توفي
الخميس المؤرخ والباحث اللبناني كمال الصليبي عن اثنين وثمانين عاما،
والذي يعد احد ابرز المؤرخين العرب ممن بحثوا في تاريخ لبنان والمنطقة
العربية وتاريخ الديانات. ووقف الصليبي وراء العديدمن المراجع التاريخية
المهمة ومن ابرزها كتابه "تاريخ لبنان الحديث"، كما اثارت بعض كتبه الكثير
من الجدل كما هي الحال مع كتابه "التوراة جاءت من جزيرة العرب".
في هذا الكتاب طرح الصليبي نظريات جديدة بشأن جغرافية التوراة تخالف الاعتقاد السائد بشان الجغرافية الحالية.
واستند
في نظريته الى بحوث في الجغرافية اللغوية وفي الاثار جعلته ينسب الكثير من
مواقع احداث العهد القديم الى مناطق واقعة في جنوب غرب الجزيرة العربية.
كتب
الصليبي مؤلفاته باللغتين العربية والانجليزية، وترجم معظمها بنفسه او
بأشرافه او بمراجعته ومن ابرز مؤلفاته "تاريخ لبنان الحديث"، "تاريخ
الجزيرة العربية" "بلاد الشام في العصور الاسلامية الاولى"، و"بيت بمنازل
كثيرة"، و"البحث عن يسوع: قراءة جديدة في الانجيل"، "حروب داوود" وغيرها،
وقد ترجم العديد من مؤلفاته الى لغات عديدة.
ونعت الجامعة الاميركية
في بيروت المؤرخ كمال الصليبي، اذ كان في ايامه الاخيرة استاذ شرف في
دائرة التاريخ وعلم الآثار فيها، التي بدأ التعليم فيها منذ العام 1945.
وستقام مراسم تشييع جنازته السبت المقبل.
وكان الصليبي احد مؤسسي المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان في الأردن، وعمل مديرا له نحو عشر سنوات.
ونقلت
وكالة فرانس برس عن المؤرخ والكاتب اللبناني جورج قرم قوله ان "الصليبي
احتل موقعا كبيرا في مجال التأريخ. ورغم ان بعض اعماله كانت مثيرة للجدل،
الا ان له مركزا مرموقا في الحياة الفكرية اللبنانية والعربية، وقد أغنى
المكتبة العربية واللبنانية بابحاث معمقة ومكتوبة باسلوب شيق وجميل".
ولد
كمال الصليبي ببيروت في الثاني من ايار/مايو 1929، من والدين مسيحيين
بروتستانتيين، وتخرج من الجامعة الاميركية ببكالوريوس في التاريخ والعلوم
السياسية.
وفي عام 1953 حصل على شهادة الدكتوراه في تاريخ الشرق
الاوسط من جامعة لندن.وكانت أطروحته بعنوان "المؤرخون الموارنة وتاريخ
لبنان في القرون الوسطى".
عرف عنه اهتمامه وشغفه بالاداب والفنون
والموسيقى على وجه التحديد حيث اتقن العزف على البيانو، وكتب بلغة ادبية
كتابا يؤرخ لسيرته وذكرياته تحت عنوان"طائر على سنديانة".