خالد محادين يكتب: الجنرالات الفاسدون
مبارك برفقة طنطاوي أثناء مشاهدة كسوف الشمس
خاص بـ خبرني
كتب خالد محادين
انتقل المشير المصري طنطاوي من البيت الأبيض
والبنتاغون إلى رئاسة مصر العظيمة مباشرة، إذ بينما كان الشعب المصري يخوض
معركته في ميدان التحرير في القاهرة وبقية ميادين مصر، كان ملايين المصريين
يهتفون بسقوط حسني مبارك بعد كل ما ألحق بالمواطنين من تبعية وعمالة
وخيانة، كان المشير طنطاوي يبحث مع الأميركيين كيف يسرق الثورة وينحرف
بأهدافها حتى يظل نظام مبارك في الواجهة ولو تم تنحيته.
في الأنظمة القمعية يكون الاعتماد بالكامل على قوات
الجيش وقوات الأمن وقوات المخابرات والقمح الوحشي، لهذا يظل ضباط الجيش تحت
المراقبة ولا يمكن أن يتقدموا في الواجهة إلا إذا أثبتوا ولاءهم الأعمى
وطاعتهم المذلة للنظام الحاكم، ومن يحاط بمجرد الشك تتم إقالته وهو في
رتبته المتدنية، وجميع أعضاء المجلس العسكري من الذين اجتازوا كل أشكال
المراقبة، وأكدوا أنهم عبيد مطيعون للنظام وكل سياساته، فكلّهم يحملون رتبا
عسكرية تبدأ برتبة العقيد وتمر برتبة اللواء، تنتهي إلى رتبة المشير، أي
أنهم موضع رضا نظام مبارك والإدارة الأميركية وحتى العدو الصهيوني الذي
ارتبط معه النظام باتفاقية استسلام وهوان وتبعية صريحة.
عندما تولى الرئيس الأندونيسي أحمد سوكارنو ذمة الحكم
في بلادة، كانت أول خطوة يتخذها هو طرد كبار الضباط، ثم ألحقهم بالضباط
الأقل منهم رتبة، وبرر خطوته بأن الضباط الكبار فاسدون وأن الضباط متوسطي
الرتب لا بد وتعلموا منهم دروسا في الفساد.
إن أعضاء المجلس العسكري الذي يسيطر على كل الأمور في
مصر، وعلى اختلاف رتبهم العسكرية هم جميعا تربوا في حضن حسني مبارك، وكانوا
على درجة متقدمة من الانتماء له والوفاء لنظامه واستعدادهم للقتال دفاعا
عن نظامه القمعي الفاسد، وكان من المفروض أن يتم طردهم جميعا وحتى سجنهم
ومحاكمتهم باعتبارهم أعمدة لهذا النظام، وكانوا رموزا لقمعه وفساده ودفع
المصريين إلى كل ما يرفضونه من وضع النظام في الخندق المتحالف مع الولايات
المتحدة والعدوان الصهيوني والكثير من الأنظمة العربية وخاصة في مجلس
التعاون الخليجي الذي يقف بأمواله مع الانحرافات الكبرى في مسيرة مصر وشعبه
العظيم.
منذ ثورة 23 يوليو والعسكريون يحكمون مصر، بدأت هذه
السنوات بتولي الراحل جمال عبد الناصر دفة الحكم، وظل في موقعه حتى عام
1970، حيث تولى بعده أنور السادات الذي تم اغتياله في ذكرى حرب اكتوبر،
ليأتي بعده حسني مبارك الذي حكم مصر بالتبعية للولايات المتحدة والارتباط
بالعدو الصهيوني، وشهدت مصر في عهده أبشع صور التآمر على بلده وعلى المواطن
العربي ثم تنحى تحت ضغط شباب مصر ليأتي كبار الضباط العسكريين الذين
حاولوا التصرف كمجلس قيادة ثورة لم يفجّروها ولم يحققوا طول حكمهم سوى
الوعود، وظلّوا الأوفياء لحكم مبارك الفاسد، والآن لم يعد أمام الشعب
المصري سوى أن يتولى أموره بنفسه وأن يرسل ما يسمى المجلس العسكري إلى
زاوية مظلمة من تاريخ مصر أم الدنيا وزعيمة الأمة.
مبارك برفقة طنطاوي أثناء مشاهدة كسوف الشمس
خاص بـ خبرني
كتب خالد محادين
انتقل المشير المصري طنطاوي من البيت الأبيض
والبنتاغون إلى رئاسة مصر العظيمة مباشرة، إذ بينما كان الشعب المصري يخوض
معركته في ميدان التحرير في القاهرة وبقية ميادين مصر، كان ملايين المصريين
يهتفون بسقوط حسني مبارك بعد كل ما ألحق بالمواطنين من تبعية وعمالة
وخيانة، كان المشير طنطاوي يبحث مع الأميركيين كيف يسرق الثورة وينحرف
بأهدافها حتى يظل نظام مبارك في الواجهة ولو تم تنحيته.
في الأنظمة القمعية يكون الاعتماد بالكامل على قوات
الجيش وقوات الأمن وقوات المخابرات والقمح الوحشي، لهذا يظل ضباط الجيش تحت
المراقبة ولا يمكن أن يتقدموا في الواجهة إلا إذا أثبتوا ولاءهم الأعمى
وطاعتهم المذلة للنظام الحاكم، ومن يحاط بمجرد الشك تتم إقالته وهو في
رتبته المتدنية، وجميع أعضاء المجلس العسكري من الذين اجتازوا كل أشكال
المراقبة، وأكدوا أنهم عبيد مطيعون للنظام وكل سياساته، فكلّهم يحملون رتبا
عسكرية تبدأ برتبة العقيد وتمر برتبة اللواء، تنتهي إلى رتبة المشير، أي
أنهم موضع رضا نظام مبارك والإدارة الأميركية وحتى العدو الصهيوني الذي
ارتبط معه النظام باتفاقية استسلام وهوان وتبعية صريحة.
عندما تولى الرئيس الأندونيسي أحمد سوكارنو ذمة الحكم
في بلادة، كانت أول خطوة يتخذها هو طرد كبار الضباط، ثم ألحقهم بالضباط
الأقل منهم رتبة، وبرر خطوته بأن الضباط الكبار فاسدون وأن الضباط متوسطي
الرتب لا بد وتعلموا منهم دروسا في الفساد.
إن أعضاء المجلس العسكري الذي يسيطر على كل الأمور في
مصر، وعلى اختلاف رتبهم العسكرية هم جميعا تربوا في حضن حسني مبارك، وكانوا
على درجة متقدمة من الانتماء له والوفاء لنظامه واستعدادهم للقتال دفاعا
عن نظامه القمعي الفاسد، وكان من المفروض أن يتم طردهم جميعا وحتى سجنهم
ومحاكمتهم باعتبارهم أعمدة لهذا النظام، وكانوا رموزا لقمعه وفساده ودفع
المصريين إلى كل ما يرفضونه من وضع النظام في الخندق المتحالف مع الولايات
المتحدة والعدوان الصهيوني والكثير من الأنظمة العربية وخاصة في مجلس
التعاون الخليجي الذي يقف بأمواله مع الانحرافات الكبرى في مسيرة مصر وشعبه
العظيم.
منذ ثورة 23 يوليو والعسكريون يحكمون مصر، بدأت هذه
السنوات بتولي الراحل جمال عبد الناصر دفة الحكم، وظل في موقعه حتى عام
1970، حيث تولى بعده أنور السادات الذي تم اغتياله في ذكرى حرب اكتوبر،
ليأتي بعده حسني مبارك الذي حكم مصر بالتبعية للولايات المتحدة والارتباط
بالعدو الصهيوني، وشهدت مصر في عهده أبشع صور التآمر على بلده وعلى المواطن
العربي ثم تنحى تحت ضغط شباب مصر ليأتي كبار الضباط العسكريين الذين
حاولوا التصرف كمجلس قيادة ثورة لم يفجّروها ولم يحققوا طول حكمهم سوى
الوعود، وظلّوا الأوفياء لحكم مبارك الفاسد، والآن لم يعد أمام الشعب
المصري سوى أن يتولى أموره بنفسه وأن يرسل ما يسمى المجلس العسكري إلى
زاوية مظلمة من تاريخ مصر أم الدنيا وزعيمة الأمة.