اعلن نظام العقيد الييبي معمر القذافي الجمعة وقف اطلاق النار، فيما يتاهب
المجتمع الدولي لاستهدافه بضربات جوية بعد صدور قرار مجلس الامن بهذا الشأن
ليل الخميس الجمعة.وقال قائد الثوار الليبيين العقيد خليفة حفتير
الجمعة ان اعلان قوات العقيد معمر القذافي وقف اطلاق النار "ليس امرا مهما"
بالنسبة للمعارضة، معتبرا انها خدعة من القذافي.
واضاف "القذافي لا يقول الحقيقة أبدا، العالم كله يعلم ان القذافي كاذب، هو وابناؤه وعائلته وكل من هم معه كاذبون".
وكان
وزير الخارجية الليبي موسى كوسا اعلن بعد ظهر الجمعة وقف اطلاق النار
وجميع العمليات العسكرية فورا استجابة لقرار مجلس الامن الصادر ليل الخميس
الجمعة.
وقال "ليبيا حريصة على حماية كل المدنيين وتقديم الخدمات
الانسانية لهم، واحترام حقوق الانسان والالتزام بالقانون الدولي واتخاذ
جميع الاجراءات لسلامة الرعايا الاجانب الموجودين على اراضيها".
واكد التزام بلاده بما "تضمنه القرار 1973 بشأن حماية المدنيين ووحدة التراب الليبي".
واضاف ان "الدولة تشجع فتح قنوات الحوار مع جميع الاطراف بخطوات جادة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي".
غير
ان كوسا اعرب عن استغراب بلاده "قرار استخدام القوة العسكرية" معتبرا انه
"خروج خارق على ميثاق الامم المتحدة ومساس بالسيادة الوطنية".
ولم يتسن التأكد من التزام قوات القذافي فعلا بهذا الاعلان.
وتعامل
المجتمع الدولي بحذر مع اعلان نظام القذافي وقف اطلاق النار. فقال رئيس
الوزراء الاسباني لويس رودريغز ثاباتيرو ان النظام الليبي لن يستطيع خداع
المجتمع الدولي، وسيتم التأكد بكافة الوسائل من احترام قرار مجلس الامن.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الجمعة ان الولايات المتحدة "تريد افعالا في ليبيا وليس مجرد كلام".
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاترين اشتون ان الاتحاد الاوروبي "يدرس" حاليا وقف اطلاق النار الذي اعلنه النظام الليبي.
واضافت
"من وجهة النظر العسكرية يعود الى المخططين العسكريين البت في ما يتوجب
فعله والامر يتعلق بمعنى اعلان وقف اطلاق النار وتطبيقه" في الوضع العام.
وتابعت ان الرأي العام هو ان "القذافي يجب ان يرحل ونظامه يجب ان ينتهي".
وكان القذافي توعد ليل الخميس الجمعة بان "يحول الى جحيم" حياة الذين يمكن ان يهاجموا ليبيا.
وقال
القذافي في مقابلة مع التلفزيون البرتغالي اجريت معه قبيل تبني قرار مجلس
الامن الدولي "ما هذه العنصرية ما هذه الكراهية ما هذا الجنون؟".
واضاف "اذا العالم اصبح مجنونا فنحن سنصبح مجانين سنرد عليهم سنحول حياتهم الى جحيم حتى لا ينعموا بالسلام".
وقبيل اعلان قرار مجلس الامن، اكد المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ان الضربات العسكرية على قوات القذافي لم تعد سوى مسألة وقت.
واوقفت الوكالة الاوروبية للمراقبة الجوية (اوروكونترول) الرحلات المدنية الى ليبيا.
ومساء
الخميس، اعتمد مجلس الامن الدولي بعد ثلاثة ايام من المفاوضات الشاقة
قرارا يفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا يجيز استخدام القوة ضد نظام الزعيم
معمر القذافي لمنعه من شن هجمات على المدنيين.
ويجيز القرار الذي
تبناه مجلس الامن بموافقة عشرة اصوات وامتناع خمسة عن التصويت، استخدام "كل
التدابير الضرورية" لحماية المدنيين وفرض وقف اطلاق النار على تشكيلات
الجيش الليبي، بما في ذلك تنفيذ ضربات جوية، لكنه لا يجيز احتلال اي جزء من
ليبيا.
وبدأ عدد من الدول الجمعة بالاستعداد للمشاركة في هذه العملية، منها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وقطر وكندا وايطاليا.
أما الصين وروسيا والمانيا والبرازيل والهند، فقد امتنعت عن التصويت مبدية معارضتها "استخدام القوة العسكرية في العلاقات الدولية".
وحذرت برلين من مخاطر التدخل العسكري فيما استبعدت موسكو مشاركتها.
من
جانبهم توصل الاوروبيون الجمعة الى اتفاق مبدئي بشان فرض عقوبات جديدة
معززة ضد احد عشر شخصا، وخصوصا اعضاء في حكومة القذافي، وتسع كيانات ليبية
جديدة، كما افادت مصادر دبلوماسية.
وهذه العقوبات - تجميد اصول وعدم
منح تاشيرات دخول - سيتبناها وزراء خارجية الدول ال27 رسميا الاثنين،
وستعقبها في الايام المقبلة سلسلة عقوبات اضافية لتتوافق كليا مع تلك التي
فرضتها الامم المتحدة، كما اعلن هؤلاء الدبلوماسيون.
من جانبها جددت جامعة الدول العربية دعمها فرض حظر جوي على ليبيا.
ومن
المقرر عقد قمة اوروبية افريقية عربية حول ليبيا السبت في باريس، بحضور
الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، وفقا للجامعة العربية.
وكانت
القوات الموالية للقذافي استعادت في الايام الماضية مناطق واسعة من البلاد
انسحب من الثوار تحت ضغط القصف الجوي والارضي، وتواصلت المعارك صباح
الجمعة في شرق البلاد وغربها.
وفي غرب البلاد، قصفت القوات الموالية
للقذافي مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) كما افاد متحدث باسم الثوار.
أما في الشرق فإن معارك دارت في محيط اجدابيا. وسمع مراسل فرانس برس دوي
انفجارات مصدرها مدينة الزويتينة (30 كلم شمال غرب اجدابيا).
وفي طرابلس سمع دوي انفجارات قوية متقطعة وبعيدة في وسط العاصمة من دون التمكن من تحديد مصدرها، كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وسمع شهود ومراسلون متواجدون في العاصمة الليبية ايضا دوي سلسلة من ستة الى ثمانية انفجارات.
وفي
بنغازي، معقل المعارضة الليبية، سادت فرحة عارمة ليل الخميس الجمعة بعد
صدور قرار مجلس الامن، لكن الهدوء ظل مخيما على المدينة صباح الجمعة رغم
تهديدات القذافي، على ما افاد مراسلو فرانس برس.
واعلن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي الجمعة في مدريد ان مرتكبي الجرائم ضد المدنيين في ليبيا "سيحاكمون".
ودعا بان كي مون السلطات الليبية الى "الكف فورا عن اي اعمال عدائية ضد المدنيين".
واضاف "الهجمات المسلحة ضد المدنيين العزل تشكل انتهاكا لحقوق الانسان، وكل الذين ارتكبوا او سيرتكبون جرائم كهذه سيحاكمون".
كما حذر مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو الجمعة من ان أي هجوم على المدنيين في بنغازي سيعتبر جريمة حرب.
وقال مورينو اوكامبو لصحافيين في لاهاي ان "اي هجوم عشوائي على مدنيين سيشكل جريمة حرب".
وقد فر من ليبيا حوالى 300 الف شخص، بحسب الامم المتحدة التي تتوقع ان يستمر تدفق النازحين بمعدل 1500 الى الفي شخص يوميا.
تراجعت اسعار النفط لدى افتتاح جلسة التداول الجمعة في نيويورك بعد اعلان الحكومة الليبية وقف جميع العمليات العسكرية في هذا البلد.
وقرابة الساعة 13,10 ت.غ، هبط سعر برميل النفط المرجعي الخفيف في سوق نيويورك، تسليم نيسان/ابريل، 23 سنتا ليصل الى 101,19 دولار.
وفي لندن، انخفض سعر برميل النفط المرجعي لبحر الشمال (برنت)، تسليم ايار/مايو، 78 سنتا ليصل الى 114,12 دولارا.
ويأتي
ذلك بعد اعلان السلطات الليبية الجمعة وقف اطلاق النار وجميع العمليات
العسكرية استجابة لقرار مجلس الامن الدولي الصادر ليل الخميس الجمعة.