إذا ما تحولت الاحتجاجات إلى ثورة تطيح بنظام الحكم في مصر فإن تداعيات ذلك على العالم العربي وعلى السياسة الغربية في الشرق الأوسط ستكون هائلة.
فمصر مهمة، وبصورة لا تنطبق على تونس الصغيرة التي كانت العامل المساعد الرئيسي في موجة الاحتجاجات الحالية.
فهي ـ أشد الدول العربية من ناحية الكثافة السكانية ـ يمكن أن تقرر زخم السياسات العربية إما باتجاه إسرائيل أو إيران أو من ناحية السعي للحصول على إجماع عربي حول القضايا الهامة.
فقبل كل شيء فقد تمتعت الدولة المصرية تقليديا بقوة وصلابة جعلت انهيارها أمرا لا يمكن تخيله.
وحتى الآن، ومع كل ما يجري مما لا يمكن الحكم على ما سيأتي، إذ قد تصمد الدولة وهياكلها الرئيسية، بدون أو بحسني مبارك رئيس البلاد على مدى العقود الثلاثة الماضية.
ورقة الإسلام الصعبة
فإذا ما حدث فراغ سياسي في مصر، فمن الذي يرجح أن يملأه؟،لقد كان هناك تأييد دولي للاحتجاجات المصرية ضد مبارك.
فهل يمكن للجيش القوي أن يعيد إرساء الاستقرار؟،وإذا ما فعل ذلك، فهل سيقبل المحتجون ذلك؟ أم سيحاولون ـ كنظرائهم في تونس ـ ممارسة ضغط عليه لإحداث تغيير جذري.
وهل ستقوم جماعة الإخوان المسلمين التي تثير قلق صناع السياسة الغربية بأشد ما يمكن" باستغلال هذه الاحتجاجات للوصول إلى السلطة؟
الآن يبدو هذا السيناريو أمرا بعيد التحقق. فالجماعة تحاول الاستيلاء على ما قام به الشباب والذي كان في معظم الأحيان بلا زعامة لصالحها.وهي الآن ليست في المقدمة، لكنها تحاول اللحاق بالركب.
إلا أن الوضع غير مستقر. فقد تظهر زعامات جديدة ـ قومية أو إسلامية، مدنية أو عسكرية ـ إذا ما لفت الفوضى البلاد.
عواقب إقليميةوإذا ما سقط نظام مبارك ( وهذه إذا كبيرة جدا) فإن تداعيات ذلك ستؤثر تقريبا على جميع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة وعلى كل قضية رئيسية.
فبالنسبة للحكام الفرديين العرب، سيمثل ذلك ما ينتظرهم بشكل أكثر درامية مما مثله سقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس.
إن ما يجري يعطي للمحتجين العرب زخما كبيرا، مما يعزز فكرة أن المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة من "سلطة الشعب".
وسيشكل ضربة لعملية السلام الضعيفة أصلا. فمصر كانت أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل. وكان ذلك عام 1979. وإذا ما تغير النظام فسيثير هذا قلق زعماء إسرائيل ويعمق الشعور بالحصار بين الإسرائيليين.
وسيؤثر على شعور الثقة لدى قطاع عام في المنطقة وحتى على المستوى الدولي وخاصة إذا ما ارتفعت الأسعار بشدة.
وأخيرا سيشكل مأزقا مؤلما لصناع السياسة الغربية الذين حبذوا الإصلاح السياسي التدريجي في المنطقة خشية أن يكون البديل انهيار الاستقرار وازدياد التطرف.
في هذه اللحظة يتسمر الحكام العرب ومواطنوهم إلى شاشات أجهزة التليفزيون والكمبيوتر والهواتف المحمولة لمعرفة كيفية تطور الأحداث.
وسيمر وقت طويل قبل أن يخمد الدخان وتسكت القنابل المسيلة للدموع، ويبدأ الوجه الجديد لهذه المنطقة المضطربة بالظهور.
فمصر مهمة، وبصورة لا تنطبق على تونس الصغيرة التي كانت العامل المساعد الرئيسي في موجة الاحتجاجات الحالية.
فهي ـ أشد الدول العربية من ناحية الكثافة السكانية ـ يمكن أن تقرر زخم السياسات العربية إما باتجاه إسرائيل أو إيران أو من ناحية السعي للحصول على إجماع عربي حول القضايا الهامة.
فقبل كل شيء فقد تمتعت الدولة المصرية تقليديا بقوة وصلابة جعلت انهيارها أمرا لا يمكن تخيله.
وحتى الآن، ومع كل ما يجري مما لا يمكن الحكم على ما سيأتي، إذ قد تصمد الدولة وهياكلها الرئيسية، بدون أو بحسني مبارك رئيس البلاد على مدى العقود الثلاثة الماضية.
ورقة الإسلام الصعبة
فإذا ما حدث فراغ سياسي في مصر، فمن الذي يرجح أن يملأه؟،لقد كان هناك تأييد دولي للاحتجاجات المصرية ضد مبارك.
فهل يمكن للجيش القوي أن يعيد إرساء الاستقرار؟،وإذا ما فعل ذلك، فهل سيقبل المحتجون ذلك؟ أم سيحاولون ـ كنظرائهم في تونس ـ ممارسة ضغط عليه لإحداث تغيير جذري.
وهل ستقوم جماعة الإخوان المسلمين التي تثير قلق صناع السياسة الغربية بأشد ما يمكن" باستغلال هذه الاحتجاجات للوصول إلى السلطة؟
الآن يبدو هذا السيناريو أمرا بعيد التحقق. فالجماعة تحاول الاستيلاء على ما قام به الشباب والذي كان في معظم الأحيان بلا زعامة لصالحها.وهي الآن ليست في المقدمة، لكنها تحاول اللحاق بالركب.
إلا أن الوضع غير مستقر. فقد تظهر زعامات جديدة ـ قومية أو إسلامية، مدنية أو عسكرية ـ إذا ما لفت الفوضى البلاد.
عواقب إقليميةوإذا ما سقط نظام مبارك ( وهذه إذا كبيرة جدا) فإن تداعيات ذلك ستؤثر تقريبا على جميع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة وعلى كل قضية رئيسية.
فبالنسبة للحكام الفرديين العرب، سيمثل ذلك ما ينتظرهم بشكل أكثر درامية مما مثله سقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس.
إن ما يجري يعطي للمحتجين العرب زخما كبيرا، مما يعزز فكرة أن المنطقة قد دخلت مرحلة جديدة من "سلطة الشعب".
وسيشكل ضربة لعملية السلام الضعيفة أصلا. فمصر كانت أول دولة عربية توقع اتفاقية سلام مع إسرائيل. وكان ذلك عام 1979. وإذا ما تغير النظام فسيثير هذا قلق زعماء إسرائيل ويعمق الشعور بالحصار بين الإسرائيليين.
وسيؤثر على شعور الثقة لدى قطاع عام في المنطقة وحتى على المستوى الدولي وخاصة إذا ما ارتفعت الأسعار بشدة.
وأخيرا سيشكل مأزقا مؤلما لصناع السياسة الغربية الذين حبذوا الإصلاح السياسي التدريجي في المنطقة خشية أن يكون البديل انهيار الاستقرار وازدياد التطرف.
في هذه اللحظة يتسمر الحكام العرب ومواطنوهم إلى شاشات أجهزة التليفزيون والكمبيوتر والهواتف المحمولة لمعرفة كيفية تطور الأحداث.
وسيمر وقت طويل قبل أن يخمد الدخان وتسكت القنابل المسيلة للدموع، ويبدأ الوجه الجديد لهذه المنطقة المضطربة بالظهور.