمثل في "النفط
السعودي مقابل الحماية العسكرية الأميركية".
ولكن هذا الخلاف السعودي الأميركي ينذر كذلك
ببدء فقدان الولايات المتحدة نفوذها في الشرق الأوسط، في وقت تشهد فيه
العلاقات الأميركية مع كل من مصر وتركيا بعض أجواء التوتر الجديدة أيضا.
وأما السعوديون الذين يخشون على استمرار
استقرارهم في ظل ما تشهده المنطقة من ثورات شعبية واضطرابات سياسية تطالب
بالديمقرطية، فبدأت تضخ المليارات إلى كل من مصر والأردن والبحرين ومناطق
أخرى على أمل أن تقوم تلك الدول بمقاومة أي تغيرات سياسية جديدة محتملة.
كما أن السعودية ما فتئت تقوم بتقوية وتوسيع
إطار علاقاتها مع الأنظمة الملكية السنية الأخرى في المنطقة، في ظل سعيها
للتأثير في الصراع العربي الإسرائيلي وكذلك السعي لاحتواء إيران.
لا بل إن السعودية -والقول للوس أنجلوس- بدأت
تظهر استقلالا عن أميركا في قضايا الطاقة، وهو ما من شأنه التأثير على
السعر الذي يدفعه الأميركيون عند المضخة.
وتأتي التغيرات والتشنجات في العلاقات
السعودية الأميركية إثر تراكمات من النهج الذي اتبعته الولايات المتحدة في
المنطقة، وخاصة بعد سماح إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش لحكومة
شيعية بتولي زمام الأمور في العراق بعد الغزو.
كما ثار غضب الملك السعودي عبد الله بن عبد
العزيز عندما حث أوباما الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك على الاستسلام
بعد 18 يوما من انطلاق الثورة الشعبية المصرية.
كما أن خطابا قاسيا مؤيدا للإصلاح في المنطقة
أدلت به وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بدولة قطر في يناير/
كانون الثاني الماضي أثار غضب السعوديين، والذي جاء فيه قولها "إننا نجد أن
الأساسات في أماكن عديدة بدأت تغوص في الرمال".
وفي حين قال مسؤول أميركي سابق -مفضلا عدم
الكشف عن اسمه- إن السعوديين يشعرون بالإحباط والغضب، وهم "يتخبطون ولا
يعرفون ماذا يفعلون"، قال مسؤول كبير في الخارجية إن العلاقات الأميركية
السعودية لا تزال قوية وصلبة بما يتعلق بقضايا الأمن والطاقة.
كما أشارت لوس أنجلوس إلى العديد من المسائل
والقضايا الأخرى التي تثير خلافات في المواقف الأميركية والسعودية، مما
ينذر بتوتر في علاقات البلدين الحليفين، ومن بينها الدور السعودي العسكري
في البحرين والذي يشير إلى التجاهل السعودي للدور الأميركي في المنطقة،
ناسبة إلى الباحث المختص بشوؤن الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الأميركية
الخارجية ستيفين كوك قوله إن الأميركيين ماضون للاهتمام بمصالحهم في
المنطقة، وإنهم يعرفون الكيفية والطرق التي تمكنهم من فعل ذلك.