خلال الفترة الماضية، ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني بشكل واضح، و قد شهدنا الجنيه يحقق مكاسب واضحة مقابل العديد من العملات الأجنبية منها الدولار الأمريكي. أشارت توقعات المتداولين بأن البنك البريطاني قد يقوم برفع سعر الفائدة أو على الأقل أن يقوم بتغيير سياساته المالية بإيقافها أو تخفيض المبلغ المخصص لها، و كانت هذه التوقعات المتطرفة نوعاً ما مبنية على ارتفاع مستوى التضخم. لكن البنك البريطاني ارتأى اليوم أن يترك سياساته المالية و النقدية و شأنها، فترك سعر الفائدة عند مستوى 0.50% و هو الأدنى تاريخياً، و كذلك قام بالاحتفاظ في سياسة برنامج شراء الأصول عند مستوى 200 مليار جنيه إسترليني.
الانكماش الذي حصل في الناتج المحلي الإجمالي البريطاني خلال الربع الرابع من العام الماضي كان لا بد أن ينظر أعضاء البنك البريطاني على أنه موضوع لا يجب إهماله، فسياسات التقشّف الحكومية إلى جانب حالة عدم الاستقرار التي يشهدها الاقتصاد البريطاني كان لا بد أن يقابل بمثل القرار الذي اتخذ هذا اليوم، لكن المتداولين كانوا متفائلين تجاه أسعار الفائدة بشكل مفرط، و السؤال الذي يطرح نفسه الآن، هل سوف يدفع أنصار الجنيه ثمن إيجابيتهم المفرطة؟
بحسب التحليل الفني، ما زال سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي يتداول حول مستوى الدعم 1.6040 بالرغم من أنه حقق الأدنى عند مستوى 1.6009، و التداول فوق ذلك المستوى قد يكون سبباً لإفشال الضغوط السلبية على الجنيه الإسترليني. بشكل عام، تداول الجنيه الإسترليني فوق مستوى 1.5965 يعتبر إيجابياً، و الموجة الهابطة الحالية اللحظية التي بدأت من الأعلى الذي حققه الجنيه مقابل الدولار الأمريكي عند 1.6110 أصبحت أكثر ضعفاً في هذه اللحظات.
ننصح بتوخي الحذر الآن، فالاتجاه الصاعد القوي الذي اتخذه الزوج سابقاً كان بفعل توقعات رفع الفائدة، و بعد أن احتفظ البنك البريطاني في سعر الفائدة الحالي، قد تستمر الضغوط السلبية إلا إذا علّق المتداولون آراءهم من جديد على نتيجة التصويت في البنك التي سوف يتم الإعلان عنها لاحقاً، و هذا ما قد يبقي العزم الصاعد للجنيه الإسترليني بشكل عام. لكن بالنسبة لنا نحن، فبيانات الإنتاج الصناعي التي أظهرت انكماش القطاع خلال شهر كانون الأول-ديسمبر/2010 الماضي قد تكون إثباتاً بأن البنك البريطاني سوف يفكّر مراراً قبل أن يخطو خطوة واحدة لتغيير اتجاه السياسيات المالية أو النقدية فيه.
نحن في انتظار بيانات سوق العمل الأمريكي بعد قليل، و هذه البيانات تشير توقعاتها إلى احتمال انخفاض مطالبات العاطلين عن العمل خلال الأسبوع المنتهي في 29/كانون الأول-يناير/2011 إلى 410 ألف طلب. و كذلك لاحقاً سوف نكون مع عدّة بيانات أمريكية توقعاتنا بشكل عام تبدي إيجابية. لكن في المقابل، كانت بيانات أوروبا هذا اليوم جيدة في أغلبها و قد أشارت إلى نمو غير متوقع في الإنتاج الصناعي الفرنسي مقداره 0.3% خلال شهر كانون الأول-ديسمبر الماضي و كذلك انكماش لكن أقل مما كان متوقعاً في الإنتاج التصنيعي. تقرير البنك الأوروبي أظهر اتجاهاً نحو أحقية دعم الاقتصاد، لكن مع عدم إهمال التضخم.
باختلاط توقعات البيانات الأمريكية مع البيانات الأوروبية التي اتجهت نحو توقعات أن يستمر البنك الأوروبي في دعم الاقتصاد، انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي بعد ملامسته للأعلى عند مستوى 1.3735 لينخفض بشكل تدريجي نحو مستوى 1.3611 دولار لليورو الواحد. الانخفاض الذي شهده سعر صرف اليورو يقرّبنا أكثر فأكثر من مستوى 1.3575 الذي يعتبر فاصلاً هاماً للزوج بين احتمال استمرار التصحيح لاختبار مستوى 1.3500 كأقرب مستوى دعم بعد الأول، أو أن يفشل الزوج في وصول أو في تحقيق كسر 1.3575 ليعود و يختبر مستويات 1.3665 و التي بالاستقرار فوقها قد نرى اتجاهاً نحو اختبار 1.3745.
إن الدولار الأمريكي يعيش أيام العسل مقابل الين الياباني! حيث نراه يرتفع للأسبوع الثاني على التوالي ليحقق هذا اليوم الأعلى له عند مستوى 82.83 ين للدولار الأمريكي الواحد بعد أن ارتفع من الأدنى له عند 82.31 ين للدولار. لا نستطيع أن نشير إلى أن الثقة الكبيرة في الأسواق المالية دفعت الين الياباني للانخفاض، إذ أننا نرى أداءً سلبياً في مؤشرات الأسهم و العديد من السلع في العالم، لكن ما يمكن الإشارة له هو أن الدولار الأمريكي يشهد موجة صاعدة مقابل الين الياباني بسبب طلبات على الدولار على حساب الين الياباني الذي يتعرّض لعمليات بيع بعد الاقتراب سابقاً من دخول مستويات ما دون 81.00 التي بدأت عندها في وقت سابق من العام الماضي أحاديث بأن البنك الياباني قد يتدخّل في سعر صرف الين لإضعافه إثر تأثير ارتفاع سعر صرف الين الياباني سلباً على الاقتصاد.
بحسب التحليل الفني، يتداول سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في هذه اللحظات بين مستوى الدعم 82.50 و مستوى المقاومة 83.20 و يتداول حول مستويات 82.75 التي تمثّل فاصلاً لحظياً بين احتمال اختبار الدعم أو الاستمرار في الارتفاع لاختبار مستوى المقاومة الأقرب.