لماذا زار خالد مشعل الأردن؟

خبرني - محمود مغربي

رجحت
مصادر أن تنتهي مساء الأحد الزيارة التاريخية لوفد حركة المقاومة
الإسلامية (حماس) إلى الأردن، وسط توقعات بأن تؤدي الزيارة إلى فتح ملف
جديد في العلاقات بين الجانبين.

وقالت
المصادر لـ"خبرني" نقلاً عن مسؤول بالحركة إن رئيس مكتبها السياسي خالد
مشعل سيغادر الأردن في غضون ساعات بعد انتهاء "الزيارة التاريخية".

وأضافت أن تلك الزيارة بحثت تحسين العلاقات بين الجانبين.

ونقلت
شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية عن مصادرها القول إن مشعل أعلن لدى
تواجده في الديوان الملكي الهاشمي رفض حركة حماس لفكرة الوطن البديل وأنها
تضع استقرار الأردن فوق كل اعتبار.

والتقى جلالة الملك عبد الله الثاني مشعل وولي عهد دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي غادر مساء عقب اللقاء.

من
جانبه، قال المحامي موسى العبداللات إن الزيارة تفتح باب العهد الجديد في
العلاقات بين حماس والأردن مؤكداً أن حماس "جزء من صانعي القرار الوطني
الفلسطيني".

لكنه أشار إلى أن الزيارة كانت "دون مستوى الطموح لدى حركة حماس" دون أن يعطي تفاصيل أخرى.

وأضاف
العبداللات المقرب من الحركة والذي ترافع عن أعضاء منها في قضية الاسلحة
الشهيرة في الأردن أن التعامل الجديد مع حماس ينبغي أن يحمل الطابع
السياسي.

ونقل
في حديثه لـ"خبرني" مخاوف من أن تكون الوساطات الخليجية لتحسين علاقات
حماس مع الأردن، مقدمة لجر الحركة نحو التفاوض مع إسرائيل.

ولا تعترف الحركة التي تأسست عام 1987 بإسرائيل وترفض التفاوض معها.

وتضطلع
دولة قطر بدور كبير في الوساطة بين الأردن وحماس، لإنهاء القطيعة التي
استمرت أكثر من 12 عاماً بين الجانبين حين اتخذ رئيس الوزراء الأسبق
عبدالرؤوف الروابدة قراراً بإبعاد القادة خارج البلاد وإغلاق مكاتب حماس في
الأردن.

لكن
المحلل السياسي والخبير في شؤون الحركات الإسلامية الدكتور محمد أبو رمان
يرى ما هو عكس ذلك تماماً، إذ يؤكد أن طلب الزيارة كان مبادرة من حماس في
الأساس وليس من دول الخليج أو قطر أو الأردن.

وقال
أبو رمان إن تبرير الوساطة القطرية يتمثل بأن إعادة تحسين علاقات الأردن
بحماس، مطلب قطري أساسي لإعادة "تطبيع علاقاتها مع الجانب الأردني" بدورها.

وأضاف
"لا تبدو فكرة تغيير الموقف الأيديولوجي لحركة حماس قائمة في الوقت الحالي
على الأقل" منوها إلى أنه قد يحدث مثل هذا الأمر لكن "على المدى البعيد".

وأكد أن "حماس حريصة أشد الحرص على تحسين علاقاتها بالأردن" لافتاً إلى أن هذا الأمر "مصلحة استراتيجية" لكلا الجانبين.

ويقول
العبداللات إنه من الأفضل عدم "إقحام حماس في الخلافات العربية" مشيراً
إلى أن البعض قد يستخدمها كورقة ضعط على بعض الأنظمة في المنطقة.

وفترت
العلاقات بين حماس وسوريا التي كانت تشكل مأوى سياسياً هاماً للحركة التي
تصنف نفسها ضمن حركات المقاومة للاحتلال، في الفترة الأخيرة بعد الأحداث
والاحتجاجات الشعبية المطالبة بالإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.

كما لوحت إيران في وقت سابق "بمعاقبة حماس" على عدم اتخاذ موقف مناصر للأسد، وخفض دعمها لها.

ومنذ
ذلك الوقت، بدأ الحديث عن ترتيبات لزيارة مشعل إلى الأردن وسط توقعات بأن
تقدم هذه الزيارة لإعادة فتح مكاتب الحركة في عمان، الأمر الذي ينفيه
الأردن على لسان مسؤوليه الحكوميين.

وأثار
تدخل قطر بشكل ملحوظ في الوساطة مخاوف المراقبين والمحللين السياسيين،
خصوصاً في ظل العلاقات الطيبة التي تربط الدوحة بتل أبيب.

وبحسب
العبداللات، فإن حماس هي قلعة المقاومة الأخيرة في القضية الفلسطينية،
وإنه في حال تحقق المخاوف من جرها نحو المفاوضات فإن القضية تكون ضاعت إلى
الأبد.

وأشار
إلى أن الدور الإيراني في دعم حماس واصفاً إياه بالإيجابي، وقال
العبداللات إن حماس تلتقي مع إيران وحزب الله اللبناني في عدة نقاط أهمها
مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

واعتبر أن حماس "لن تجد بديلاً عن التمويل الإيراني" خلافاً لما يثار.

في
المقابل، اعتبر أبو رمان انهيار محور الممانعة تقريباً وقطع الدعم المالي
الإيراني عن حماس، ورقة ضغط على حماس نفسها لتحسين علاقاتها بالدول
العربية.