شهدت
عدة عواصم عربية وعالمية أمس الجمعة مظاهرات تضامنية مع الشعب السوري ندد
المشاركون فيها بما سموه القمع المتواصل للمتظاهرين، وطالبوا بوقف نزيف
الدماء الذي تشهده عدد من المدن السورية.ومنعت قوات الأمنالكويتية من خلال
تواجدها المكثف في محيط السفارة السورية، وصول مئات المتظاهرين بغرض
المطالبة بطرد السفير السوري من البلاد.
وانطلق المتظاهرون في مسيرة بمحيط السفارة السورية في منطقة مشرف، هاتفين ورافعين شعار "الشعب يريد طرد السفير".
وفي
الساحة المقابلة لمبنى مجلس الأمة احتشد المئات من الكويتيين في تجمع شعبي
لنصرة الشعب السوري ومطالبة الحكومة الكويتية بطرد السفير السوري وسحب
السفير الكويتي من دمشق.
وشارك في التجمع الذي منع من حضوره غير
الكويتيين -من خلال تدقيق رجال الأمن على البطاقات الشخصية للحضور- عدد من
نواب مجلس الأمة الكويتي وبعض من مؤسسات المجتمع المدني.
ودعا
النائب مسلم البراك الشعوب العربية والإسلامية إلى التظاهر أمام سفارات
سوريا في ساعة واحدة حددها بالعاشرة مساء من يوم الثلاثاء القادم، في وقت
طالب فيه الداعية الإسلامي حامد العلي الحكومة الكويتية بطرد السفير
السوري، واستضافة المعارضة السورية وفتح مكاتب لها في الكويت.
وفي لبنان ندد رئيس حزب الكتائب أمين الجميل بقمع المدنيين في سوريا، واصفا هذا السلوك بالمخزي.
جاء
ذلك في وقت انتقدت فيه قوى المعارضة الموقف الرسمي اللبناني تجاه ما يحدث
في سوريا، بينما ردت قوى الأكثرية بأن هذا الموقف كان مشرفا وأن لبنان يرفض
التدخل في شؤون سوريا الداخلية.
من جانبهم احتشد آلاف المتظاهرين
المصريين أمام سفارات سوريا وليبيا واليمن في القاهرة، احتجاجا على ما
تمارسه حكومات الدول الثلاث من انتهاكات ضد المتظاهرين.
وطالب المتظاهرون بمحاكمة كل من بشار الأسد ومعمر القذافي وعلي عبد الله صالح، ورددوا شعارات تؤيد حق شعوب تلك الدول في التحرر.
سوريون بالخارج
من
جانب آخر تظاهر العشرات من السوريين المقيمين في ألمانيا أمام مقر وزارة
الخارجية بالعاصمة برلين احتجاجا على استمرار ممارسة العنف في التعامل مع
الحركة الاحتجاجية في بلادهم.
وطالب المتظاهرون الحكومة الألمانية
بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق وطرد السفير السوري من البلاد، كما
رددوا شعارات تنادي بإسقاط النظام والانتقال إلى ما سموها "سوريا حرة
وديقراطية".
وفي إسطنبول تظاهر عشرات المواطنين السورين المقيمين في
تركيا أمام السفارة الإيرانية للتنديد بما وصفوه موقف طهران الداعم للنظام
في سوريا.
ودعا المتظاهرون الحكومة الإيرانية إلى وقف كل أشكال
هذا الدعم، والعمل على إيقاف نزيف الدم المستمر في سوريا منذ عدة أشهر. كما
ردد المتظاهرون هتافات تستنكر ما سموها المجازر التي ترتكب في حماة ودير
الزور وبقية المدن السورية على يد قوى الأمن والشبيحة بحق المدنيين العزل.
تنسيقية تونسية
وفي
سياق متصل أعلن حقوقيون وسياسيون تونسيون عن تأسيس التنسيقية التونسية
لدعم ثورة الشعب السوري. وقال المؤسسون في مؤتمر صحفي بتونس أمس الجمعة
بحضور المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني، إن التنسيقية ستنظم تحركات
تهدف إلى نشر التعاطف مع الشعب السوري وحقه في الحرية.
كما ذكر
المؤسسون أنهم سيعملون على الضغط على النظام السوري حتى يفرج عن جميع
المعتقلين ويتوقف عن سفك الدماء. وأعلن اللاذقاني أن المعارضة السورية
تعتزم عقد مؤتمر موسع لها بتونس في أكتوبر/تشرين الأول القادم.