خبرني- جاء في تحقيق للصحفية سهير جرادات في وكالة الانباء الاردنية " بترا" : عرف عن الاردن خلال حقب بعيدة من الزمن ازدهاره بميادين متعددة ومنها زراعة قصب السكر والشمندر وتصدير مادة السكر الى مختلف دول العالم . تميزت مدينة الشوبك الواقعة على بعد حوالي ( 216 ) كيلو مترا من العاصمة عمان قديما بزراعة قصب السكر والشمندر وتصدير سكرها الى العالم الا انها تفتقد حاليا لهذه الزراعة التي كانت تشتهر بها .
" حمل منتج الشوبك عندما كانت تصنع أهم أنواع السكر وأكثرها جودة اسم ( سكر مونتريال )، الذي كانت تصدره إلى أوروبا ودول المنطقة " وفقا لما يقوله الباحث في التراث طه الهباهبة لوكالة الأنباء الأردنية ( بترا ).
ويضيف ان الشوبك تأمل بان تعيد القها من جديد بزراعتها للشمندر وقصب السكر كفاكهة تضاف الى التفاح الذي حمل اسمها ايضا . يستند الهباهبة إلى الوثائق الاوروبية وهو يؤكد أن مدينة الشوبك اشتهرت بإنتاج صنف جيد من السُـكـَّـر الذي تميز بنعومته وبياضه وسُـمِّـي بسكر الكرك والشوبك ، أو سكر مونتريال وهو الاسم الذي أطلقه ملك القدس بلدوين على الشوبك ، وتعني جبل الملوك .
وبحسب هذه الوثائق التي أشار اليها الهباهبة في كتاب ألفه بعنوان ( الشوبك في التاريخ والوجدان) ، فان أبناء الشوبك برعوا في صناعة السكر ، وكان سُـكـَّـر الشوبك من بين السلع الشرقية التي كانت تستوردها أسواق فلورنسا بين عامي 1310 ـ 1340 ميلادية . ويقول ان زراعة قصب السكر انتقلت من مدينة الشوبك الى مصر ، عن طريق اصطحاب الملك الظاهر برقوق للعمال والمزارعين المهرة في زراعة قصب السكر وصناعة السكر بعد اعادته الى حكمه في مصر ، حيث ابعد لسنوات في الشوبك .
ويتابع حديثه ان هؤلاء العمال الوافدين المهرة استوطنوا بلدة في منطقة بالقرب من مدينة الزقازيق المصرية وأطلقوا عليها اسم بلدتهم الاصلية (الشوبك) مشيرا إلى انه لغاية أيامنا هذه تقطن في البلدة عائلة كبيرة يطلق عليها اسم عائلة الشوبكي .
ويبين الهباهبة أن المماليك كانوا يحتكرون زراعة قصب السكـَّـر في الأغوار الشمالية القريبة من إربد ، وكانت لهم في الأغوار معاصر لقصب السكـَّـر ، وكان السُـكـَّـر الذي يستخرج من قصبها أجود أنواع السكر المصنوع في بلاد الشام ، مشيرا الى أن آثار مصنع قصب السكر الذي يعود إلى فترة حكم المعظم عيسى في العصر الأيوبي ما زال موجودا إلى يومنا هذا ، وتظهر آثار السواقي التي توصل الماء اليه من عين الماء .
ويقول الكاتب والباحث زياد أبو غنيمة ان الاردن كان يشتهر قديما بزراعة قصب السكر وانه في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي طرحت حكومة هزاع المجالي فكرة تأسيس مصنع لتكرير السكر للمساهمة في تحسين الاوضاع الإقتصادية .
ويؤكد ان الفريق الفني والاقتصادي المكلف بوضع تصور أولي لمشروع إنتاج السُـكـَّـر أوصى بالبدء بإقامة مصنع في الأغوار أو الزرقاء أو صويلح لتكرير السُـكـَّـر الأسود المستورد كخطوة أولى يتبعها إنتاج السُـكـَّـر من الشمندر السُـكـَّـري المنتج من أراضي الأغوار . ويشير ابو غنيمة الى وثائق تبين انه في بداية الستينيات من القرن الماضي أكملت حكومة بهجت التلهوني مشروع دراسة جدوى تأسيس صناعة لإنتاج السُـكـَّـر في المملكة باعتماد زراعة الشمندر السكري ، ولغاية دراسة الجدوى تمت زراعة تجريبية للشمندر على فترتين في أراضي الأغوار وفي الأراضي المرتفعة ( الشفا ) في منطقة إربد .
واوضح ان التوصية جاءت بإقامة مصنع لإنتاج السُـكـَّـر من الشمندر في منطقة دير علا ، متزامنة مع صدور تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية ( الفاو ) الذي تبنى اعتماد سياسة عدم قصر الزراعة في أراضي الأغوار على الفواكه والخضروات ورشـَّـح الشمندر السُـكـَّـري كصنف جديد لتحقيق سياسة التنويع في الأنماط الزراعية فيها .
ويدعو ابو غنيمة إلى العودة إلى نتائج الدراسة ليتم الاستعانة بها وتنفيذها خاصة أنها تحمل في طياتها جدوى في تحسين الأوضاع الاقتصادية ، وتذهب الدراسة إلى ان صناعة السُـكـَّـر كانت قائمة في شمال المملكة وجنوبها .
ويؤكد مستشار المحاصيل الحقلية للمركز الوطني للبحوث الزراعية المهندس حسين صالح ان الشمندر كان يزرع في المملكة ، ويدل على ذلك وجود معصرة ما زالت آثارها موجودة لغاية الان في منطقة دير علا في الغور الأوسط ، مشيرا إلى أن زراعتها توقفت منذ عصور .
ويقول انه بعد تاسيس المملكة اقتصرت زراعة الشمندر على مساحات محدودة جدا عند بعض المزارعين المتعاقدين مع بعض المؤسسات مثل الفنادق لاستخدامها ، او لتوريدها إلى السوق المحلية بشكل محدود .
ويبين أن مادة الشمندر تحتاج الى كميات كبيرة من الماء العذب تتحدد كميتها بين 600
-800 متر مكعب من الماء للدونم الواحد في الموسم الزراعي ، وفي المناطق الصحراوية تصل الى مئة متر مكعب ، لافتا الى ان ارتفاع الحرارة التي تزيد عن 30 درجة مئوية يؤثر على نسبة السكر في الشمندر في موعد الحصاد ، حيث تتحول مادة الجلكوز الى سكروز يصعب استغلاله للسكر .
ويوضح ان توريد الشمندر إلى المصانع يجب أن يتم خلال 48 ساعة بعد عملية قلعه من الأرض ، ويتناقص كلما تأخر التوريد بحيث تصل نسبة السكر لأقل من خمسين بالمئة بعد أسبوع من الحصاد ، ويتحول الى شمندر علف.
ويبين المهندس صالح أن من أهم أسباب عدم زراعة الشمندر ارتفاع اثمان بذورها التي تصل بعض أصنافها او السلالات الجيدة منها إلى مئة دولار , وان انتاجه موسمي ، الامر الذي يجعل زراعته غير مجدية لتعطل الارض لفترات طويلة ، كما تزيد التكلفة على المزارع الذي يبحث عن الانتاج السريع والمربح ، اضافة الى ان زراعته تحتاج الى مساحات كبيرة مما يقلل التكلفة .
لكنه يرى ان تفتيت المساحات المخصصة للزراعة في الوقت الحاضر يقف حائلا امام زراعة الشمندر في المملكة .
" حمل منتج الشوبك عندما كانت تصنع أهم أنواع السكر وأكثرها جودة اسم ( سكر مونتريال )، الذي كانت تصدره إلى أوروبا ودول المنطقة " وفقا لما يقوله الباحث في التراث طه الهباهبة لوكالة الأنباء الأردنية ( بترا ).
ويضيف ان الشوبك تأمل بان تعيد القها من جديد بزراعتها للشمندر وقصب السكر كفاكهة تضاف الى التفاح الذي حمل اسمها ايضا . يستند الهباهبة إلى الوثائق الاوروبية وهو يؤكد أن مدينة الشوبك اشتهرت بإنتاج صنف جيد من السُـكـَّـر الذي تميز بنعومته وبياضه وسُـمِّـي بسكر الكرك والشوبك ، أو سكر مونتريال وهو الاسم الذي أطلقه ملك القدس بلدوين على الشوبك ، وتعني جبل الملوك .
وبحسب هذه الوثائق التي أشار اليها الهباهبة في كتاب ألفه بعنوان ( الشوبك في التاريخ والوجدان) ، فان أبناء الشوبك برعوا في صناعة السكر ، وكان سُـكـَّـر الشوبك من بين السلع الشرقية التي كانت تستوردها أسواق فلورنسا بين عامي 1310 ـ 1340 ميلادية . ويقول ان زراعة قصب السكر انتقلت من مدينة الشوبك الى مصر ، عن طريق اصطحاب الملك الظاهر برقوق للعمال والمزارعين المهرة في زراعة قصب السكر وصناعة السكر بعد اعادته الى حكمه في مصر ، حيث ابعد لسنوات في الشوبك .
ويتابع حديثه ان هؤلاء العمال الوافدين المهرة استوطنوا بلدة في منطقة بالقرب من مدينة الزقازيق المصرية وأطلقوا عليها اسم بلدتهم الاصلية (الشوبك) مشيرا إلى انه لغاية أيامنا هذه تقطن في البلدة عائلة كبيرة يطلق عليها اسم عائلة الشوبكي .
ويبين الهباهبة أن المماليك كانوا يحتكرون زراعة قصب السكـَّـر في الأغوار الشمالية القريبة من إربد ، وكانت لهم في الأغوار معاصر لقصب السكـَّـر ، وكان السُـكـَّـر الذي يستخرج من قصبها أجود أنواع السكر المصنوع في بلاد الشام ، مشيرا الى أن آثار مصنع قصب السكر الذي يعود إلى فترة حكم المعظم عيسى في العصر الأيوبي ما زال موجودا إلى يومنا هذا ، وتظهر آثار السواقي التي توصل الماء اليه من عين الماء .
ويقول الكاتب والباحث زياد أبو غنيمة ان الاردن كان يشتهر قديما بزراعة قصب السكر وانه في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي طرحت حكومة هزاع المجالي فكرة تأسيس مصنع لتكرير السكر للمساهمة في تحسين الاوضاع الإقتصادية .
ويؤكد ان الفريق الفني والاقتصادي المكلف بوضع تصور أولي لمشروع إنتاج السُـكـَّـر أوصى بالبدء بإقامة مصنع في الأغوار أو الزرقاء أو صويلح لتكرير السُـكـَّـر الأسود المستورد كخطوة أولى يتبعها إنتاج السُـكـَّـر من الشمندر السُـكـَّـري المنتج من أراضي الأغوار . ويشير ابو غنيمة الى وثائق تبين انه في بداية الستينيات من القرن الماضي أكملت حكومة بهجت التلهوني مشروع دراسة جدوى تأسيس صناعة لإنتاج السُـكـَّـر في المملكة باعتماد زراعة الشمندر السكري ، ولغاية دراسة الجدوى تمت زراعة تجريبية للشمندر على فترتين في أراضي الأغوار وفي الأراضي المرتفعة ( الشفا ) في منطقة إربد .
واوضح ان التوصية جاءت بإقامة مصنع لإنتاج السُـكـَّـر من الشمندر في منطقة دير علا ، متزامنة مع صدور تقرير منظمة الأغذية والزراعة العالمية ( الفاو ) الذي تبنى اعتماد سياسة عدم قصر الزراعة في أراضي الأغوار على الفواكه والخضروات ورشـَّـح الشمندر السُـكـَّـري كصنف جديد لتحقيق سياسة التنويع في الأنماط الزراعية فيها .
ويدعو ابو غنيمة إلى العودة إلى نتائج الدراسة ليتم الاستعانة بها وتنفيذها خاصة أنها تحمل في طياتها جدوى في تحسين الأوضاع الاقتصادية ، وتذهب الدراسة إلى ان صناعة السُـكـَّـر كانت قائمة في شمال المملكة وجنوبها .
ويؤكد مستشار المحاصيل الحقلية للمركز الوطني للبحوث الزراعية المهندس حسين صالح ان الشمندر كان يزرع في المملكة ، ويدل على ذلك وجود معصرة ما زالت آثارها موجودة لغاية الان في منطقة دير علا في الغور الأوسط ، مشيرا إلى أن زراعتها توقفت منذ عصور .
ويقول انه بعد تاسيس المملكة اقتصرت زراعة الشمندر على مساحات محدودة جدا عند بعض المزارعين المتعاقدين مع بعض المؤسسات مثل الفنادق لاستخدامها ، او لتوريدها إلى السوق المحلية بشكل محدود .
ويبين أن مادة الشمندر تحتاج الى كميات كبيرة من الماء العذب تتحدد كميتها بين 600
-800 متر مكعب من الماء للدونم الواحد في الموسم الزراعي ، وفي المناطق الصحراوية تصل الى مئة متر مكعب ، لافتا الى ان ارتفاع الحرارة التي تزيد عن 30 درجة مئوية يؤثر على نسبة السكر في الشمندر في موعد الحصاد ، حيث تتحول مادة الجلكوز الى سكروز يصعب استغلاله للسكر .
ويوضح ان توريد الشمندر إلى المصانع يجب أن يتم خلال 48 ساعة بعد عملية قلعه من الأرض ، ويتناقص كلما تأخر التوريد بحيث تصل نسبة السكر لأقل من خمسين بالمئة بعد أسبوع من الحصاد ، ويتحول الى شمندر علف.
ويبين المهندس صالح أن من أهم أسباب عدم زراعة الشمندر ارتفاع اثمان بذورها التي تصل بعض أصنافها او السلالات الجيدة منها إلى مئة دولار , وان انتاجه موسمي ، الامر الذي يجعل زراعته غير مجدية لتعطل الارض لفترات طويلة ، كما تزيد التكلفة على المزارع الذي يبحث عن الانتاج السريع والمربح ، اضافة الى ان زراعته تحتاج الى مساحات كبيرة مما يقلل التكلفة .
لكنه يرى ان تفتيت المساحات المخصصة للزراعة في الوقت الحاضر يقف حائلا امام زراعة الشمندر في المملكة .