أميمة أحمد-الجزائر
عقد التحالف الوطني للتغيير أمس الجمعة تجمعا شعبيا في قاعة الأطلس بحي باب
الواد الشعبي في العاصمة الجزائر حيث طرح رسالة التحالف من أجل التغيير
أمام جمهور لا يتجاوز
عدده ألف شخص.
وشدد التحالف على عدة نقاط، منها ضرورة التحالف ضد الفساد والتزوير
والممارسات المشبوهة والتحايل على المؤسسات الدستورية، وأن النظام القائم
أصبح خطرا على سلامة البلاد واستقرارها، مؤكدا العمل على التغيير الجذري
لإرساء الديمقراطية الحقيقية ورفض أي إملاءات خارجية.
وبحسب القائمين على التحالف ترمي المبادرة إلى "تعبئة جميع قوى التغيير على
مختلف مشاربها لعقد مؤتمر وطني يفضي إلى وضع أسس بناء دولة المؤسسات
وإنهاء الأحادية واحتكار السلطة، ويؤسس لنظام برلماني".
بيد أن التحالف لم يذكر الوسيلة لتحقيق التغيير المنشود وهو ما وصفه
الدكتور إسماعيل حريتي رئيس مركز أمل الأمة للبحوث والدراسات الإستراتيجية
"بغياب رؤية إستراتيجية للتغيير". وقال للجزيرة نت "لا يكفي أن نوصّف
الواقع ونتحدث عما نريد تغييره، فالأهم كيف نصل لما نريد".
انسحاب
بيد أن هذا التجمع الشعبي –الذي يعد الأول للتحالف الوطني للتغيير- شهد
انسحاب حركة الانفتاح وهي أحد الأحزاب المنضوية تحت لواء هذا التجمع
السياسي الواسع لأحزاب المعارضة في الجزائر.
وبرر عمر بوعشة رئيس الحركة انسحابه بسبب تهميش حزبه وقال للجزيرة نت
"انسحبنا لأن حركة الإصلاح (حزب إسلامي) دعت المنشقين عن حركة مجتمع السلم
(حمس–إسلامي) ليعملوا مجموعة منهم وإليهم، ونحن كحزب سياسي معتمد ولنا
تمثيل في البرلمان والمجالس المحلية البلدية والولائية دخلنا معهم في
التحالف لنجد الحلول الملائمة للبلاد".
وردا على سؤال الجزيرة عن كون اعتراضهم جاء على الإسلاميين فحسب، قال بوعشة
"إن هؤلاء الإخوة ليس هنا محلهم، تصرفوا بتحيز بإعطاء الكلمة للمنشقين عن
حمس، ولجماعة الإصلاح، ولمن في جماعتهم، ونحن الخط الوطني أصبحنا مهمشين،
ولم يعطوني الفرصة لأتكلم وكنا مبرمجين في مداخلة، ينادون بالديمقراطية ولا
يحترمونها".
القاسم المشترك
وقلل عبد المجيد مناصرة نائب رئيس حركة الدعوة والتغيير (الجناح المنشق عن
حركة مجتمع السلم، وأحد أطراف التحالف الرئاسي) من أهمية هذا الانسحاب.
وقال مناصرة للجزيرة نت "هذا تحالف قوى سياسية واجتماعية وشخصيات وهو مفتوح
للجميع، فهو ليس حزبا وليس تكتلا صما، فخروجه لا يضر التغيير في شيء ولا
يضر التحالف، القاسم المشترك هو التغيير، ونتعاون من أجل تغيير النظام
سلميا".
وفي رده على سؤال للجزيرة نت عمن يقوم بالتغيير، قال مناصرة "الفرصة الآن
لدى النظام، بيد الرئيس أن يستجيب للمطالب بالحوار وإصلاح الدستور، وإن
تأخر كثيرا سيأخذ الشعب زمام المبادرة، ونحن نريد أن يكون التغيير سلميا،
وبيد جميع القوى السياسية والاجتماعية، تغيير يحفظ الجزائر ويحقن الدماء".
المشكلة والحل
وتعددت في الآونة الأخير مبادرات التغيير في وقت تشهد الجزائر احتجاجات
مطلبية يومية في مختلف القطاعات قد تفاجِئ السلطة والمعارضة بانفجار شعبي
نتيجة تدهور المعيشة وتفشي البطالة وارتفاع الأسعار حسب ما يرى بعض
المراقبين.
من جانبه يرى الخبير الاقتصادي بشير مصيطفي أنه لم يعد مجديا شراء السلم
الاجتماعي لأن خزينة الدولة لا تحتمل إنفاق ريع البترول، مشيرا إلى أن الحل
يتمثل بتوفير فرص عمل منتجة ودائمة للشباب، وإعادة عجلة الاقتصاد في
مؤسسات الدولة.