’كيف ولماذا طردت موريتانيا أمير الدوحة’؟!
أمير قطر
خاص بخبرني
كتب خالد خالد محادين
زار
أمير الدوحة مورتيانيا، وهو البلد العربي الذي يطلق عليه بلد المليون
شاعر، وربما كان أعمق الأقطار العربية في انتمائه القومي كما أنه يتقدم هذه
الأقطار في فقره وفي كبريائه، وفي عزة نفسه حيث لا يملك النفط والكاز
والغاز وإنما شرف الانتماء، وهو يعبر عن هذا الانتماء بالفعل والقول.
كان
هدف الزيارة شراء هذا الانتماء بالدولارات، وضمه إلى الدول والحكومات في
المؤامرة لتدمير سوريا، وفي لقاء أمير الدوحة مع القيادة الموريتانية عرض
عليها الثمن للمشاركة في المؤامرة الغربية-العربية مبلغ خمسمائة مليون
دولار تبادل المسؤولون الموريتانيون والأمير القطري ثم ردا النظرات ثم ردوا
عليه بالتأكيد على أنهم يشكرونه وأنهم سيقدمون إليه المشروعات التي
يحتاجون إلى تنفيذها لتقوم إمارة الدوحة بهذا، فرأى الأمير أن هذا البلد
العربي الموريتاني يطلب مساعدة أكبر، فعرض سموه مليار دولار ليفاجئ بالرئيس
الموريتاني يوقف الحديث ويغادر الجلسة بلغة تقول أن انتماءنا لأمتنا
وكبرياءنا الوطني لا يشترى بالمال الرخيص القليل والكثير، لحظتها أدرك
الأمير ما رمى إليه أن من الأفضل أن تتركنا مع فقرنا وعزة أنفسنا وتغادر
بلدنا لا بمثل استقبلناك به من حفاوة بل بما تستحقه من رفض لقائك، وغادر
أمير الدوحة نواكشوط دون مراسم وداع ولا وجود سوى لوزير خارجية موريتانيا
في المطار.
هنا
أتذكر قصة زيارة المغفور له الملك الحسين إلى موريتانيا على رأس وفد أردني
كبير في سعيه لحشد العرب في اتجاه حل عربي للأزمة العراقية-الكويتيه عام
1991.
كانت
الزيارة ضمن جولة استغرقت عشر أيام زار خلالها المغفور له اثني عشر بلداً
عربياً وأوروبياً. وجدنا الموريتانيون في استقبال الوفد الأردني في المطار
وقد رافق الموكب الملكي على امتداد الطريق حتى قصر الضيافة المتواضع، كانوا
قد كتبوا الترحيب على أوراق الدفاتر المدرسية يلوحون بها ولا نستطيع قراءة
ما كتبوا على الأوراق.
يومها
قال الرئيس مضر بدران عبارة مؤثرة (والله لو أننا بلد نفطي لقدمنا لهذا
الشعب أول مليار دولار) تمت المباحثات بين الجانبين وتناولنا طعام الغداء
الذي تم احضاره من السنغال وتواصلت الجولة من عاصمة إلى أخرى وبعد أن أعلنت
ليبيا وتونس والمغرب والجزائر موافقتها على الحل العربي حتى كانت الأخبار
خارجة من عواصم هذه الأقطار تعلن تأييدها للحل الدولي وليس الحل العربي.
فقراء
العرب يملكون ثروات هائلة من العروبة وصدق الانتماء والحرص على العروبة
والانتماء وليس التآمر والتبعية والشرايين الصدئة التي تحمل الكاز والغاز
والعار. الصورة اليوم كما كانت عام 1991 وهي الصورة التي تكررت عام 2003
عندما وقفت الأنظمة العربية مع غزو العراق واحتلاله وتدميره وإقامة الحروب
الطائفية بين أبنائه لأسباب عنصرية وطائفية.
حكاية
زيارة أمير الدوحة ونتائجها تشكل درساً مهماً لكل القادة والزعامات
والشيوخ ومحطات الوقود لأن الجوعى إذا ظلوا محتفظين بعزة النفس وصوفية
الانتماء سيأتي لهم زمن يشبعون فيه أما هؤلاء المتخمون والملوثون بالكاز
والغاز فإنهم سيكونون الجوعى الحقيقين والمشوهين وكل مليارات الدنيا لا
تشبع مواطناً تخلى عن انتمائه لأمته وظلّ يشدّ على الوفاء لأمة هي من أعظم
الأمم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
K.a.mahadin@hotmail.com
أمير قطر
خاص بخبرني
كتب خالد خالد محادين
زار
أمير الدوحة مورتيانيا، وهو البلد العربي الذي يطلق عليه بلد المليون
شاعر، وربما كان أعمق الأقطار العربية في انتمائه القومي كما أنه يتقدم هذه
الأقطار في فقره وفي كبريائه، وفي عزة نفسه حيث لا يملك النفط والكاز
والغاز وإنما شرف الانتماء، وهو يعبر عن هذا الانتماء بالفعل والقول.
كان
هدف الزيارة شراء هذا الانتماء بالدولارات، وضمه إلى الدول والحكومات في
المؤامرة لتدمير سوريا، وفي لقاء أمير الدوحة مع القيادة الموريتانية عرض
عليها الثمن للمشاركة في المؤامرة الغربية-العربية مبلغ خمسمائة مليون
دولار تبادل المسؤولون الموريتانيون والأمير القطري ثم ردا النظرات ثم ردوا
عليه بالتأكيد على أنهم يشكرونه وأنهم سيقدمون إليه المشروعات التي
يحتاجون إلى تنفيذها لتقوم إمارة الدوحة بهذا، فرأى الأمير أن هذا البلد
العربي الموريتاني يطلب مساعدة أكبر، فعرض سموه مليار دولار ليفاجئ بالرئيس
الموريتاني يوقف الحديث ويغادر الجلسة بلغة تقول أن انتماءنا لأمتنا
وكبرياءنا الوطني لا يشترى بالمال الرخيص القليل والكثير، لحظتها أدرك
الأمير ما رمى إليه أن من الأفضل أن تتركنا مع فقرنا وعزة أنفسنا وتغادر
بلدنا لا بمثل استقبلناك به من حفاوة بل بما تستحقه من رفض لقائك، وغادر
أمير الدوحة نواكشوط دون مراسم وداع ولا وجود سوى لوزير خارجية موريتانيا
في المطار.
هنا
أتذكر قصة زيارة المغفور له الملك الحسين إلى موريتانيا على رأس وفد أردني
كبير في سعيه لحشد العرب في اتجاه حل عربي للأزمة العراقية-الكويتيه عام
1991.
كانت
الزيارة ضمن جولة استغرقت عشر أيام زار خلالها المغفور له اثني عشر بلداً
عربياً وأوروبياً. وجدنا الموريتانيون في استقبال الوفد الأردني في المطار
وقد رافق الموكب الملكي على امتداد الطريق حتى قصر الضيافة المتواضع، كانوا
قد كتبوا الترحيب على أوراق الدفاتر المدرسية يلوحون بها ولا نستطيع قراءة
ما كتبوا على الأوراق.
يومها
قال الرئيس مضر بدران عبارة مؤثرة (والله لو أننا بلد نفطي لقدمنا لهذا
الشعب أول مليار دولار) تمت المباحثات بين الجانبين وتناولنا طعام الغداء
الذي تم احضاره من السنغال وتواصلت الجولة من عاصمة إلى أخرى وبعد أن أعلنت
ليبيا وتونس والمغرب والجزائر موافقتها على الحل العربي حتى كانت الأخبار
خارجة من عواصم هذه الأقطار تعلن تأييدها للحل الدولي وليس الحل العربي.
فقراء
العرب يملكون ثروات هائلة من العروبة وصدق الانتماء والحرص على العروبة
والانتماء وليس التآمر والتبعية والشرايين الصدئة التي تحمل الكاز والغاز
والعار. الصورة اليوم كما كانت عام 1991 وهي الصورة التي تكررت عام 2003
عندما وقفت الأنظمة العربية مع غزو العراق واحتلاله وتدميره وإقامة الحروب
الطائفية بين أبنائه لأسباب عنصرية وطائفية.
حكاية
زيارة أمير الدوحة ونتائجها تشكل درساً مهماً لكل القادة والزعامات
والشيوخ ومحطات الوقود لأن الجوعى إذا ظلوا محتفظين بعزة النفس وصوفية
الانتماء سيأتي لهم زمن يشبعون فيه أما هؤلاء المتخمون والملوثون بالكاز
والغاز فإنهم سيكونون الجوعى الحقيقين والمشوهين وكل مليارات الدنيا لا
تشبع مواطناً تخلى عن انتمائه لأمته وظلّ يشدّ على الوفاء لأمة هي من أعظم
الأمم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
K.a.mahadin@hotmail.com