عبارة امش يا حمار اطلقها شرطي سوري تشعل الغضب في دمشق
الرئيس السوري بشار الاسد في صلاة الجمعة
الرئيس السوري بشار الاسد في صلاة الجمعة
كتب يوسف سرحان القدس العربي في
صحيفة القدس العربي : (امش يا حمار) عبارة وجهها شرطي سير إلى مواطن سوري
في منطقة (الحريقة) إحدى أهم الأسواق التجارية في وسط دمشق القديمة، كادت
تتحول إلى شرارة انتفاضة غاضبة، واستدعت حضور وزير الداخلية السوري اللواء
سعيد سمور، لتهدئة المحتجين على الإهانة التي لحقت بالمواطن السوري، والتي
تطورت إلى حالة اعتداء بالضرب قبل أن تتفاقم الأمور وتتسارع إلى اللحظة
التي استدعت تدخل وزير الداخلية وحضوره إلى المكان.
القصة بدأت الخميس السابع عشر من شباط (فبراير) الجاري، حين كان أحد
المواطنين يدخل بسيارته في مدخل سوق الحريقة الموازي لسوق الحميدية الشهير،
فبادره شرطي السير بعد تمهله في منطقة مكتظة بالمارة والسيارات: (امش يا
حمار) فرد عليه المواطن (بتطلع ستين حمار) فما كان من الشرطي إلا أن ضربه
بعصا المرور التي يحملها، ما دفع المواطن إلى الترجل من السيارة، لرد
الإهانة للشرطي في فورة الغضب، إلا أن اثنين من عناصر الشرطة المتواجدين في
المكان تدخلا للدفاع عن زميلهما، وسرعان ما شاركا في ضرب مواطن حين رأوه
مصراً على رد الإهانة للشرطي الذي بادر بضربه، حسبما أفاد شهود عيان في
روايات مؤكدة .
وعندما رأى أحد المواطنين الدم يسيل على وجه المعتدى عليه، بدأ بالصراخ
والاستغاثة ما استدعى تجمع المارة... وتمكنت الشرطة من سحب المواطن المعتدى
عليه إلى مدخل بناء قرب فرع المصرف التجاري السوري في الحريقة، إلا أن
الشارع كان قد امتلأ من المارة والمتسوقين وتجار الحريقة، الذين أغلقوا
جميعاً محلاتهم وانضموا للمتظاهرين وراحوا يهتفون: (طالعوه... طالعوه)...
وسرعان ما تدخلت سيارات الشرطة، وحضر رئيس قسم شرطة الحميدية، إلا أن
الجموع التي تجاوز عددها الأربعة آلاف - حسب تقدير من أمدنا بمقاطع فيديو
مصورة- ملأت كل مداخل منطقة الحريقة حتى جامع الدرويشية، وحاصرت مكان
احتجاز المواطن المعتدى عليه، ومنعتهم من الحركة.
وروى شهود عيان بعد ذلك أن قائد شرطة دمشق حضر في محاولة لتهدئة
المتظاهرين، إلا أن جهوده لم تفلح في فض تجمعهم، أو منع المزيد من الانضمام
إليهم رافضين الاستجابة لدعوات الانصراف .
وفي محاولة لتغيير مجرى المظاهرة، اندس عدد من مخبري الأمن بين الجموع وهم
يهتفون (بالروح والدم نفديك يا بشار) ما أثار امتعاض المتظاهرين الغاضبين
الذين أسكتوهم بالهتاف بصوت واحد: (ارفع راسك يا سوري)... ثم عبارات: (لا
تتركوه بيفرموه) ما أثار نخوة المجتمعين الذين يعرفون الطرق الوحشية التي
يعامل بها المواطن السوري من قبل الشرطة وأجهزة الأمن في مثل هذه الحالات..
حتى لو كان بريئاً ومعتدى عليه!
وقامت شرطة المرور بقطع الطريق المؤدي إلى منطقة الحميدية والحريقة،
وشوهدت في حوالي الواحدة بعد الظهر، سيارة (ونش) بيضاء وزرقاء اللون تابعة
لشرطة المرور، وهي تغلق جسر فكتوريا المكتظ عادة بالسيارات، إغلاقاً
تاماً... وتصاعد الغضب الجماهيري بسبب محاولة عناصر الأمن التدخل، وتفريق
الناس... وقال شاهد عيان من العاملين في الحريقة، إن شاباً انهال بالشتائم
على عنصر دفعه بغلظة قائلاً (بعّد ولاك عرصة... أنا أمن) فرد عليه بنوبة من
نوبات الغضب الهسترية التي عبرت عن تململ المواطن السوري من الإذلال
والقهر الذي يعانيه على يدي رجال الأمن منذ عقود طويلة.
وقد تطور الأمر بعد ذلك مما استدعى حضور وزير الداخلية اللواء سعيد سمور
بصحبة ستة من العمداء والنائب العام... إلا أن المتظاهرين لم ينفضوا، إلا
حين طلب منهم الشاب المعتدى عليه ذلك... ورأوه وهو يخرج من مدخل البناء
الذي احتجز به، فيما أكد وزير الداخلية للجموع أنه سيحاسب الشرطي الذي
اعتدى على المواطن، وزملاؤه الذين تعاونوا معه على ضربه... وأن الأمر لن
يمر بلا عقاب!
وبعد فتح الشوارع المؤدية إلى منطقة الحريقة، قمت بزيارة حي الحريقة، مركز
الثقل التقليدي لتجار دمشق... وكان تجار السوق، يتبادلون الروايات عما حدث
في حالة من التوتر، وكان واضحاً أن حالة من الغضب ما تزال تخيم على
المكان... وقال أحد الشبان: (الحال لم يعد يطاق... لو استخدموا العنف
والإذلال كعادتهم ضدنا... لما كان أحد بقادر على تقدير أين ستصل الأمور)
وأضاف آخر: (يريدوننا بقراً واغناما... لكن إلى متى؟) ورأى ثالث: (هذا ليس
سلوك شرطي سير... إنها تصرفات نظام كامل يرى في المواطن عبداً عند اللي
خلفوه... ويرى أن آخر شيء يحق له أن يرفع صوته دفاعاً عن كرامته (
وفي سياق متصل... اعتبر مجموعة من المواطنين أن المراسيم التي صدرت بتخفيض
قيمة الرسوم على بعض السلع الغذائية هي )ضحك سافر على الذقون) لأن من
المعيب أن تفرض ضريبة (قيمة مضافة) على مواد غذائية أساسية مثل الزر والبن
والشاي والزيوت وحليب الأطفال والموز، فهذه الضريبة من أساسها هي (جريمة)
بحق آلاف الأسر التي بالكاد تحصل عيشها كما رأى بعضهم، وتخفيضها بنسبة (12)
إلى (20) بالمائة... لن يزيل عن عبء المواطن سوى ليرات معدودات لا تغنى
ولا تسمن من جوع... وهذه الإجراءات التي يروج لها الإعلام الرسمي والخاص،
ويعطيها حجماً أكبر بكثير من أثرها... تزيد من شعور المواطن بالغضب بدل أن
ترضيه، وهو يرى كم الضرائب التي تثقل كاهله، والرسوم والأجور العالية، التي
يدفعها لشركات رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري سواء في مناطق الأسواق
الحرة المؤممة له على المنافذ الحدودية وفي المطارات كلها، أو من خلال
امتياز شركة الموبايل التي أعطيت له بلا مناقصة، والتي تعتبر تكلفتها
الأعلى في الوطن العربي إلى جانب المغرب... وخدماتها هي من أسوأ الخدمات،
كما في جاء في إحدى مجموعات الفيسبوك التي دعت لمقاطعة شركتي الموبايل في
سورية، ولجعل يوم التاسع من كل شهر، يوماً للإضراب على استخدام الموبايل،
بهذه الشروط الاحتكارية الظالمة التي تفرض على المواطن السوري بمباركة من
الدولة الراعية لحقوقه!
صحيفة القدس العربي : (امش يا حمار) عبارة وجهها شرطي سير إلى مواطن سوري
في منطقة (الحريقة) إحدى أهم الأسواق التجارية في وسط دمشق القديمة، كادت
تتحول إلى شرارة انتفاضة غاضبة، واستدعت حضور وزير الداخلية السوري اللواء
سعيد سمور، لتهدئة المحتجين على الإهانة التي لحقت بالمواطن السوري، والتي
تطورت إلى حالة اعتداء بالضرب قبل أن تتفاقم الأمور وتتسارع إلى اللحظة
التي استدعت تدخل وزير الداخلية وحضوره إلى المكان.
القصة بدأت الخميس السابع عشر من شباط (فبراير) الجاري، حين كان أحد
المواطنين يدخل بسيارته في مدخل سوق الحريقة الموازي لسوق الحميدية الشهير،
فبادره شرطي السير بعد تمهله في منطقة مكتظة بالمارة والسيارات: (امش يا
حمار) فرد عليه المواطن (بتطلع ستين حمار) فما كان من الشرطي إلا أن ضربه
بعصا المرور التي يحملها، ما دفع المواطن إلى الترجل من السيارة، لرد
الإهانة للشرطي في فورة الغضب، إلا أن اثنين من عناصر الشرطة المتواجدين في
المكان تدخلا للدفاع عن زميلهما، وسرعان ما شاركا في ضرب مواطن حين رأوه
مصراً على رد الإهانة للشرطي الذي بادر بضربه، حسبما أفاد شهود عيان في
روايات مؤكدة .
وعندما رأى أحد المواطنين الدم يسيل على وجه المعتدى عليه، بدأ بالصراخ
والاستغاثة ما استدعى تجمع المارة... وتمكنت الشرطة من سحب المواطن المعتدى
عليه إلى مدخل بناء قرب فرع المصرف التجاري السوري في الحريقة، إلا أن
الشارع كان قد امتلأ من المارة والمتسوقين وتجار الحريقة، الذين أغلقوا
جميعاً محلاتهم وانضموا للمتظاهرين وراحوا يهتفون: (طالعوه... طالعوه)...
وسرعان ما تدخلت سيارات الشرطة، وحضر رئيس قسم شرطة الحميدية، إلا أن
الجموع التي تجاوز عددها الأربعة آلاف - حسب تقدير من أمدنا بمقاطع فيديو
مصورة- ملأت كل مداخل منطقة الحريقة حتى جامع الدرويشية، وحاصرت مكان
احتجاز المواطن المعتدى عليه، ومنعتهم من الحركة.
وروى شهود عيان بعد ذلك أن قائد شرطة دمشق حضر في محاولة لتهدئة
المتظاهرين، إلا أن جهوده لم تفلح في فض تجمعهم، أو منع المزيد من الانضمام
إليهم رافضين الاستجابة لدعوات الانصراف .
وفي محاولة لتغيير مجرى المظاهرة، اندس عدد من مخبري الأمن بين الجموع وهم
يهتفون (بالروح والدم نفديك يا بشار) ما أثار امتعاض المتظاهرين الغاضبين
الذين أسكتوهم بالهتاف بصوت واحد: (ارفع راسك يا سوري)... ثم عبارات: (لا
تتركوه بيفرموه) ما أثار نخوة المجتمعين الذين يعرفون الطرق الوحشية التي
يعامل بها المواطن السوري من قبل الشرطة وأجهزة الأمن في مثل هذه الحالات..
حتى لو كان بريئاً ومعتدى عليه!
وقامت شرطة المرور بقطع الطريق المؤدي إلى منطقة الحميدية والحريقة،
وشوهدت في حوالي الواحدة بعد الظهر، سيارة (ونش) بيضاء وزرقاء اللون تابعة
لشرطة المرور، وهي تغلق جسر فكتوريا المكتظ عادة بالسيارات، إغلاقاً
تاماً... وتصاعد الغضب الجماهيري بسبب محاولة عناصر الأمن التدخل، وتفريق
الناس... وقال شاهد عيان من العاملين في الحريقة، إن شاباً انهال بالشتائم
على عنصر دفعه بغلظة قائلاً (بعّد ولاك عرصة... أنا أمن) فرد عليه بنوبة من
نوبات الغضب الهسترية التي عبرت عن تململ المواطن السوري من الإذلال
والقهر الذي يعانيه على يدي رجال الأمن منذ عقود طويلة.
وقد تطور الأمر بعد ذلك مما استدعى حضور وزير الداخلية اللواء سعيد سمور
بصحبة ستة من العمداء والنائب العام... إلا أن المتظاهرين لم ينفضوا، إلا
حين طلب منهم الشاب المعتدى عليه ذلك... ورأوه وهو يخرج من مدخل البناء
الذي احتجز به، فيما أكد وزير الداخلية للجموع أنه سيحاسب الشرطي الذي
اعتدى على المواطن، وزملاؤه الذين تعاونوا معه على ضربه... وأن الأمر لن
يمر بلا عقاب!
وبعد فتح الشوارع المؤدية إلى منطقة الحريقة، قمت بزيارة حي الحريقة، مركز
الثقل التقليدي لتجار دمشق... وكان تجار السوق، يتبادلون الروايات عما حدث
في حالة من التوتر، وكان واضحاً أن حالة من الغضب ما تزال تخيم على
المكان... وقال أحد الشبان: (الحال لم يعد يطاق... لو استخدموا العنف
والإذلال كعادتهم ضدنا... لما كان أحد بقادر على تقدير أين ستصل الأمور)
وأضاف آخر: (يريدوننا بقراً واغناما... لكن إلى متى؟) ورأى ثالث: (هذا ليس
سلوك شرطي سير... إنها تصرفات نظام كامل يرى في المواطن عبداً عند اللي
خلفوه... ويرى أن آخر شيء يحق له أن يرفع صوته دفاعاً عن كرامته (
وفي سياق متصل... اعتبر مجموعة من المواطنين أن المراسيم التي صدرت بتخفيض
قيمة الرسوم على بعض السلع الغذائية هي )ضحك سافر على الذقون) لأن من
المعيب أن تفرض ضريبة (قيمة مضافة) على مواد غذائية أساسية مثل الزر والبن
والشاي والزيوت وحليب الأطفال والموز، فهذه الضريبة من أساسها هي (جريمة)
بحق آلاف الأسر التي بالكاد تحصل عيشها كما رأى بعضهم، وتخفيضها بنسبة (12)
إلى (20) بالمائة... لن يزيل عن عبء المواطن سوى ليرات معدودات لا تغنى
ولا تسمن من جوع... وهذه الإجراءات التي يروج لها الإعلام الرسمي والخاص،
ويعطيها حجماً أكبر بكثير من أثرها... تزيد من شعور المواطن بالغضب بدل أن
ترضيه، وهو يرى كم الضرائب التي تثقل كاهله، والرسوم والأجور العالية، التي
يدفعها لشركات رامي مخلوف ابن خال الرئيس السوري سواء في مناطق الأسواق
الحرة المؤممة له على المنافذ الحدودية وفي المطارات كلها، أو من خلال
امتياز شركة الموبايل التي أعطيت له بلا مناقصة، والتي تعتبر تكلفتها
الأعلى في الوطن العربي إلى جانب المغرب... وخدماتها هي من أسوأ الخدمات،
كما في جاء في إحدى مجموعات الفيسبوك التي دعت لمقاطعة شركتي الموبايل في
سورية، ولجعل يوم التاسع من كل شهر، يوماً للإضراب على استخدام الموبايل،
بهذه الشروط الاحتكارية الظالمة التي تفرض على المواطن السوري بمباركة من
الدولة الراعية لحقوقه!