القاهرة (رويترز) - شارك ألوف المصريين يوم الجمعة في مظاهرات بالقاهرة
ومدينتين ساحليتين للمطالبة بسرعة محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك
ومساعديه المحبوسين احتياطيا على ذمة التحقيقات وأكدوا رفضهم قبول
أي أعتذار يتقدم به الرئيس السابق عن أفعال لم تكن ترضي معارضيه والتنازل عن ممتلكاته مقابل عفو عنه.
وردد بضعة ألوف من المتظاهرين في ميدان التحرير هتافات من بينها "اعتذار
اعتذار.. دول بتوع ضرب النار". كما رفعوا لافتات كتبت على إحداها عبارة
"وحشتنا يا ريس نفسنا نشوفك خلف القضبان".
ومبارك (83 عاما) محبوس احتياطيا منذ نحو خمسة أسابيع بتهم تتصل بقتل
والشروع في قتل المتظاهرين الذين سقطوا خلال الانتفاضة الشعبية التي أطاحت
به وكذلك بتهم تتصل بالتربح وإهدار المال العام.
ومنذ احتجازه ينزل مبارك في مستشفى شرم الشيخ الدولي بمنتجع شرم الشيخ على
البحر الاحمر بعد جدل حول ما اذا كانت ظروفه الصحية تسمح بنقله الى مستشفى
سجن في جنوب القاهرة.
ويوم الثلاثاء أمر جهاز الكسب غير المشروع باخلاء سبيل سوزان زوجة مبارك
بعد أيام من حبسها لمدة 15 يوما على ذمة التحقيق بتهمة تضخم غير مشروع في
ثروتها مما جعل مصريين يتوقعون أن هناك تساهلا من جانب المجلس الاعلى
للقوات المسلحة مع مبارك وزوجته وكبار مساعديه المبحوسين احتياطيا.
لكن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قال انه لا يتدخل في عمل القضاء.
وكانت سوزان ثابت قدمت قبل إخلاء سبيلها تنازلا عن أرصدة بلغت 24 مليون
جنيه كما وافقت على الكشف عن حساباتها المصرفية في الداخل والخارج.
وحكمت محكمة جنايات القاهرة يوم الخميس بمد الحبس الاحتياطي لمساعد بارز
لمبارك لمدة 30 يوما بعد يومين من حكم أصدرته محكمة أقل درجة باخلاء سبيله
بكفالة 200 ألف جنيه (33600 دولار).
وفي مدينة الاسكندرية المطلة على البحر المتوسط ردد ألوف المتظاهرين
هتافات تقول "لا لا للاعتذار دم الشهدا مش هزار" و"يا مبارك يا جبار بينا
وبينك دم ونار" و"يا طنطاوي بيه حسني في شرم بيعمل أيه.." وذلك في اشارة
الى المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يدير
شؤون مصر منذ اسقاط مبارك في انتفاضة شعبية في فبراير شباط.
ورفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات منها "لا بديل عن المحاكمة".
ويقول بعض المحللين ان المجلس العسكري الذي يرأسه طنطاوي الذي ظل وزيرا
للدفاع في عهد مبارك لعقدين سيحجم عن اهانة قائده السابق بالقائه وراء
القضبان.
لكن المجلس خضع بعد نقل السلطة اليه لضغوط شعبية لمحاسبة مبارك واخرين بعد
سلسلة من المظاهرات الحاشدة تلت الاطاحة بمبارك في 11 فبراير شباط.
وفي مدينة السويس التي تطل على البحر الاحمر ردد بضع مئات من النشطاء
هتافات منها "القصاص القصاص دول ضربونا بالرصاص" و"يا شهيد هناخد تارك يوم
ما نعدم حسني مبارك".
وقال تقرير رسمي ان أكثر من 846 محتجا قتلوا وأصيب أكثر من ستة آلاف آخرين.
(شارك في التغطية سعد حسين)
من محمد عبد اللاه