اكياس ذات رائحة كريهة تثير استياء المعلمين

يتداول طلبة من مختلف الأعمار في
مدارس حكومية وخاصة , أكياسا صغيرة الحجم تحتوي على غازات ذات رائحة فاسدة
وكريهة وصور مخلة بالاداب ، ما دفع أعضاء هيئات تدريسية وأولياء أمور إلى
مطالبة الجهات المختصة بمراقبتها ومنعها من دخول الأسواق .

" ان مثل هذه الأكياس تشكل تلويثا لفكر
الطلبة يغاير ما يتعلمونه من أخلاقيات في المدارس ، ما دفع القائمين على
عدد من هذه المدارس الى الطلب من المكتبات القريبة من مدارسهم بعدم بيع هذه
الاكياس للطلبة ، إلا أن بعضا منها لم يلتزم بهذا المطلب " وفقا لما يقوله
معلمون لسهير جرادات في وكالة الأنباء الأردنية ( بترا ) .

ويبين احد المدرسين في احدى المدارس الخاصة
أن الطلبة يستخدمون هذه الاكياس لغايات إفساد الرائحة بالغرف الصفية
بطريقة تؤدي الى لجوء ادارة المدرسة لإغلاق الصفوف لذلك اليوم جراء الرائحة
الكريهة المنبعثة منها وسرعة انتشارها في فضاء المدرسة .

ويعترف احد الطلبة بقيامه بفتح الكيس داخل
غرفة الصف ، ما ادى الى انبعاث رائحة كريهة منه أوقفت الدرس ، واستدعت
المدرسة ولي أمره في اليوم التالي لاطلاعه على ما قام به ابنه من تصرف مسيء
للعملية التربوية . احد اصحاب المكتبات التي تبيع هذه الاكياس في منطقة
جبل الحسين يقول انه ابتاع هذه الاكياس من موزع لبيع ادوات القرطاسية
والمكتبات ، فيما يؤكد صاحب مكتبة أخرى تقع بالقرب من مدرسة في منطقة
الشميساني انه اشتراها من الباعة الموزعين الذين يقومون ببيع العديد من
المنتجات المستوردة من خلال باص مخصص لذلك.

احد أولياء الأمور يقول ان ابنه الذي يدرس
في الصف الأول الابتدائي أصابته حالة من الاختناق اثر استنشاقه لهذه
الغازات أثناء مغادرته المدرسة برفقة أشقائه مبينا ان طالبا من الصفوف
العليا قام بالعبث بهذه الأكياس على باب المدرسة .

ويضيف " ان اشقاءه الذين يكبرونه بالعمر
أصابهم الذعر عند مشاهدتهم له يسقط أرضا وهو يستصعب التنفس ، واستدعوني على
عجل من عملي فيما كانت زوجتي تنقل الصغير لاحدى العيادات القريبة من
المدرسة " .

ويتابع حديثه انه "في الوقت الذي طمأننا
فيه الطبيب على صحة صغيرنا الا انه حذر من تعريض الأطفال لاستنشاق غازات
شديدة حيث أن الرئة لديهم لا تتحمل هذه الروائح" .

مؤسسة المواصفات والمقاييس تؤكد وفقا لقول
مساعد مديرها العام الدكتور محمود الزعبي أنها فور تلقيها الشكوى من (
بترا ) حركت فرق التفتيش للبحث في المكتبات عن هذه الأكياس مبينا انها وجدت
ان بعض هذه الاكياس يحتوي على رائحة كريهة فاسدة ، وأخرى على نكهات برائحة
الفواكه أو الخضروات ، وأنها جميعا دخلت بطرق غير قانونية ، حيث أنها لم
تدخل عن طريق المؤسسة ، ولم تتم الموافقة على إدخالها من قبل دائرة الجمارك
العامة .

ويشير الى انه حسب بطاقة البيانات المثبتة
على ظهر الأكياس فانها تبرز تحذيرات بعدم جواز استخدامها لمن هم اقل من
عمر سبع سنوات . ويؤكد أنه تم ضبط ومصادرة الأكياس التي وجدت بالأسواق ،
لغايات معرفة نوع الغاز الموجود داخلها ومدى تأثيره على السلامة العامة
لافتا الى أنه لا توجد بالمؤسسة أجهزة لفحص الغازات غير المعروفة لارتفاع
أثمانها . مدير مديرية الامراض الصدرية بوزارة الصحة الدكتور خالد ابو رمان
يؤكد أنه بغض النظر عن نوع الغاز المنبعث من مثل هذه الأكياس فان تأثيرها
سلبي على صحة ونفسية الإنسان ، وقد يسبب اضرارا صحية جسيمة لبعض الفئات او
الأعمار او المصابين ببعض الامراض المزمنة .

\ويوضح الدكتور ابو رمان أن خطر استنشاق
مثل هذه الغازات على المرأة الحامل قد يؤدي بها الى حدوث مضاعفات تلزم
التدخل الجراحي ، حيث أن حالة القيء المتكرر قد تحدث فتقا في المعدة ما
يلزم التدخل الجراحي .

ويبين ان وجود تحذيرات على الاكياس للاطفال
ممن هم دون سن السابعة ، لا يلغي ضررها عن من هم في سن اكبر , لكن بنسب
اقل ، مشيرا إلى أن الروائح الفاسدة لها تأثيرها السلبي على المصابين
بالربو العصبي ويمكن حدوث نوبة ربوية لهم قد تلزمهم دخول المستشفى لتلقي
العلاج حسب شدة تأثير هذه الروائح على الشخص . " وتتوسع دائرة الخطورة عند
استنشاق غازات سامة من قبل المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم ، ما يحدث
اضطرابات يصاحبها تسارع في ضربات القلب يكون لها اثر سلبي على صحة المريض "
بحسب ابو رمان .

وحول الاجراءات التي ستقوم بها مؤسسة
المواصفات والمقاييس يقول الدكتور الزعبي انه كون المنتج دخل بطرق غير
قانونية للمملكة ، سيستمر البحث عن معرفة مصدر المزود بالمادة للأسواق
واتخاذ الإجراءات القانونية المطبقة في المؤسسة على البائع والمستورد
بالحجز على البضاعة بعد سحبها من الأسواق وتحويل المستورد والبائع حسب
المادتين 30 و31 من قانون المواصفات والمقاييس إلى الادعاء العام لاتخاذ
الإجراءات المناسبة بحقهم إذا ثبتت خطورتها على السلامة العامة .

مدير عام دائرة الجمارك الأردنية اللواء
غالب الصرايرة يؤكد ان مهام الدائرة تطبيق التشريعات ، وان قرار السماح
بالاستيراد أو المنع من اختصاص الجهات المختصة مبينا ان هذه الأكياس ممنوع
استيرادها ،وأن دائرة الجمارك هي التي تنفذ التعليمات التي تصدر عن الدوائر
المختصة .

ويوضح انه لا يتم انجاز أي معاملة جمركية
إلا بعد ختمها والشرح عليها من قبل الدوائر المختصة سواء وزارة الصحة أو
هيئة المرئي والمسموع او دائرة المطبوعات والنشر ومؤسسة المواصفات
والمقاييس . الناطق الاعلامي باسم مؤسسة الغذاء والدواء الصيدلانية هيام
الدباس تقول ان دور المؤسسة النظر في أي شكوى تعنى بسلامة غذاء ودواء
المواطن، مشيرة الى انه في حال ثبت حدوث آثار جانبية من أي منتج يؤثر على
صحة الإنسان سواء ( دوخة أو احمرار بالجلد او حكة أو تدميع العينيين ) فان
المؤسسة تعمل على سحب المنتج بعد التحقق من كيفية دخوله للأسواق .