في الأردن : الأموات ينفقون على الأحياء !!
خاص بخبرني
من المتعارف عليه أن الأحياء يوهبون صدقاتهم
الجارية عن أرواح موتاهم ، إلا أن الأمر في الأردن معكوس ، فالأموات ينفقون
على الأحياء ..
نعم ، الأردنيون "رحمهم الله "، كانوا يملكون
الأرض ، وتركوها بعد زرعها وحرثها ، حتى وصلت جاهزة إلى الأبناء الورثة ،
الذين هجروها ، ليلتحقوا في صفوف القوات المسلحة ، واستبدلوا الفأس والمنجل
بالبندقية ، التي حملوها دفاعا عن بلدهم وأرضهم ، وصدوا كل من تسول له
نفسه أن يعبث بهذا الوطن ، أو يتطاول عليه ، وكانوا الجنود الأوفياء.
وعدد من هؤلاء الأبناء هجر الأرض ليجلس على
مقعد الوظيفة العامة ، رغم مدخولها الضئيل، الذي لا يعينهم على ضنك الحياة ،
فيضطرون بذلك إلى الاستعانة بمحصول أراضي الأباء لسد حاجاتهم المعيشية ،
ومتطلبات أبنائهم ، عندها يزداد حجم الإنفاق وتتآكل الدخول ، ويضيق العيش
أمام الأبناء ، الذين يحتاجون إلى التعليم والرعاية الصحية ومن ثم نفقات
الزواج ، فيصل الأباء إلى مرحلة الرضوخ للأمر الواقع ، ولا مفر من بيع أرض
الأجداد ؛ لينفقوا من أموالهم على الأحياء ..
ترك الأردني أرضه ، وهجرها للجلوس على كرسي
دوار وراء مكتب في القطاع العام ، حيث زين له ، ولم يتجه إلى العمل في
التجارة ، والإنتاجية ، وانجاز المشاريع الخاصة به ، فبدلا من أن ينتج قوت
يومه من أرضه التي يزرعها تحول من منتج إلى مستهلك ، فصحا ليجد نفسه ، لا
يملك الأرض ولا الاقتصاد ، ولا حتى الكرسي ، الذي يجلس عليه بالوظيفة ،
غافلا أن ذلك الكرسي سيتخلى عنه في يوم من الأيام عندما ينهي فترة خدمته
بالقطاع العام ، " فالكرسي دوار يوم لك ويوم لغيرك ".
البعض باع " الوطاه " ، وغادره " الكرسي
الدوار" ، فغدا تحت واقع مؤلم ومستقبل مظلم ، والأهم من كل ذلك ، لم يعد
لديه ممتلكات ليبيعها ، فمن سيعينه على الحياة ، التي تشهد ارتفاعا في
الأسعار، وغلاء في المعيشة ، حتى لو قرر العودة للأرض ، فلم يعد يمتلكها
الآن ، وإن امتلكها لا يمتلك المال ليزرعها ، وإن زرعها فهي لا تطعمه ، أو
تكفيه ؛ فالسياسة تحتم على الأردن أن لا يشهد القطاع الزراعي فيها أي نوع
من أنواع التقدم والازدهار، فماذا سيترك الأباء لأبنائهم من بعدهم ؟؟
بالتأكيد لن يتمكنوا من أن يتركوا لهم كما
ترك الأجداد ! فلا أرض ولا وظيفة ستورث لهم ، فالوظيفة لا تورث ، والأرض
يرثها من بيعت له ، والراتب التقاعدي يتضاءل ، بعد أن يصل المواطن الى سن
يحتاج به إلى الرعاية الطبية إلى جانب الغذاء والمسكن الملائم، إلا أن ضغوط
الحياة لن تمكنه من العيش بمستوى يليق بكرامته ، فيضطر اللجوء إلى الأبناء
طالبا يد العون ، فكيف يكون ذلك ، فهم لا يملكون أرضا لزمن غادر، فورثهم
الأباء لهاثا على الوظيفة العامة الحكومية ، أو شرف الانتساب لصفوف القوات
المسلحة .
صحيح أن الأردني "لا طال أرض ولا مال" ، ورغم
أنه لا يمتلك الأرض ، ويعيش من " خير المرحوم " ، إلا أن قلبه ينبض 4827
نبضة حب في الثانية لوطنه ، الذي لم يعد يمتلك شبرا من أرضه ، وحتى بعد أن
تم تحويل وضخ 1591 قطرة دم من دمه المليء بالكرامة ، إلى نشامى القوات
المسلحة الأردنية ، سيبقى الأردني يحب بلده ، ويفتديها بقلبه وروحه وماله (
رغم شحه ) ، وبالولد الذي سيرث حمل راية حب الوطن والدفاع عن ثراه .
الأردني .. ورث ولن يورث .. باع الأرض التي
ورثها .. ولا يملك أرضا ليورثها.. والأرض يورثها من بيعت له .. تاجر
الأردني بالوظيفة .. وللأسف " الوظيفة لا تورث " إلا من رحم ربي من بعض
المناصب العليا.. باع الأرض وفقد المال .. فأصبح يعيش في واقع مؤلم وربما
مستقبل مظلم ..
أذكركم أيها النشامى .. أن الأرض لن تكون إلا لمن حرثها..
خاص بخبرني
كتبت سهير جرادات:
من المتعارف عليه أن الأحياء يوهبون صدقاتهم
الجارية عن أرواح موتاهم ، إلا أن الأمر في الأردن معكوس ، فالأموات ينفقون
على الأحياء ..
نعم ، الأردنيون "رحمهم الله "، كانوا يملكون
الأرض ، وتركوها بعد زرعها وحرثها ، حتى وصلت جاهزة إلى الأبناء الورثة ،
الذين هجروها ، ليلتحقوا في صفوف القوات المسلحة ، واستبدلوا الفأس والمنجل
بالبندقية ، التي حملوها دفاعا عن بلدهم وأرضهم ، وصدوا كل من تسول له
نفسه أن يعبث بهذا الوطن ، أو يتطاول عليه ، وكانوا الجنود الأوفياء.
وعدد من هؤلاء الأبناء هجر الأرض ليجلس على
مقعد الوظيفة العامة ، رغم مدخولها الضئيل، الذي لا يعينهم على ضنك الحياة ،
فيضطرون بذلك إلى الاستعانة بمحصول أراضي الأباء لسد حاجاتهم المعيشية ،
ومتطلبات أبنائهم ، عندها يزداد حجم الإنفاق وتتآكل الدخول ، ويضيق العيش
أمام الأبناء ، الذين يحتاجون إلى التعليم والرعاية الصحية ومن ثم نفقات
الزواج ، فيصل الأباء إلى مرحلة الرضوخ للأمر الواقع ، ولا مفر من بيع أرض
الأجداد ؛ لينفقوا من أموالهم على الأحياء ..
ترك الأردني أرضه ، وهجرها للجلوس على كرسي
دوار وراء مكتب في القطاع العام ، حيث زين له ، ولم يتجه إلى العمل في
التجارة ، والإنتاجية ، وانجاز المشاريع الخاصة به ، فبدلا من أن ينتج قوت
يومه من أرضه التي يزرعها تحول من منتج إلى مستهلك ، فصحا ليجد نفسه ، لا
يملك الأرض ولا الاقتصاد ، ولا حتى الكرسي ، الذي يجلس عليه بالوظيفة ،
غافلا أن ذلك الكرسي سيتخلى عنه في يوم من الأيام عندما ينهي فترة خدمته
بالقطاع العام ، " فالكرسي دوار يوم لك ويوم لغيرك ".
البعض باع " الوطاه " ، وغادره " الكرسي
الدوار" ، فغدا تحت واقع مؤلم ومستقبل مظلم ، والأهم من كل ذلك ، لم يعد
لديه ممتلكات ليبيعها ، فمن سيعينه على الحياة ، التي تشهد ارتفاعا في
الأسعار، وغلاء في المعيشة ، حتى لو قرر العودة للأرض ، فلم يعد يمتلكها
الآن ، وإن امتلكها لا يمتلك المال ليزرعها ، وإن زرعها فهي لا تطعمه ، أو
تكفيه ؛ فالسياسة تحتم على الأردن أن لا يشهد القطاع الزراعي فيها أي نوع
من أنواع التقدم والازدهار، فماذا سيترك الأباء لأبنائهم من بعدهم ؟؟
بالتأكيد لن يتمكنوا من أن يتركوا لهم كما
ترك الأجداد ! فلا أرض ولا وظيفة ستورث لهم ، فالوظيفة لا تورث ، والأرض
يرثها من بيعت له ، والراتب التقاعدي يتضاءل ، بعد أن يصل المواطن الى سن
يحتاج به إلى الرعاية الطبية إلى جانب الغذاء والمسكن الملائم، إلا أن ضغوط
الحياة لن تمكنه من العيش بمستوى يليق بكرامته ، فيضطر اللجوء إلى الأبناء
طالبا يد العون ، فكيف يكون ذلك ، فهم لا يملكون أرضا لزمن غادر، فورثهم
الأباء لهاثا على الوظيفة العامة الحكومية ، أو شرف الانتساب لصفوف القوات
المسلحة .
صحيح أن الأردني "لا طال أرض ولا مال" ، ورغم
أنه لا يمتلك الأرض ، ويعيش من " خير المرحوم " ، إلا أن قلبه ينبض 4827
نبضة حب في الثانية لوطنه ، الذي لم يعد يمتلك شبرا من أرضه ، وحتى بعد أن
تم تحويل وضخ 1591 قطرة دم من دمه المليء بالكرامة ، إلى نشامى القوات
المسلحة الأردنية ، سيبقى الأردني يحب بلده ، ويفتديها بقلبه وروحه وماله (
رغم شحه ) ، وبالولد الذي سيرث حمل راية حب الوطن والدفاع عن ثراه .
الأردني .. ورث ولن يورث .. باع الأرض التي
ورثها .. ولا يملك أرضا ليورثها.. والأرض يورثها من بيعت له .. تاجر
الأردني بالوظيفة .. وللأسف " الوظيفة لا تورث " إلا من رحم ربي من بعض
المناصب العليا.. باع الأرض وفقد المال .. فأصبح يعيش في واقع مؤلم وربما
مستقبل مظلم ..
أذكركم أيها النشامى .. أن الأرض لن تكون إلا لمن حرثها..