وقعت صدامات اليوم السبت بين متظاهرين وأجهزة الأمن العراقية أمام المنطقة
الخضراء شديدة التحصين ببغداد، حيث احتشد متظاهرون –قدر عددهم بالآلاف- منذ
ساعات الصباح الأولى محاولين اقتحام البوابة الرئيسية التي
تقع بالقرب من جسر الجمهورية من جانب الكرخ.
ويأتي ذلك بينما شهدت العاصمة بغداد اليوم خمس مظاهرات توزعت على مناطق حي
العبيدي ومدينة الصدر (شرق بغداد) ومدينة الكاظمية (شمال شرق) وساحة
التحرير في قلب العاصمة.
وبينما اقتصرت شعارات وهتافات المتظاهرين خلال الأيام الخمسة الماضية على
توفير الغذاء وتحسين الأوضاع الأمنية، رفعوا اليوم سقف مطالبهم من خلال
هتافات تطالب بمحاسبة من أسموهم بالفاسدين بالوزارات والمؤسسات الحكومية.
واتهم المتظاهرون كبار المسؤولين بسرقة المال العام وحرمان العراقيين من أبسط حقوقهم، كما طالبوا بإلغاء الدستور الحالي.
ويقول سعود الخفاجي، أحد منظمي المظاهرات للجزيرة نت "نحن نقف أمام المنطقة
الخضراء ونطلق هتافاتنا ضد الاحتلال الأميركي" الذي توجد قواته العسكرية
داخلها إضافة إلى مقر السفارتين الأميركية والبريطانية.
وأكد هذا المواطن وقوع صدامات بين المتظاهرين والقوات الأمنية الموجودة
بمدخل المنطقة الخضراء بعد محاولة اقتحام البوابة الرئيسية قرب جسر
الجمهورية من طرف المتظاهرين الذين قال إن عددهم تجاوز الألفي متظاهر.
قنابل
وكشف الخفاجي أن القوات الأمنية استخدمت خراطيم المياه والقنابل
المسيلة للدموع بعد أن اندفع العشرات من المتظاهرين باتجاه البوابة
الرئيسية للمنطقة الخضراء.
وأضاف "نحن نعرف أن المسؤولين الأميركيين يستمعون إلى أصوات المتظاهرين
الرافضين لبقاء الاحتلال والمطالبين بإحالة كبار المسؤولين إلى المحاكمة
لسرقتهم أموال العراق وتسببهم في هذا الخراب الواسع للبلد وتشريد أبنائه".
وفي
مدينة الصدر(شرق بغداد) طالب ما يقرب من 250 متظاهراً بتعبيد الطرق وتوفير
البطاقة التموينية، ورددوا هتافات هددوا فيها السلطات المحلية بعدم وقوفهم
مكتوفي الأيدي في حال عدم تنفيذ مطالبهم وبأسرع وقت.
أما المتظاهرون بمنطقة العبيدي (شرق بغداد) فقد طالبوا بمحاسبة كبار
المسؤولين بالعاصمة، ورددوا هتافات ذكروا فيها أسماء أمين بغداد صابر
العيساوي والمحافظ صلاح عبد الرزاق ورئيس مجلس المحافظة كامل الزيدي،
متهمين إياهم بالاستحواذ على المخصصات المالية للعاصمة وعدم الاهتمام
باحتياجات العراقيين.
وتحدث المتظاهرون لوسائل الأعلام عن الانعدام التام للخدمات وعدم وجود الشوارع المعبدة مع غياب الطاقة الكهربائية.
وذكر شهود عيان أن عدد المتظاهرين بلغ حوالي سبعمائة شخص.
وفي الكاظمية خرج المئات منددين بسوء الخدمات والفساد المالي والإداري،
مطالبين بإحالة الفاسدين الى المحاكم، وتحسين أحوالهم المعيشية وتوفير فرص
العمل للعاطلين وتوفير الكهرباء ومواد البطاقة التموينية.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها (نطالب بتطبيق الدستور على الجميع) وتوجهت المظاهرة باتجاه المجلس البلدي في الكاظمية.
مظاهرة مليونية
وتؤكد الناشطة ذكرى العراقي للجزيرة نت أن المظاهرات لن
تتوقف إلا بعد تحقيق جميع مطالب الشعب، مشيرة إلى أن الجهات المنظمة وهي
واحدة منها تقوم بحشد الشباب العراقي للاشتراك في المظاهرات اليومية التي
تتفجر في مختلف مدن وقرى العراق.
ولا تستبعد ذكرى أن تزداد رقعة الاحتجاجات اليومين المقبلين لتشمل جميع
مناطق العراق، متوقعة مشاركة مئات الآلاف من شباب وشابات العراق في
المظاهرة التي يجري الإعداد لها والتي تقرر انطلاقها يوم الجمعة القادم.
وأضافت أن جميع المؤشرات تؤكد أن مظاهرة الجمعة "قد تتجاوز المليوني
متظاهر، وأن انطلاقها سيكون في ساحة التحرير على بعد مئات الأمتار من
المنطقة الخضراء".