الأردن : انقسام وتراشق إعلامي حول سوريا
ارشفية :تمزيق صور الاسد امام السفارة السورية في عمان
جاء في تقرير أجرته الصحفية هديل
غبون لشبكة CNN العربية الاربعاء : مع تسارع إيقاع مجريات الأحداث في سوريا
منذ بدء الاحتجاجات في شهر مارس/آذار الماضي، تسارع بالمقابل توالد مواقف
النخب السياسية الأردنية تجاه أحداث سوريا بين مؤيد ومعارض، فيما رفضت
الحكومة الأردنية الحديث عن أي نية لاستدعاء سفيرها من دمشق.
وتشهد الساحة الأردنية منذ أسابيع تراشقا
إعلاميا وسياسيا على مستوى النخب السياسية والأحزاب الأردنية، إلى جانب
تسجيل نشاط شعبي لافت مؤيد للاحتجاجات في سوريا، تخلله إطلاق حملات وهيئات
مناصرة وبيانات تواقيع.
وبدأت قوى شعبية تضم أفرادا من الجالية
السورية في عمان، بإطلاق دعوات إلى طرد السفير السوري، فيما دعا آخرون إلى
استدعاء السفير الأردني من دمشق، وشكل موقع السفارة السورية في عمان محطة
احتجاجات تجمع المؤيدين بشكل دوري أسبوعيا.
من جهتها، لم تشر الحكومة الأردنية صباح
الثلاثاء إلى نيتها استدعاء سفيرها من دمشق، معربة في الوقت ذاته عن قلقها
إزاء ما يجري في سوريا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية
عبد الله أبو رمان خلال مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام حول الموقف من سوريا،
إن موقف الأردن ليس "ضبابيا،" مؤكدا أن الأردن يراقب بقلق شديد الأحداث
هناك، "متأملا أن يتم وقف نزف الدماء وتغليب لغة الحوار."
وأوضح أبو رمان أن "موقع سوريا القريب من
الأردن يترتب عليه استحقاقات عديدة، وما يعني الأردن حاليا هو وحده وسلامة
أمن سوريا في هذه المرحلة،" رافضا الحديث عن إمكانية استدعاء السفير
الأردني في سوريا.
في الأثناء، استحضرت فعاليات شعبية وقوى
سياسية بعضا من رموز الاحتجاجات في سوريا أمام مقر السفارة السورية في عمان
ليل الاثنين، وتجمع المئات من أبناء الجالية السورية وقوى سياسية أردنية
في وقفة احتجاجية هي الثانية في رمضان، تخللها أداء صلاة التراويح والدعاء
"لنصرة الثورة السورية."
إلى ذلك، اعتبر المحلل السياسي ومطلق حملة
"ليسوا منا" لدعم الاحتجاجات في سوريا الدكتور محمد أبو رمان، أن الانقسام
السياسي في الموقف حيال سوريا، ينسحب على النخب السياسية ولا ينسحب على رأي
الشارع الأردني المتعاطف مع الاحتجاجات في سوريا.
وقال أبو رمان في تصريحات لـCNN بالعربية إن
ما يرفع حدة التوتر في الانقسام السياسي "عمليات القتل الدموية التي
يرتكبها النظام،" معتبرا أن "من يدافع عن النظام السوري بحجة حماية حاضنة
المقاومة يرتبط بالأصل بأجندات سياسية ومصالح مشتركة معه."
وتضمنت العديد من حملات التراشق الإعلامي
وبيانات السياسيين وبعض المثقفين في البلاد، اتهامات "تخوين" مؤيدي النظام
لمؤيدي الاحتجاجات تحت عنوان "التآمر على سوريا وضرب المقاومة."
ولم يخف أبو رمان وجود حالة التباس في سوريا
تختلف عن مثيلاتها في مصر واليمن، لافتا إلى أن الشعور العام بوجود مؤامرة
"أمريكية إسرائيلية" ضد سوريا تقف وراء حدة البيانات السياسية الصادرة، بيد
انه أشار إلى أن ما يجري من "مجازر" في سوريا على أيدي النظام "جريمة بحق
الإنسانية لا يجب السكوت عنها."
وغادر وفد أردني غير رسمي إلى سوريا الاثنين
للتعبير عن دعم النظام، فيما سبقه وفد آخر الشهر الماضي بقيادة حزب البعث
العربي التقدمي في الأردن، فيما شهدت رابطة الكتاب الأردنيين عدد من
الاستقالات قبل أشهر على خلفية عدم التوافق على بيان جامع لإدانة أحداث
سوريا.
من جهته، نفى أمين عام حزب البعث العربي
التقدمي (المنضوي في لجنة أحزاب المعارضة الأردنية) فؤاد دبور، ارتباط حزبه
"ماليا أو تنظيميا،" بحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا ، فيما أشار
إلى أن الحزب ما يزال مرتبط فكريا به ويرفض "التآمر" على النظام السوري."
واعتبر دبور الذي ترأس وفدا حزبيا الشهر
الماضي التقى خلاله مسؤولين سورييين دعما للنظام، أن النظام السوري معني
بمواجهة الجماعات المسلحة في سوريا وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد، مضيفا
لـCNN بالعربية أن "مشاهد القتل التي يتم الترويج لها لا يعرف من وراؤها..
هناك جماعات إرهابية في سوريا تعبث بأمن البلاد ولا يمكن أن يكون الجيش
السوري وراء عمليات قتل الأطفال."
وفي الإطار، رفض أفراد من الجالية السورية في
عمان، حملات التأييد للنظام السوري معتبرين أن سنوات من الاضطهاد والظلم
والقمع عاشها السوريين في بلادهم.
وتساءل المواطن السوري ماهر حسني خلال
مشاركته في وقفة احتجاجية أمام السورية في عمان، عن حقيقة دور سوريا في
حماية المقاومة في المنطقة، مضيفا "عن أي مقاومة يتحدثون.. النظام السوري
باع الجولان وتخلى عن دعم المقاومة الفلسطينية واستحل لبنان.. وهو نظام
فاسد ومفسد."
وشكك حسني المقيم في عمان منذ ثمانية سنوات،
بقدرة النظام السوري على إصلاح نفسه، معلقا بالقول "إذا كنا نتحدث عن
الإصلاح فلا بد من محو الخطايا السابقة التي ارتكبها النظام والدماء التي
أراقها في الماضي.. وذلك كفيل برحيله."
أما عبد الرحيم أدريس من حلب و المقيم في
عمان، فأعرب عن تفاؤله بجني الاحتجاجات السورية ثمارها على المدى البعيد،
قائلا :"لولا الاستبداد في سوريا لما كنا هنا.. وانتزاع الحرية ثمنه غالي
فما جرى في مذبحة حماة في الثمانيات يشكل جزءا بسيطا مما يجري في سوريا
اليوم."
ارشفية :تمزيق صور الاسد امام السفارة السورية في عمان
جاء في تقرير أجرته الصحفية هديل
غبون لشبكة CNN العربية الاربعاء : مع تسارع إيقاع مجريات الأحداث في سوريا
منذ بدء الاحتجاجات في شهر مارس/آذار الماضي، تسارع بالمقابل توالد مواقف
النخب السياسية الأردنية تجاه أحداث سوريا بين مؤيد ومعارض، فيما رفضت
الحكومة الأردنية الحديث عن أي نية لاستدعاء سفيرها من دمشق.
وتشهد الساحة الأردنية منذ أسابيع تراشقا
إعلاميا وسياسيا على مستوى النخب السياسية والأحزاب الأردنية، إلى جانب
تسجيل نشاط شعبي لافت مؤيد للاحتجاجات في سوريا، تخلله إطلاق حملات وهيئات
مناصرة وبيانات تواقيع.
وبدأت قوى شعبية تضم أفرادا من الجالية
السورية في عمان، بإطلاق دعوات إلى طرد السفير السوري، فيما دعا آخرون إلى
استدعاء السفير الأردني من دمشق، وشكل موقع السفارة السورية في عمان محطة
احتجاجات تجمع المؤيدين بشكل دوري أسبوعيا.
من جهتها، لم تشر الحكومة الأردنية صباح
الثلاثاء إلى نيتها استدعاء سفيرها من دمشق، معربة في الوقت ذاته عن قلقها
إزاء ما يجري في سوريا.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية
عبد الله أبو رمان خلال مؤتمر صحافي لوسائل الإعلام حول الموقف من سوريا،
إن موقف الأردن ليس "ضبابيا،" مؤكدا أن الأردن يراقب بقلق شديد الأحداث
هناك، "متأملا أن يتم وقف نزف الدماء وتغليب لغة الحوار."
وأوضح أبو رمان أن "موقع سوريا القريب من
الأردن يترتب عليه استحقاقات عديدة، وما يعني الأردن حاليا هو وحده وسلامة
أمن سوريا في هذه المرحلة،" رافضا الحديث عن إمكانية استدعاء السفير
الأردني في سوريا.
في الأثناء، استحضرت فعاليات شعبية وقوى
سياسية بعضا من رموز الاحتجاجات في سوريا أمام مقر السفارة السورية في عمان
ليل الاثنين، وتجمع المئات من أبناء الجالية السورية وقوى سياسية أردنية
في وقفة احتجاجية هي الثانية في رمضان، تخللها أداء صلاة التراويح والدعاء
"لنصرة الثورة السورية."
إلى ذلك، اعتبر المحلل السياسي ومطلق حملة
"ليسوا منا" لدعم الاحتجاجات في سوريا الدكتور محمد أبو رمان، أن الانقسام
السياسي في الموقف حيال سوريا، ينسحب على النخب السياسية ولا ينسحب على رأي
الشارع الأردني المتعاطف مع الاحتجاجات في سوريا.
وقال أبو رمان في تصريحات لـCNN بالعربية إن
ما يرفع حدة التوتر في الانقسام السياسي "عمليات القتل الدموية التي
يرتكبها النظام،" معتبرا أن "من يدافع عن النظام السوري بحجة حماية حاضنة
المقاومة يرتبط بالأصل بأجندات سياسية ومصالح مشتركة معه."
وتضمنت العديد من حملات التراشق الإعلامي
وبيانات السياسيين وبعض المثقفين في البلاد، اتهامات "تخوين" مؤيدي النظام
لمؤيدي الاحتجاجات تحت عنوان "التآمر على سوريا وضرب المقاومة."
ولم يخف أبو رمان وجود حالة التباس في سوريا
تختلف عن مثيلاتها في مصر واليمن، لافتا إلى أن الشعور العام بوجود مؤامرة
"أمريكية إسرائيلية" ضد سوريا تقف وراء حدة البيانات السياسية الصادرة، بيد
انه أشار إلى أن ما يجري من "مجازر" في سوريا على أيدي النظام "جريمة بحق
الإنسانية لا يجب السكوت عنها."
وغادر وفد أردني غير رسمي إلى سوريا الاثنين
للتعبير عن دعم النظام، فيما سبقه وفد آخر الشهر الماضي بقيادة حزب البعث
العربي التقدمي في الأردن، فيما شهدت رابطة الكتاب الأردنيين عدد من
الاستقالات قبل أشهر على خلفية عدم التوافق على بيان جامع لإدانة أحداث
سوريا.
من جهته، نفى أمين عام حزب البعث العربي
التقدمي (المنضوي في لجنة أحزاب المعارضة الأردنية) فؤاد دبور، ارتباط حزبه
"ماليا أو تنظيميا،" بحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا ، فيما أشار
إلى أن الحزب ما يزال مرتبط فكريا به ويرفض "التآمر" على النظام السوري."
واعتبر دبور الذي ترأس وفدا حزبيا الشهر
الماضي التقى خلاله مسؤولين سورييين دعما للنظام، أن النظام السوري معني
بمواجهة الجماعات المسلحة في سوريا وحفظ الأمن والاستقرار في البلاد، مضيفا
لـCNN بالعربية أن "مشاهد القتل التي يتم الترويج لها لا يعرف من وراؤها..
هناك جماعات إرهابية في سوريا تعبث بأمن البلاد ولا يمكن أن يكون الجيش
السوري وراء عمليات قتل الأطفال."
وفي الإطار، رفض أفراد من الجالية السورية في
عمان، حملات التأييد للنظام السوري معتبرين أن سنوات من الاضطهاد والظلم
والقمع عاشها السوريين في بلادهم.
وتساءل المواطن السوري ماهر حسني خلال
مشاركته في وقفة احتجاجية أمام السورية في عمان، عن حقيقة دور سوريا في
حماية المقاومة في المنطقة، مضيفا "عن أي مقاومة يتحدثون.. النظام السوري
باع الجولان وتخلى عن دعم المقاومة الفلسطينية واستحل لبنان.. وهو نظام
فاسد ومفسد."
وشكك حسني المقيم في عمان منذ ثمانية سنوات،
بقدرة النظام السوري على إصلاح نفسه، معلقا بالقول "إذا كنا نتحدث عن
الإصلاح فلا بد من محو الخطايا السابقة التي ارتكبها النظام والدماء التي
أراقها في الماضي.. وذلك كفيل برحيله."
أما عبد الرحيم أدريس من حلب و المقيم في
عمان، فأعرب عن تفاؤله بجني الاحتجاجات السورية ثمارها على المدى البعيد،
قائلا :"لولا الاستبداد في سوريا لما كنا هنا.. وانتزاع الحرية ثمنه غالي
فما جرى في مذبحة حماة في الثمانيات يشكل جزءا بسيطا مما يجري في سوريا
اليوم."