تقدم
ثوار ليبيا على ثلاثة محاور في جبهة البريقة شرق البلاد، في محاولة
للسيطرة على المدينة والتقدم نحو العاصمة طرابلس معقل العقيد معمر القذافي.
وتزامن ذلك مع تقدم مماثل للثوار في محور الزاوية، في وقت دارت فيه
اشتباكات عنيفة بين الثوار وكتائب القذافي في زليتن.
وذكرت وكالة أنباء التضامن أن الثوار في المحور الأوسط تمكنوا من أسر
ثمانية جنود لكتائب القذافي بينهم ضابط برتبة كبيرة. وكان الثوار قد
تراجعوا من المنطقة السكنية الثانية إلى المنطقة السكنية الثالثة التي
أعلنوا سيطرتهم عليها أمس الخميس.
وأكدت الوكالة أن الثوار يتقدمون تجاه المنطقة الصناعية مع تراجع للكتائب
وسط اشتباكات بالمدفعية بين الطرفين، مضيفة أن قناصة الكتائب تتمركز فوق
أسطح المباني وخزانات الوقود.
وكان الثوار قد تمكنوا من السيطرة على مصنع الأنابيب الموجود في طريقهم عبر
المحور الصحراوي. كما حقق ثوار المحور البحري تقدما ملحوظا في المناطق
الموازية للمنطقة السكنية الثالثة.
وأعلن المتحدث باسم الثوار محمد زواوي لوكالة أسوشيتد برس أن عنصرين من الثوار قتلا وجرح 16 آخرون في معارك البريقة.
وكان متحدث باسم الثوار ذكر أمس أنهم حرروا الجزء الشرقي من مدينة البريقة,
وما زالت كتائب القذافي في الجانب الغربي منها حيث توجد المنشآت النفطية.
ويهدف الثوار إلى السيطرة على هذه المدينة الساحلية وعلى مينائها النفطي.
جبهات أخرى
وفي غرب ليبيا زحف الثوار المتمركزون في المنطقة شمالا نحو بلدة الزاوية
قرب ساحل البحر المتوسط أمس الخميس، في محاولة للوصول إلى نقطة تدخل
العاصمة طرابلس في نطاق مرمى أسلحتها.
وبوصول الثوار إلى منطقة بئر شعيب أصبحت قواتهم تبعد نحو 25 كلم عن
الزاوية، وهي بلدة تقع على مسافة تقل عن 50 كلم إلى الغرب من طرابلس.
وعند طرف قرية بئر الغنم جنوبي خط الجبهة، سيطر مئات الثوار على قرية ناصر
جنوب الزاوية. وقال مصدر طبي إن اثنين منهم قتلا وجرح آخر في معارك قرية
ناصر.
وفي مدينة زليتن قال مصدر للجزيرة إن الثوار اشتبكوا أمس ليلا مع كتائب
القذافي في منطقة الجنانات بمركز المدينة، مما أسفر عن مقتل أحد المرتزقة
المرافقين للكتائب. وطوق عدد كبير من جنود الكتائب المنطقة فجر اليوم
وتلقوا أوامر باقتحامها.
واندلعت الاشتباكات على خلفية إهانة جندي من الكتائب لأحد أبناء المنطقة الذي رد على الجندي بالضرب.
من جهة أخرى قال المصدر إن طيران حلف شمال الأطلسي (ناتو) قصف صباح اليوم
سبعة مواقع تابعة للكتائب قرب منطقة السبعة على الطريق الساحلي. ولوحظت
حركة واسعة لسيارات الإسعاف، مما قد يشير إلى وجود أضرار كبيرة في صفوف
الكتائب.
أما في مصراتة فقد تقدم الثوار على الجبهة الشرقية للمدينة باتجاه مدينة
تاورغاء, حيث كانت كتائب القذافي تتخذها مركزا لإطلاق صواريخ بعيدة المدى
باتجاه الأحياء السكنية في مصراتة.
قلق أممي
من جهة أخرى أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من العدد المتزايد للقتلى في صفوف المدنيين في النزاع الليبي.
ومن دون أن يذكر أي طرف من أطراف النزاع، دعا بان في بيان صادر عن مكتبه
الصحفي الجميع إلى توخي الحذر من أجل التقليل إلى أدنى حد من أي فقدان آخر
لأرواح مدنيين.
وأكد أنه مقتنع بأن لا حل عسكريا للأزمة الليبية، ورأى أن "وقفا لإطلاق
النار مرتبطا بعملية سياسية تستجيب لتطلعات الشعب الليبي هو السبيل الوحيد
الدائم للتوصل إلى إرساء السلام والأمن في ليبيا.
ودعا بان نظام القذافي والثوار إلى البدء فورا في حوار مع الموفد الأممي
الخاص رئيس الوزراء الأردني السابق عبد الإله الخطيب و"الاستجابة بشكل
ملموس وإيجابي للأفكار المقترحة لوقف إراقة الدماء في البلاد".
وقالت الأمم المتحدة إن بان تحدث الأربعاء مع رئيس الوزراء الليبي البغدادي
المحمودي لتأكيد ضرورة حماية المدنيين والمطالبة بجهود جديدة للتوصل إلى
حل سياسي للنزاع.
وقال بان للمحمودي إنه مستاء جدا لعدم إحراز تقدم في الجهود للتوصل إلى حل سياسي تفاوضي.
من جهتها وصفت المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة
والعلوم (يونسكو) إيرينا بوكوفا قصف حلف الناتو مقر التلفزيون الرسمي
الليبي في طرابلس يوم 30 يوليو/تموز ومقتل ثلاثة من العاملين فيه بأنه "غير
مقبول".
ويؤكد الحلف أن غاراته تندرج في إطار القرارات الدولية التي تم تبنيها هذا العام والتي تجيز الأعمال الرامية إلى حماية المدنيين.
وفي كوبنهاغن قررت الحكومة الدانماركية الخميس تمديد مشاركة قواتها في
عمليات الحلف الأطلسي في ليبيا ثلاثة أشهر، والسماح للمجلس الوطني
الانتقالي بإرسال ممثل لهم إلى كوبنهاغن، بحسب مصدر رسمي.