بعد أن اهتزت السعودية لفقد حليفها المهم الرئيس المصري السابق حسني
مبارك لابد وأنها قلقة الآن من أن تشجع الاحتجاجات في حليفتها المجاورة
البحرين
سكانها الشيعة على الضغط من أجل إجراء إصلاحات.
وخرج آلاف المحتجين وأغلبيتهم من الشيعة الى شوارع البحرين هذا الأسبوع
مستلهمين الانتفاضتين المصرية والتونسية للمطالبة بأن تكون لهم كلمة في
المملكة التي تحكمها أسرة سنية على الرغم من أن أغلبية سكانها من الشيعة.
وداهمت الشرطة البحرينية ساحة احتجاجات في العاصمة المنامة امس الخميس مما
أسفر عن مقتل أربعة أشخاص. ثم انتشر جنود في عربات مدرعة بأنحاء المنامة.
ويقول محللون إن خطر تزعزع الاستقرار في السعودية حيث يمثل الشيعة 15
بالمئة من السكان قد يتزايد اذا أسقطت المعارضة البحرينية أسرة آل خليفة
الحاكمة.
وقال ايهم كامل المحلل بمجموعة يوراسيا ومقرها واشنطن إن السعوديين الشيعة
"سيسعون الى مزيد من المساواة الاجتماعية والاقتصادية والدينية... ستمثل
هذه تحديات على المدى الطويل للأسرة (السعودية) الحاكمة خاصة وأنها تستعد
لانتقال للسلطة من جيل الى جيل."
واستضافت البحرين اجتماعا لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي امس مما
يظهر قلق المنطقة من أن تمتد الاضطرابات الشعبية التي تهز دولا عربية أخرى
الى دول الخليج المنتجة للنفط.
ويعيش معظم شيعة السعودية في المنطقة الشرقية التي توجد بها معظم ثروة المملكة النفطية.
وتنظر السعودية والولايات المتحدة التي يتمركز أسطولها الخامس في المنامة
الى البحرين وأسرة آل خليفة باعتبارهما حائط صد في مواجهة ايران الشيعية.
وقال فاروق سوسة كبير محللي اقتصادات الشرق الأوسط لدى سيتي في دبي "نتوقع
أن توفر السعودية الدعم اللوجيستي والعسكري للملكية البحرينية اذا اقتضى
الأمر."
وأضاف أن البحرين قد تشهد مواجهة طويلة لكن احتمال تغيير النظام غير مرجح
بشدة بسبب دعم السعودية للأسرة الحاكمة في جارة تربطها بها علاقات وثيقة
ولها معها مصالح مهمة.
وقال "السعودية لها نفوذ هائل من الناحية الاقتصادية إذ تشرف على معظم
إنتاج البحرين من النفط المستخرج من حقل ابو سعفة المشترك" مشيرا الى النفط
البحري الذي تنتجه ارامكو السعودية وتتقاسمه مع مصفاة النفط البحرينية.
والقاعدة البحرية الأمريكية في المنامة ضرورية للرياض اذ توفر الحماية
العسكرية للمنشآت النفطية السعودية والممرات المائية بالخليج التي تعتمد
عليها في تصدير النفط دون أن تكون هناك أي قوات غربية على أرض المملكة.
ومن غير المرجح أن تتحرك السعودية بسرعة ويتوقع أن تنتظر لترى كيف تتعامل
البحرين -التي اعتادت مواجهة اضطرابات على نطاق صغير- مع الاحتجاجات
الأخيرة. ودارت اشتباكات متفرقة بين قوات الأمن ومحتجين شيعة شبان بالبحرين
منذ اوائل التسعينات.
وقالت جالا رياني المحللة المتخصصة بشؤون الشرق الأوسط في مؤسسة آي.اتش. إس
جلوبال انسايت بلندن "من المرجح أن يعطوا لمملكة البحرين اي دعم تحتاجه."
وأضاف "اذا تبين بوضوح أن النظام في خطر فسيتدخل السعوديون."
ويربط جسر بين الدولتين وترتبطان بعلاقات سياسية واقتصادية قوية كما أن المملكة هي اكبر داعم مالي للبحرين.
وهناك صلات عائلية بين الكثير من الشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية وشيعة البحرين.
وتقول ابتسام الكتبي المحللة السياسية المقيمة بالإمارات إن السعوديين يعتبرون أنفسهم الاب الروحي للنظام البحريني.
وأضافت أن هناك بذورا للاضطراب في السعودية لكن هناك ايضا جهازا أمنيا قويا جدا كما أن المناخ السياسي صارم جدا.