لندن/برلين (رويترز) - اظهرت تحقيقات أولية قام بها علماء اوروبيون ان
بذور حلبة مستوردة من مصر هي مصدر اصابات ببكتيريا (ايكولاي) المعوية
السامة في ألمانيا وفرنسا والتي تسببت في
وفاة 48 شخصا على الاقل.
واصيب اكثر من أربعة الاف شخص في اوروبا وأمريكا الشمالية في أكثر موجات
التفشي فتكا لبكتيريا ايكولاي والتي بدأت مطلع مايو ايار. وكل الذين أصيبوا
تقريبا اما عاشوا في ألمانيا أو سافروا اليها في الاونة الاخيرة.
وأرجع تفشي البكتيريا الذي تركز في ألمانيا وعلى نطاق اضيق حول مدينة بوردو الفرنسية الى البذور المستنبتة.
وقال خبراء من المركز الاوروبي لمكافحة الامراض والوقاية منها وهيئة سلامة
الغذاء الاوروبية ان تحقيقات أولية اشارت الى أن "استهلاك بذور مستنبتة هو
الناقل المشتبه فيه للعدوى في كل من فرنسا و المانيا."
وقالا في بيان مشترك نشر على الموقع الالكتروني للمركز الاوروبي لمكافحة
الامراض والوقاية منها في وقت متأخر يوم الاربعاء ان "تتبع مصدر البكتيريا
يحرز تقدما واظهر حتى الان ان بذور حلبة مستوردة من مصر أما في 2009 أو
2010 أو كليهما وراء حالتي التفشي."
ولم يتسن للوسيا دي لوكا المتحدثة باسم هيئة سلامة الغذاء الاوروبية تأكيد
أو نفي تقارير اخبارية عن أن البذور ربما كان مصدرها مصر عبر مستورد
ألماني للبذور وقالت "التحقيقات ما زالت مستمرة."
وقال الخبراء انه مع احتمال تلوث البذور في اي من مراحل سلسلة الامداد
الطويلة والمعقدة بين انتاج البذور ونقلها وتعبئتها وتوزيعها فان "هذا يعني
ايضا أن دفعات اخرى من البذور التي من المحتمل ان تكون ملوثة لاتزال
متوافرة داخل الاتحاد الاوروبي وربما خارجه."
وقال المركز والهيئة ان دفعة من بذور الحلبة المستوردة من مصر في 2009 هي
السبب فيما يبدو في تفشي المرض في فرنسا وان دفعة عام 2010 "تعتبر السبب في
التفشي في المانيا".
لكنهما قالا انه ما زال هناك قدر كبير من "عدم اليقين" بشأن ما اذا كانت
تلك البذور المستوردة من مصر "هي حقا السبب المشترك لكل الاصابات" نظرا
لانه حاليا لم تظهر اي نتائج ايجابية لاختبارات البكتيريا.
وقالت الجهتان "الى حين الانتهاء من التحقيقات فان المركز الاوروبي
لمكافحة الامراض والوقاية منها وهيئة سلامة الغذاء الاوروبية تنصحان
المستهلكين بشدة بعدم زراعة المستنبتات للاستهلاك وعدم أكل المستنبتات أو
البذور المستنبتة الا بعد طهيها جيدا."
ويمكن أن تسبب هذه السلالة من البكتيريا المعوية حالات اسهال خطيرة وفي حالات حادة انهيار وظائف الكلى والوفاة.