انتهت الانتخابات قبل أيام، انتخابات أريد لها أن تكون على قدر كبير من التنظيم لحيلولة دون وقوع مشاكل في هذا اليوم باعتباره عرس وطني ديمقراطي. كيف انتهى؟انتهى،بحمام دم عم غالبية أرجاء وطننا الحبيب،تصادمت خلاله العشائر وقرانا الأردنية،للأسف الشديد مع بعضها البعض. مع أن الحقيقة التاريخية تقول أن عشائر القرى الأردنية مفتاح الأمان والاطمئنان والاستقرار لوطننا،كيف يصار الى ضربها ببعضها؟ ألا يعني هذا تهديد حقيقي لاستقرارنا الوطني الذي هو رأسمالنا ونفطنا المعروف دولياً،سيما وان قوة الأردن من قوة عشائره.
النتيجة التي أعلن عنها بعد الفرز وأسفرت عن صعود بعض المرشحين لسلم مجلس النواب،وثبات آخرين في أمكنتهم، إلا أن النتيجة كانت غير ذات صلة بالواقع الذي تمنته الحكومة،حيث أن العملية الانتخابية عملت على ضربت أحد أهم أركان الدولة ممثلا بعشائرنا الوطنية من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب.
حرق للغابات الحرجية في جرش وإغلاق الشوارع إضافة الى حمل الأسلحة النارية في الشوارع،الاعتداء على قوات الدرك والأمن،قتل النفس التي حرم الله قتلها في الكرك وجرح آخرين،سيارات إطارات تحرق،إغلاق للشوارع في عجلون،عين الصورة تتكرر في الطفيلة كما في السلط كما في وادي السير الذي اشتعل بين مناصري المرشحين،ثقافة واحدة تحكمت بهذه الجموع تقوم على التكسير والتخريب والعنجهية تم تشجيعها من قبل البعض،تم تناسي الوطن وما يمثله.
عرس ديمقراطي مصبوغ بدلا من الفرح بلون الدم، سجل فيه الجاني ضد مجهول،فمن يا ترى سيرجع المقتول الى الحياة،من سيعيد الأشجار الحرجية الى غابة وصفي التل والغابات الواقعة على طريق جرش ريمون ساكب بعدما أكلتها السنة الحقد والغضب الأسود،من سيعيدها،من سيتحمل تكاليف التخريب والخسائر المادية التي نتجت عن هذه التصرفات،من سيعيد اللحمة الى عشائرنا بعد سيل عارم من المشاكل والتي جعلت قوات الأمن والدرك ترابط على أبواب قرانا صباحا مساءاً.
كنا نتمنى أن يتقبل كافة المرشحين النتيجة بروح رياضية سواء خاسرين أم فائزين،أن كانوا يؤمنون بالديمقراطية،الديمقراطية ذات الفكر التنويري الذي يرفع من سوية الفرد والمجتمع إن اخذ بجد لا هزل فيه،انطلاقا من احترام الذات المكونة للفرد القائمة على احترام الأخر،كوننا كما نقول في كل مكان شركاء في هذا الوطن.
العرس الديمقراطي أضحى عرس دم جراء تغييب العقلانية،وسيطرة فكر العنف على غيره،واستبعاد العقلاء عن الساحة المجتمعية كونهم أصحاب الرأي السديد والحل والربط .
في القلب سؤال يبحث عن جواب من فوق الطاولة لا من أسفلها،يقول:يا ترى لما لم تقوم وزارة الداخلية ممثلة بالمحافظين باستقدام المرشحين مباشرة بعد أحداث الشغب لتوقعهم على تعهدات تمنع مؤيديهم من القيام بتصرفات تهدد امن واستقرار الوطن،لما لم تقوم وزارة الداخلية بذلك(....) سؤال نضعه على طاولة وزير الداخلية وعلى طاولة كل محافظين المملكة.
عرس الدم الذي بدأ بحزن ودموع ودماء راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر،انتهى عرس الدم بفرح مجبول بأوردة وشرايين وطننا الغالي.انتهى عرس الدم بنتيجة لا قيمة لها بالمطلق إن تم مقارنتها بفلسفة الحياة والموت.
ماذا يعني لنا بعد هذا الانتشار الكبير للعنف المجتمعي خلال يوم الاقتراع، ماذا يعني لنا كرسي مجلس النواب السادس عشر، إن كان رابضا على حمام دم دافق نازف حار جدا وغالي جدا لا ثمن له.
ماذا يعني؟بصراحة،لا يعني لنا المجلس شيئا،لذا نقول تباً للانتخابات التي منحت وفتحت فوهة البركان لتخرج حمم الغضب وتنصب على جسد وطننا الغالي،تبا لها لأنها قامت بتفريق عشائرنا الوطنية الصابرة والماسكة على جمر هذا الوطن بما أوتيت من قوة،كما عرف عنها وعن رجالاتها.الله يرحمنا برحمته....وسلام ورحمة من الله على أردننا الهاشمي وبركة