كَرْبَلائيّة مُتأخِّرَة! إلى روح الحسين
فَبِماذا أَرثيك يا "بَعْدَ عُمْري"؟!
كانَ يَجْري على لساني، كما النَّهرُ
وما عادَ في غيابِكَ يَجْري!
كُلَّما هَمَّ أَنْ يَقولَ ..طَواهُ
حُزْنُهُ .. فانْثَنى عن القَوْلِ ثَغْري
كيفَ يا "مُلْهِمي" يُطاوِعُني الحَرْفُ
ونارُ الأَسى تُمَزِّقُ صَدْري؟!
أَفْقَدَتْني فَجيعَتي فيكَ، وَعْيي
فَتَساوى ليَّ حُلْوي، ومُرّي
وَتَساوى لديَّ طَيّي ونَشْري
وتَساوى لَدَيَّ كَرّي، وفَرّي!!
"لَيتَني مِتُّ قَبْلَ هذا" وَمَن قالَ
بأَنَّ الذي قَضى.. كانَ غَيْري؟!
* * *
سيّدي يا حُسَيْنُ مَنْ يُكْمِلُ السَّطْرَ
فلن أَسْتَطيعَ إكمالَ سَطْري؟!
ما عَساني أَقولَ للوَرَقِ المُلْتاعِ
ماذا أقولُ ثَمَّ لحِبْري؟!
كيفَ لي أَن أُواجِهَ المَوْجَ، والثَّلْجَ
وجَمْري، ما عادَ بَعْدَكَ جمري؟!
كيفَ لي أَن أُواجِهَ الرَّمْلَ، والنَّمْلَ
وَقَهْرَ "المُسْتَنفَرينَ".. لِقَهْري؟!
لا لشيء: -وأَنْتَ تَعرِفُ- إلاّ
لاعتدادي بِهِمّتي.. وبِشِعْري؟!
ولقد كانَ كُلُّهُ يا أَعَزّ الكُلِّ
وَقْفاُ عليكَ طيلةَ عُمْري..
وَمِنَ الناسِ مَنْ يُباعُ، ويُشْرى
وكفاني غِنىً: "شهاداتُ فَقْري"!
وكفاني عِزّاً، ومَجْداً، وفَخْراً:
أنّ عَصْرَ "الحُسينِ" قد كان عَصْري!
على ضريحه الذي ينبضُ بالحياة!
بقلم الشاعر حيدر محمود :
ليسَ يَقْوى على رِثائِكَ شِعْري
فَبِماذا أَرثيك يا "بَعْدَ عُمْري"؟!
كانَ يَجْري على لساني، كما النَّهرُ
وما عادَ في غيابِكَ يَجْري!
كُلَّما هَمَّ أَنْ يَقولَ ..طَواهُ
حُزْنُهُ .. فانْثَنى عن القَوْلِ ثَغْري
كيفَ يا "مُلْهِمي" يُطاوِعُني الحَرْفُ
ونارُ الأَسى تُمَزِّقُ صَدْري؟!
أَفْقَدَتْني فَجيعَتي فيكَ، وَعْيي
فَتَساوى ليَّ حُلْوي، ومُرّي
وَتَساوى لديَّ طَيّي ونَشْري
وتَساوى لَدَيَّ كَرّي، وفَرّي!!
"لَيتَني مِتُّ قَبْلَ هذا" وَمَن قالَ
بأَنَّ الذي قَضى.. كانَ غَيْري؟!
* * *
سيّدي يا حُسَيْنُ مَنْ يُكْمِلُ السَّطْرَ
فلن أَسْتَطيعَ إكمالَ سَطْري؟!
ما عَساني أَقولَ للوَرَقِ المُلْتاعِ
ماذا أقولُ ثَمَّ لحِبْري؟!
كيفَ لي أَن أُواجِهَ المَوْجَ، والثَّلْجَ
وجَمْري، ما عادَ بَعْدَكَ جمري؟!
كيفَ لي أَن أُواجِهَ الرَّمْلَ، والنَّمْلَ
وَقَهْرَ "المُسْتَنفَرينَ".. لِقَهْري؟!
لا لشيء: -وأَنْتَ تَعرِفُ- إلاّ
لاعتدادي بِهِمّتي.. وبِشِعْري؟!
ولقد كانَ كُلُّهُ يا أَعَزّ الكُلِّ
وَقْفاُ عليكَ طيلةَ عُمْري..
وَمِنَ الناسِ مَنْ يُباعُ، ويُشْرى
وكفاني غِنىً: "شهاداتُ فَقْري"!
وكفاني عِزّاً، ومَجْداً، وفَخْراً:
أنّ عَصْرَ "الحُسينِ" قد كان عَصْري!
على ضريحه الذي ينبضُ بالحياة!