فزعة عشائرية
تعبيرية بريشة عماد حجاج
تعبيرية بريشة عماد حجاج
خاص بخبرني
كتب حازم مبيضين
قبل أن نستمع أو نقرأ إشادات بعشائرنا,
وأخلاقها وقيمها, وهجوماً على موقف سيكون بالتأكيد نابعاً من عدم فهم
المقصود, نود تأكيد احترامنا لكل ما هو إيجابي في مجتمعنا بما فيه العشائر
التي تشكل معيناً للنبل والطيب والأصالة, البارزة عن مختلف أطياف مجتمعنا,
وبحيث يبدو واضحاً انتساب أبناء المدن – وإن طال بهم المقام فيها – إلى
عشائرهم بكل قيمها النبيلة, لكن من حقنا ونحن نلاحظ بعض السلبيات الغريبة
عن أخلاق هذه العشائر وقيمها أن نسأل...
وأخلاقها وقيمها, وهجوماً على موقف سيكون بالتأكيد نابعاً من عدم فهم
المقصود, نود تأكيد احترامنا لكل ما هو إيجابي في مجتمعنا بما فيه العشائر
التي تشكل معيناً للنبل والطيب والأصالة, البارزة عن مختلف أطياف مجتمعنا,
وبحيث يبدو واضحاً انتساب أبناء المدن – وإن طال بهم المقام فيها – إلى
عشائرهم بكل قيمها النبيلة, لكن من حقنا ونحن نلاحظ بعض السلبيات الغريبة
عن أخلاق هذه العشائر وقيمها أن نسأل...
ما معنى أن يتجمع العشرات من شباب أي عشيرة
أردنية, لإعلان دعمهم لواحد من أبناء العشيرة تحوم حوله شبهة فساد,
والأنكى أن يتجمعوا للدفاع عن فاسد نال حكماً قضائياً, خصوصاً ونحن ندرك
الدور الإيجابي للعشيرة في الأردن, ونستهجن محاولات الفاسدين لصبغ ذلك
الدور بسلبية بغيضة, تتمثل في الدفاع عن الفاسدين, والانتصار لهم بدعوى
أنهم مستهدفون من قوى, لاتزال في نظرنا خفية, أو بالأصح أنها وهمية
ومخترعة, ويبدو شديد الغرابة تجييش العشيرة للدفاع عن متهم بالفساد, وهو
عندنا بريئ حتى تثبت إدانته, ونحن هنا أمام توظيف خاطئ لفكرة التضامن بين
أبناء العشيرة, ونؤشر إلى حالة عامة يتكرس فيها هذا الفهم, فهناك عشائر
تدافع عن محكومين بالفساد من أبنائها, وهناك عشائر تدافع عن متهمين لم
يمثلوا بعد أمام المحكمة, لكن الإدعاء العام وجه إليهم تهماً محددة وثابتة
بالفساد. لانهمس في أذن أبناء العشائر التي نعتز بالانتماء إليها, وإلى
أخلاقها وقيمها النبيلة, لكننا نصرخ بأعلى الصوت بأن الفساد قضية يجب أن
تكون مرفوضة من الجميع, وأن الفاسد لاينتمي لعشيرته, لأنه فاقد للإنتماء
لوطنه.
أردنية, لإعلان دعمهم لواحد من أبناء العشيرة تحوم حوله شبهة فساد,
والأنكى أن يتجمعوا للدفاع عن فاسد نال حكماً قضائياً, خصوصاً ونحن ندرك
الدور الإيجابي للعشيرة في الأردن, ونستهجن محاولات الفاسدين لصبغ ذلك
الدور بسلبية بغيضة, تتمثل في الدفاع عن الفاسدين, والانتصار لهم بدعوى
أنهم مستهدفون من قوى, لاتزال في نظرنا خفية, أو بالأصح أنها وهمية
ومخترعة, ويبدو شديد الغرابة تجييش العشيرة للدفاع عن متهم بالفساد, وهو
عندنا بريئ حتى تثبت إدانته, ونحن هنا أمام توظيف خاطئ لفكرة التضامن بين
أبناء العشيرة, ونؤشر إلى حالة عامة يتكرس فيها هذا الفهم, فهناك عشائر
تدافع عن محكومين بالفساد من أبنائها, وهناك عشائر تدافع عن متهمين لم
يمثلوا بعد أمام المحكمة, لكن الإدعاء العام وجه إليهم تهماً محددة وثابتة
بالفساد. لانهمس في أذن أبناء العشائر التي نعتز بالانتماء إليها, وإلى
أخلاقها وقيمها النبيلة, لكننا نصرخ بأعلى الصوت بأن الفساد قضية يجب أن
تكون مرفوضة من الجميع, وأن الفاسد لاينتمي لعشيرته, لأنه فاقد للإنتماء
لوطنه.
والفاسد لايتحلى بالأخلاق النبيلة لعشائر
هذا الوطن, وإنما هو كائن يحمل في ذاته مجموعة من الأمراض, التي تفرض علينا
جميعا الإبتعاد عنه, وإدانة سلوكه الذي لايقل في توصيفه عن الخيانة, ونصرخ
بأعلى الصوت كيف سنحارب الفساد إن كنا ننتصر لرابطة الدم, باعتبار أن لها
الأولوية على رابطة الوطن الأسمى والأنبل, ونسأل كيف لنا أن نستعيد من
الفاسدين الأموال التي جنوها بفسادهم, دون أي اعتبار منهم لأثر ذلك على
الوطن والمواطنين, إن كان كل واحد سيفزع لإبن عشيرته حتى ولو حكمه القضاء
النزيه بالفساد.
هذا الوطن, وإنما هو كائن يحمل في ذاته مجموعة من الأمراض, التي تفرض علينا
جميعا الإبتعاد عنه, وإدانة سلوكه الذي لايقل في توصيفه عن الخيانة, ونصرخ
بأعلى الصوت كيف سنحارب الفساد إن كنا ننتصر لرابطة الدم, باعتبار أن لها
الأولوية على رابطة الوطن الأسمى والأنبل, ونسأل كيف لنا أن نستعيد من
الفاسدين الأموال التي جنوها بفسادهم, دون أي اعتبار منهم لأثر ذلك على
الوطن والمواطنين, إن كان كل واحد سيفزع لإبن عشيرته حتى ولو حكمه القضاء
النزيه بالفساد.
بين يدينا الكثير من الحالات لكننا لن نسمي
حفاظاً على كرامة العشيرة الاردنية, التي ما عرفناها الا عنواناً للحق
وراية للنبل ومركزاً للنزاهة والعدالة, وهي التي نلجأ لشيوخها ليكونوا قضاة
بيننا حين نختلف, هؤلاء الشيوخ الذين اعتادوا أن يدفعوا من جيوبهم لاصلاح
ذات البين, وهي التي تبوأ العديد من أبنائها مناصب رفيعة, غادروها فقراء
الا من السمعة العطرة والترحم على أيامهم, ولنا في حابس وهزاع المجالي
ووصفي التل وصلاح السحيمات ومشهور حديثه وذوقان الحسين والقاضي موسى الساكت
ومنيف الرزاز وفلاح المدادحه وكايد عبيدات ونمر الحمود وعبد الباقي جمو
ويوسف العظم وحمد الفرحان, والمؤكد أن هناك آلافاً من الاسماء لايتسع
المجال لذكرها, لنا في كل هؤلاء نموذجاً على إبداع العشيرة الأردنية, في
تقديم الأفضل والأنبل والأقدر للخدمة العامة, وسيكون معيباً أن تتصدى عشيرة
لمحاولة حماية فاسد من أفرادها, أو تقديم الدعم له, أو التستر عليه, وسنظل
على ثقة أن ذلك وإن حصل ليس من أخلاق عشائرنا التي سنظل نفتخر بقيمها
النبيلة
حفاظاً على كرامة العشيرة الاردنية, التي ما عرفناها الا عنواناً للحق
وراية للنبل ومركزاً للنزاهة والعدالة, وهي التي نلجأ لشيوخها ليكونوا قضاة
بيننا حين نختلف, هؤلاء الشيوخ الذين اعتادوا أن يدفعوا من جيوبهم لاصلاح
ذات البين, وهي التي تبوأ العديد من أبنائها مناصب رفيعة, غادروها فقراء
الا من السمعة العطرة والترحم على أيامهم, ولنا في حابس وهزاع المجالي
ووصفي التل وصلاح السحيمات ومشهور حديثه وذوقان الحسين والقاضي موسى الساكت
ومنيف الرزاز وفلاح المدادحه وكايد عبيدات ونمر الحمود وعبد الباقي جمو
ويوسف العظم وحمد الفرحان, والمؤكد أن هناك آلافاً من الاسماء لايتسع
المجال لذكرها, لنا في كل هؤلاء نموذجاً على إبداع العشيرة الأردنية, في
تقديم الأفضل والأنبل والأقدر للخدمة العامة, وسيكون معيباً أن تتصدى عشيرة
لمحاولة حماية فاسد من أفرادها, أو تقديم الدعم له, أو التستر عليه, وسنظل
على ثقة أن ذلك وإن حصل ليس من أخلاق عشائرنا التي سنظل نفتخر بقيمها
النبيلة